U3F1ZWV6ZTE3NDMwODE4MzA4MTc5X0ZyZWUxMDk5Njg2NzQ0NjUyNQ==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل
إعلان

اشتمال الفاتحة على أنواع التوحيد الثلاثة



 اشتمال الفاتحة على أنواع التوحيد الثلاثة


أنواع التوحيد وكيفية إشتمال الفاتحة علي هذه الأنواع    

التوحيد نوعان : 

الأول: التوحيد العلمي فى العلم والاعتقاد يتعلق بالأخبار والمعرفة
الثاني: التوحيد القصدي الإرادي فى الإرادة والقصد يتعلق بالقصد والإرادة
وهذا الثاني أيضا نوعان: توحيد في الربوبية وتوحيد في الإلهية

فهذه ثلاثة أنواع.
توحيد العلم – توحيد القصد – توحيد الإلهية والربوبية
فأما توحيد العلم
فمداره إلى إثبات صفات الكمال وعلى نفي التشبيه والمثال والتنزيه عن العيوب والنقائص وقد دل على هذا شيئان: مجمل ومفصل.
أما المجمل: فإثبات الحمد له سبحانه ( من قوله الحمد لله )
وأما المفصل فذكر صفة الإلهية والربوبية والرحمة والملك ( رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين )
وعلى هذه الأربع مدار الأسماء والصفات.

فأما تضمن الحمد لذلك. فإن الحمد يتضمن مدح المحمود بصفات كماله ونعوت جلاله مع محبته والرضا عنه والخضوع له فلا يكون حامدا من جحد صفات المحمود ولا من أعرض عن محبته والخضوع له وكلما كانت صفات كمال المحمود أكثر كان حمده أكمل وكلما نقص من صفات كماله نقص من حمده بحسبها ولهذا كان الحمد لله حمدا لا يحصيه سواه لكمال صفاته وكثرتها ولأجل هذا لا يحصى أحد من خلقه ثناء عليه لما له من صفات الكمال ونعوت الجلال التي لا يحصيها سواه ولهذا ذم الله تعالى آلهة الكفار وعابها بسلب أوصاف الكمال عنها فعابها بأنها لا تسمع ولا تبصر ولا تتكلم ولا تهدي ولا تنفع ولا تضر
إن فاقد صفات الكمال لا يكون إلها ولا مدبرا ولا ربا بل هو مذموم معيب ناقص ليس له الحمد لا في الأولى ولا في الآخرة وإنما الحمد في الأولى والآخرة لمن له صفات الكمال ونعوت الجلال التي لأجلها استحق الحمد .
وفى القرأن الكريم حمد الله نفسه على مجمل صفات الكمال :        ( التكلم – عدم إتخاذ الولد – عدم إتخاذ الشريك – الحى الذى لا يموت – لا تأخذه سنة ولا نوم – لا يعزب عنه مثقال ذرة فى السموات ولا فى الأرض – لا يظلم أحد – لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار – عدم الغفلة والنسيان )
والله حمد نفسه على صفة التكلم والمحمود لا يحمد على العدم والسكوت ألبتة

وكذلك حمده لنفسه على عدم اتخاذ الولد المتضمن لكمال صمديته وغناه وملكه وتعبيد كل شيء له فاتخاذ الولد ينافي ذلك كما قال تعالى: 10:67 {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْض}.

وحمد نفسه على عدم الشريك المتضمن تفرده بالربوبية والإلهية وتوحده بصفات الكمال التي لا يوصف بها غيره فيكون شريكا له فلو عدمها لكان كل موجود أكمل منه لأن الموجود أكمل من المعدوم ولهذا لا يحمد نفسه سبحانه بعدم إلا إذا كان متضمنا لثبوت كمال

 كما حمد نفسه بكونه لا يموت لتضمنه كمال حياته

 وحمد نفسه بكونه لا تأخذه سنة ولا نوم لتضمن ذلك كمال قيوميته

 وحمد نفسه بأنه لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر لكمال علمه وإحاطته

 وحمد نفسه بأنه لا يظلم أحدا لكمال عدله وإحسانه

 وحمد نفسه بأنه لا تدركه الأبصار لكمال عظمته يرى ولا يدرك كما أنه يعلم ولا يحاط به علما فمجرد نفي الرؤية ليس بكمال لأن العدم لا يرى فليس في كون الشيء لا يرى كمال ألبتة وإنما الكمال في كونه لا يحاط به رؤية ولا إدراكا لعظمته في نفسه وتعاليه عن إدراك المخلوق له
 وكذلك حمد نفسه بعدم الغفلة والنسيان لكمال علمه.
اذن فحقيقة الحمد تابعة لثبوت أوصاف الكمال وأن نفيها – أى هذه الصفات- نفي لحمده ونفي الحمد مستلزم لثبوت ضده – من الألهة الأخرى أو الصفات الأخرى.
بمعنى : نفى صفة لله يستلزم ثبوت الكمال فى الصفة المضادة
مثال نفى إتخاذ الله الولد يستلزم الكمال فى عدم إتخاذ الله الولد. 


وأما دلالة الأسماء الخمسة عليها وهي (الله والرب والرحمن والرحيم والملك) فمبنى على أصلين:

الأصل الأول (الدلالة على الذات و الصفة : الأسم صفة والصفة اسم  ) 
أن أسماء الرب تبارك وتعالى دالة على صفات كماله فهي مشتقة من الصفات فهي أسماء وهي أوصاف
 وبذلك كانت حسنى إذ لو كانت ألفاظا لا معانى فيها لم تكن حسنى ولا كانت دالة على مدح ولا كمال ولساغ وقوع أسماء الانتقام والغضب في مقام الرحمة والإحسان وبالعكس فيقال: اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت المنتقم واللهم أعطني فإنك أنت الضار المانع ونحو ذلك.
ونفي معاني أسمائه الحسنى من أعظم الإلحاد فيها قال تعالى 7:170 {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ولأنها لو لم تدل على معان وأوصاف لم يجز أن يخبر عنها بمصادرها ويوصف بها لكن الله أخبر عن نفسه بمصادرها وأثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله كقوله تعالى 51:58 {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} فعلم أن (القويّ) من أسمائه ومعناه الموصوف بالقوة وكذلك قوله 35:10 {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} فالعزيز من له العزة فلولا ثبوت القوة والعزة له لم يسم قويا ولا عزيزا
وفي الصحيح حديث الاستخارة "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك" فهو قادر بقدرة.
وهو العظيم الذي له العظمة كما في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم "يقول الله تعالى : العظمة إزاري والكبرياء ردائي" وهو الحكيم الذي له الحكم 40:12 {فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} وأجمع المسلمون أنه لو حلف بحياة الله أو سمعه أو بصره أو قوته أو عزته أو عظمته انعقدت يمينه وكانت مكفرة لأن هذه صفات كماله التي اشتقت منها أسماؤه.
وأيضا: لو لم تكن أسماؤه مشتملة على معان وصفات لم يسغ أن يخبر عنه بأفعالها فلا يقال يسمع ويرى ويعلم ويقدر ويريد فإن ثبوت أحكام الصفات فرع ثبوتها فإذا انتقى أصل الصفة استحال ثبوت حكمها.
وأيضا فلو لم تسكن أسماؤه ذوات معان وأوصاف لكانت جامدة كالأعلام المحضة التي لم توضع لمسماها باعتبار معنى قام به فكانت كلها سواء ولم يكن فرق بين مدلولاتها وهذا مكابرة صريحة وبهت بين فإن من جعل معنى اسم (القدير) هو معنى اسم (السميع، البصير) ومعنى اسم (التواب) هو معنى اسم (المنتقم) ومعنى اسم (المعطي) هو معنى اسم (المانع) فقد كابر العقل واللغة والفطرة.
ويتبين من هذا أنواع الألحاد فى أسماء الله
أحدها : نفى معانى أسمائه
فنفي معاني أسمائه من أعظم الإلحاد فيها
الثاني: تسمية الأوثان بها
 كما يسمونها آلهة وقال ابن عباس ومجاهد: "عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه فسموا بها أوثانهم فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الله والعزى من العزيز ومناة من المنان" وروي عن ابن عباس {يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} "يكذبون عليه" وهذا تفسير بالمعنى.
فالإلحاد: إما بجحدها وإنكارها( أى نفى الأسم والصفة لله ) وإما بجحد معانيها وتعطيلها ( الفصل بين الصفة والأسم ) وإما بتحريفها عن الصواب وإخراجها عن الحق بالتأويلات الباطلة ( تحميل الأسم والصفة ما ليس فيه ) وإما بجعلها أسماء لهذه المخلوقات المصنوعات( كالات والعزى و كإلحاد أهل الإتحاد فإنهم جعلوها أسماء هذا الكون محمودها ومذمومها حتى قال زعيمهم: "وهو المسمى بكل اسم ممدوح عقلا وشرعا وعرفا وبكل اسم مذموم عقلا وشرعا وعرفا" تعالى الله عما يقول الملحدون علوا كبيرا.)
فصل
الأصل الثاني الدلالة على الذات والصفة معاً والدلالة على  الذات وحدها والدلالة على الصفة وحدها
 فإن اسم (السميع) يدل على ذات الرب وسمعه بالمطابقة وعلى الذات وحدها وعلى السمع وحده بالتضمن ويدل على اسم (الحي) وصفة الحياة بالالتزام وكذلك سائر أسمائه وصفاته ولكن يتفاوت الناس في معرفة اللزوم وعدمه ومن ههنا يقع اختلافهم في كثير من الأسماء والصفات والأحكام
فإن اسم (العظيم) له لوازم ينكرها من لم يعرف عظمة الله ولوازمها.
وكذلك اسم (العلي) واسم (الحكيم) وسائر أسمائه فإن من لوازم اسم (العلي) العلو المطلق بكل اعتبار فله العلو المطلق من جميع الوجوه: علو القدر وعلو القهر وعلو الذات فمن جحد علو الذات فقد جحد لوازم اسمه (العلي).


تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة