أولاً : أعراض مشكلة الأرق
تتمثل مشكلة الأرق فى سماع أفكار فى عقل الإنسان عندما يذهب إلى النوم هذه الأفكار تصيبه بالمخاوف مما يتسبب فى عدم النوم والإرهاق الجسدى والقلق المستمر ، كأن يتذكر أنه نسى أن يغلق الباب أو أنه إذا نام لن يستطيع أن يذهب إلى الإمتحان أو ستفوته مقابلة هامة أو لن يستطيع أن يذهب إلى عمله فقد يغلبه النوم وغيرها من الأفكار التى هى من وساوس الشيطان وليست من عقل الإنسان.
ثانياً : تشخيص لمشكلة الأرق ( معرفة أسباب المشكلة )
يُخبرنا رب العزة جل جلاله وتقدست أسمائه عن هذه المشكلة فى الأية 64 من سورة الإسراء وأن الشيطان إنما هو مصدرها ومُسببها : قال تعالى (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (64) نرى إذن أن السبب لظاهرة القلق هو الشيطان قرين الإنسان الذى يوسوس للإنسان بصوت مطابق لصوت الشخص الذى يوسوس له ويضع فى عقله وساوس لأفكار من صنع الشيطان ويوهمه أنما هى أفكاره ( أى الشحص الموسوس )
ماهية صوت الشيطان
ماهية صوت الشيطان يُخبرنا الله عز وجل عنها فى الأية الرابعة من سورة الناس ( من شر الوسواس الخنّاس ) يتميز صوت الشيطان بشيئين فهو وسواس أى يضع هذه الأفكار فى عقل الإنسان وكأنها حقيقية ، وهو خنّاس أى مستتر مخفى فهو بينما يبث وساوسه فى عقل الإنسان بجعله يظن أنه لا وجود لشئ أسمه الشيطان وهذه الأفكار إنما تنبع من عقله وأن الشيطان برئ منها. فضلاً عن أن الأفكار التى يبثها أفكارٌ خبيثة كأفكار شهوانية أو أفكار فيها إساءة أدب إلى الله عزوجل.
نتيجة وسوسة الشيطان
إن نتيجة وسوسة الشيطان شر يلحق بالإنسان ، ويخبرنا الله عنها فى سورة الفلق ( ومن شر النفاثات فى العقد ) فالشيطان قرين الإنسان يولد مشاعر قلق و تعب و خوف وذلك عن طريق تحفيز العقد العصبية فى الدماغ البشرى المسئولة عن توليد المشاعر المختلفة وذلك بأن ينفث فيها من وساوسه ، بمعنى أنه عندما يوسوس بأفكار معينة فإنه يولد مشاعر مطابقة لتلك الأفكار ، فعلى سبيل المثال عندما يوسوس بفكرة بها ضيق الصدر يولد ضيقاً فى الصدر وعندما يوسوس بأفكار جنسية يولد شعوراً بالنشوة وهكذا ، فالعقد الدماغية التى يوسوس فيها الشيطان أو ينفث فيها أفكاره هى المسئولة عن توليد المشاعر المختلفة والتى يربكها الشيطان بهذه الأفكار ، فهى إذن مشاعر وهمية يولدها الشيطان.
فالشيطان بطريقته هذا يجعل الإنسان فى حالة مستمرة من القلق والإستفزاز الجسدى عن طريق وضع أفكار فى رأس الإنسان تجعله يواصل تفكيره به حتى يصيب الجسم الإرهاق والتعب خوفاً من وقوع هذه الأفكاركأن يوهمه أن هناك مُصيبة ستحُل به أو أن مرضاً سيصيبه أو أنه سيفقد أحد أبنائه وتلك الأفكار كما ذكرنا نتيجتها قلق وخوف مستمر ومن ثم يصاب الجسم بالتعب وقد يتأذى من هذا ، فهدف الشيطان هو أن يأذى إبن أدم بأى طريقة والوسوسة إنما هى طريقة من طرقه ( واستفزز من استطعت منهم بصوتك )
العلاج الربانى
أعلم أخى أن دوائك وشفائك فى القرأن والسنة ، فحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا أنه إذا بلغ الإنسان من الوسواس ( فليستعذ ولينته ) والإستعاذه قولك أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أى يارب أنا لا أستطيع أن أطرد تلك الأفكار من رأسى لأنه من عدو أنت تقدر عليه وعبدك الضيعف لا يقدر عليه فإنى أعوذ بحولك وقوتك من همزات الشياطين ووساوسهم وأعوذ بك منهم ، ومعنى الإنتهاء أنه بعد الإستعاذه فلتقف مباشرة عن التفكير فى تلك الأفكار الشيطانية وأن لا تلقى نفسك فى دوامتها مستعيناً على ذلك بحول الله وقوته والله المستعان وعليه التكلان ونسأله سبحانه أن يُشفى علل قلوبنا إنه ولى ذلك والقادر عليه وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى أصحابه وآله وسلم تسليماً كثيرا.
تعليقات