الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه المبين : ﴿ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ﴾ ، والصلاة والسلام على خير الأنام القائل : « اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ، أو بأبي جهل بن هشام » ، فجعل الله دعوة رسوله لعمر بن الخطاب ، فبنى عليه الإسلام ، وهدم به الأوثان ، رضي الله عنه وأرضاه ، وجعل الجنة متقلبه ومثواه ، وهو القائل: « إنا قوم أعزنا الله بالإسلام ، فلن نلتمس العزة بغيره » .
فلله در عمر ، كان إسلامه فتحا ، وهجرته نصرا ، وإمارته رحمة ، شد الله به الدين ، وأيد به المؤمنين ، فصاروا على الحق ظاهرين .
كنيته أبو حفص ، واسمه عمر ، أبوه الخطاب بن نفيل ، وأمه حنتمة بن هاشم المخزومية ، ونسبته إلى قريش وبني عدي ، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة في دار والده بجبل العاقر المسمى اليوم جبل عمر بمكة الشريفة .
لقب بالفاروق لأن الله فرق به بين الحق والباطل ، ولقب بأمير المؤمنين لأن الصحابة أسموه بذلك بعد أن عهد إليه أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – قبل وفاته بالخلافة .
ولقد كان من أشراف قريش ، وكان رجلا غيورا قويا ، مهيب الجانب ، شديد العارضة ، عزيز الشكيمة ، لا يرام ما وراء ظهره ، اشتغل بالرعي والتجارة ، وإليه كانت في الجاهلية السفارة .
أسلم على المشهور بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة ، سنة ست للبعثة ، كان أول من جهر بالإسلام ، بشره رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالجنة ، ورأى له فيها قصرا بفنائه جارية ، وأخبر أنه أحد سيدي كهول أهلها من الأولين والآخرين ما خلا الأنبياء والمرسلين ، وشهد له بكمال الدين ، واعترف له بوفرة العلم ، وأقر له بالشهادة في سبيل الله ، وقال له ذات مرة : « البس جديدا ، وعش حميدا، ومت شهيدا » .
كان يفر من طريقه الشيطان ، وتسكت عند حضوره مهابة النساء والولدان ، أجرى الله الحق على قلبه ولسانه ، فوافق ربه في كتابه : في الحجاب ، وأسرى بدر ، وفي مقام إبراهيم ، وتحريم الخمر ، وتفرد - رضي الله عنه – من بين الصحابة العدول الأثبات برواية حديث : « إنما العمال بالنيات » .
وهو أفضل الصحابة بعد أبي بكر – رضي الله عنه – ، وكثيرا ما كان يسابقه في الخيرات ، فيسبقه أبو بكر ، تصدق ذات يوم بنصف ماله ، فوجد أبا بكر قد تصدق بماله كله في سبيل الله ، ومن يطيق ذلك غيرهما – رضي الله عنهما - ؟
هاجر مع المهاجرين الأولين ، وشهد بدرا وبيعة الرضوان ، وكان أشد الناس في الدين وما سبق من سبقه إلا بالزهد واليقين ؛ عن سعد بن وقاص - رضي الله عنه – قال : « أما والله ! ما كان بأقدمنا إسلاما ، ولا أقدمنا هجرة ، ولكن قد عرفت بأي شيء فضلنا ، كان أزهدنا في الدنيا - يعني عمر بن الخطاب- » .
صحب عمر – رضي الله عنه - رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأحسن صحبته، وأظهر محبته ، وشهد معه المشاهد كلها ، وكان أحد وزيريه في الأرض ، ثم فارقه وهو عنه راض ، ثم صحب أبا بكر الصديق فأحسن صحبته ، وكان عونه وأول من بايعه ، ونابه سنة إحدى عشرة في الحج ، ثم فارقه وهو عنه راض ، وولي من بعده الخلافة سنة ثلاث عشرة للهجرة ، فصحب فيها صحابة النبي – صلى الله عليه وسلم - أحسن صحبة ، وسار في الرعية أعدل سيرة ، وفتح الله على يديه الشام والعراق ومصر ، وحقق به للمسلمين النصر ، ودامت خلافته عشر سنين ونصفا ، كلها رشد وعدل ورحمة .
وهو أول من سمي أمير المؤمنين ، ومصر الأمصار ، ودون الدواوين ، ورتب الناس على سوابقهم في الدين ، وأول من أرخ من الهجرة ، وأول من اتخذ الدرة ، وكان حصنا منيعا وقرنا من حديد دون الفتنة ، لا يخاف في الله لومة لائم ، فأنعم به في العلم فقيها مفهما ، وفي الحق محدثا ملهما ، وفي الخير سابقا مقدما ، وفي السياسة عبقريا معلما ، وفي القضاء حاتما محكما ! .
خلف – رضي الله عنه - من الأبناء تسعة من الذكور وأربعة من الإناث : عبد الله وحفصة وعبد الرحمن الأكبر ، وأمهم زينب بنت مظعون ، وزيد ورقية ، وأمهما أم كلثوم بنت علي ، وزيد الأصغر وعبيد الله ، وأمهما أم كلثوم بنت جرول ، وعبد الرحمن الأصغر وزينب ، وأمهما فكيهة الجارية ، وعبد الله الأصغر ، وأمه سعيدة بنت رافع ، وعاصم ، وأمه جميلة بنت ثابت ، وعياض ، وأمه عاتقة بنت زيد ، وفاطمة ، وأمها أم حكيم بنت الحارث .
وكان عمر رجلا آدم شديد الأدمة بعد بياض ، أصلع شديد الصلعة ، أحمر شديد حمرة العينين ، أعسر يسر يعمل بكلتا يديه ، جهوري الصوت ، كثيف اللحية ، في أطرافها صهوبة ، وفي عارضيه خفة ، جسيما ضخما ، كأنه من رجال بني سدوس ، فارعا طوالا ، كأنه على دابة ، أروح تتدانى أعقابه إذا مشى .
ولما رجع - رضي الله عنه - من آخر حجة حجها بأمهات المؤمنين ، في آخر سنة ثلاث وعشرين ، وهو ابن ثلاث وستين ، رأى كأن ديكا نقره نقرة أو نقرتين ، فنعى نفسه ، وخرج ذات صباح إلى صلاة الصبح بالمسلمين ، وكان إذا مر بين الصفين قال : استووا ، حتى إذا لم ير فيه خللا تقدم فكبر ، فما هو إلا أن كبر حتى فاجأه العلج الفارسي أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة ، فطعنه طعنتين أو ثلاثا بسكين ذات طرفين ، ولما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه ، فلما انصرفوا من الصلاة ، قال عمر - رضي الله عنه - : يا ابن عباس انظر من قتلني ، فجال ساعة ، ثم جاء فقال : غلام المغيرة ، قال : الصنع ؟ قال : نعم ، قال : « قاتله الله ، لقد أمرت به معروفا ، الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي اٍلإسلام » .
واحتمل إلى بيته ، وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ ، وحين عالجوه ، علموا أنه ميت ، فاستشهد –رضي الله عنه – يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة ، ولما وضع على سريره أحاط به الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع ، وجاء علي بن أبي طالب فترحم عليه ، وقال: ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك ، وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك ، وحسبت أني كثيرا ما أسمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: « ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر ».
فدفن الشهيد عمر بن الخطاب – رحمه الله - مع صاحبيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر في حجرة عائشة ، وكان قد غسله ابنه عبد الله ، وكفنه في خمسة أثواب، وصلى عليه صهيب بن سنان – رضي الله عن الصحابة أجمعين - .
فلله در عمر ، كان إسلامه فتحا ، وهجرته نصرا ، وإمارته رحمة ، شد الله به الدين ، وأيد به المؤمنين ، فصاروا على الحق ظاهرين .
كنيته أبو حفص ، واسمه عمر ، أبوه الخطاب بن نفيل ، وأمه حنتمة بن هاشم المخزومية ، ونسبته إلى قريش وبني عدي ، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة في دار والده بجبل العاقر المسمى اليوم جبل عمر بمكة الشريفة .
لقب بالفاروق لأن الله فرق به بين الحق والباطل ، ولقب بأمير المؤمنين لأن الصحابة أسموه بذلك بعد أن عهد إليه أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – قبل وفاته بالخلافة .
ولقد كان من أشراف قريش ، وكان رجلا غيورا قويا ، مهيب الجانب ، شديد العارضة ، عزيز الشكيمة ، لا يرام ما وراء ظهره ، اشتغل بالرعي والتجارة ، وإليه كانت في الجاهلية السفارة .
أسلم على المشهور بعد أربعين رجلا وإحدى عشرة امرأة ، سنة ست للبعثة ، كان أول من جهر بالإسلام ، بشره رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالجنة ، ورأى له فيها قصرا بفنائه جارية ، وأخبر أنه أحد سيدي كهول أهلها من الأولين والآخرين ما خلا الأنبياء والمرسلين ، وشهد له بكمال الدين ، واعترف له بوفرة العلم ، وأقر له بالشهادة في سبيل الله ، وقال له ذات مرة : « البس جديدا ، وعش حميدا، ومت شهيدا » .
كان يفر من طريقه الشيطان ، وتسكت عند حضوره مهابة النساء والولدان ، أجرى الله الحق على قلبه ولسانه ، فوافق ربه في كتابه : في الحجاب ، وأسرى بدر ، وفي مقام إبراهيم ، وتحريم الخمر ، وتفرد - رضي الله عنه – من بين الصحابة العدول الأثبات برواية حديث : « إنما العمال بالنيات » .
وهو أفضل الصحابة بعد أبي بكر – رضي الله عنه – ، وكثيرا ما كان يسابقه في الخيرات ، فيسبقه أبو بكر ، تصدق ذات يوم بنصف ماله ، فوجد أبا بكر قد تصدق بماله كله في سبيل الله ، ومن يطيق ذلك غيرهما – رضي الله عنهما - ؟
هاجر مع المهاجرين الأولين ، وشهد بدرا وبيعة الرضوان ، وكان أشد الناس في الدين وما سبق من سبقه إلا بالزهد واليقين ؛ عن سعد بن وقاص - رضي الله عنه – قال : « أما والله ! ما كان بأقدمنا إسلاما ، ولا أقدمنا هجرة ، ولكن قد عرفت بأي شيء فضلنا ، كان أزهدنا في الدنيا - يعني عمر بن الخطاب- » .
صحب عمر – رضي الله عنه - رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأحسن صحبته، وأظهر محبته ، وشهد معه المشاهد كلها ، وكان أحد وزيريه في الأرض ، ثم فارقه وهو عنه راض ، ثم صحب أبا بكر الصديق فأحسن صحبته ، وكان عونه وأول من بايعه ، ونابه سنة إحدى عشرة في الحج ، ثم فارقه وهو عنه راض ، وولي من بعده الخلافة سنة ثلاث عشرة للهجرة ، فصحب فيها صحابة النبي – صلى الله عليه وسلم - أحسن صحبة ، وسار في الرعية أعدل سيرة ، وفتح الله على يديه الشام والعراق ومصر ، وحقق به للمسلمين النصر ، ودامت خلافته عشر سنين ونصفا ، كلها رشد وعدل ورحمة .
وهو أول من سمي أمير المؤمنين ، ومصر الأمصار ، ودون الدواوين ، ورتب الناس على سوابقهم في الدين ، وأول من أرخ من الهجرة ، وأول من اتخذ الدرة ، وكان حصنا منيعا وقرنا من حديد دون الفتنة ، لا يخاف في الله لومة لائم ، فأنعم به في العلم فقيها مفهما ، وفي الحق محدثا ملهما ، وفي الخير سابقا مقدما ، وفي السياسة عبقريا معلما ، وفي القضاء حاتما محكما ! .
خلف – رضي الله عنه - من الأبناء تسعة من الذكور وأربعة من الإناث : عبد الله وحفصة وعبد الرحمن الأكبر ، وأمهم زينب بنت مظعون ، وزيد ورقية ، وأمهما أم كلثوم بنت علي ، وزيد الأصغر وعبيد الله ، وأمهما أم كلثوم بنت جرول ، وعبد الرحمن الأصغر وزينب ، وأمهما فكيهة الجارية ، وعبد الله الأصغر ، وأمه سعيدة بنت رافع ، وعاصم ، وأمه جميلة بنت ثابت ، وعياض ، وأمه عاتقة بنت زيد ، وفاطمة ، وأمها أم حكيم بنت الحارث .
وكان عمر رجلا آدم شديد الأدمة بعد بياض ، أصلع شديد الصلعة ، أحمر شديد حمرة العينين ، أعسر يسر يعمل بكلتا يديه ، جهوري الصوت ، كثيف اللحية ، في أطرافها صهوبة ، وفي عارضيه خفة ، جسيما ضخما ، كأنه من رجال بني سدوس ، فارعا طوالا ، كأنه على دابة ، أروح تتدانى أعقابه إذا مشى .
ولما رجع - رضي الله عنه - من آخر حجة حجها بأمهات المؤمنين ، في آخر سنة ثلاث وعشرين ، وهو ابن ثلاث وستين ، رأى كأن ديكا نقره نقرة أو نقرتين ، فنعى نفسه ، وخرج ذات صباح إلى صلاة الصبح بالمسلمين ، وكان إذا مر بين الصفين قال : استووا ، حتى إذا لم ير فيه خللا تقدم فكبر ، فما هو إلا أن كبر حتى فاجأه العلج الفارسي أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة ، فطعنه طعنتين أو ثلاثا بسكين ذات طرفين ، ولما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه ، فلما انصرفوا من الصلاة ، قال عمر - رضي الله عنه - : يا ابن عباس انظر من قتلني ، فجال ساعة ، ثم جاء فقال : غلام المغيرة ، قال : الصنع ؟ قال : نعم ، قال : « قاتله الله ، لقد أمرت به معروفا ، الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي اٍلإسلام » .
واحتمل إلى بيته ، وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ ، وحين عالجوه ، علموا أنه ميت ، فاستشهد –رضي الله عنه – يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة ، ولما وضع على سريره أحاط به الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع ، وجاء علي بن أبي طالب فترحم عليه ، وقال: ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك ، وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك ، وحسبت أني كثيرا ما أسمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: « ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر ».
فدفن الشهيد عمر بن الخطاب – رحمه الله - مع صاحبيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر في حجرة عائشة ، وكان قد غسله ابنه عبد الله ، وكفنه في خمسة أثواب، وصلى عليه صهيب بن سنان – رضي الله عن الصحابة أجمعين - .
قطوف من حياة عمر
قصة إسلام عمر للشيخ محمد حسان
وفاة عمر بن الخطاب رضى الله عنه
Comments