بسم الله الرحمن الرحيم
قدر الله فى الخلية
قال تعالى (إنّا كل شئٍ خلقناه بقدر) القمر ، وقال أيضاً (وخلق كل شئٍ فقدره تقديرا ) الفرقان ، وقال أيضاً ( وكل شئ عنده بمقدار) الرعد ، وقدر الله فى الخلية الإنسانية من أهم دواعى الثقة بالله وتأكيد وحدانيته وقدرته المطلقة وعظمته وإن كان من أطمئن قلبه بذكر الله لا يحتاج لشئ من هذا ، فالله يهدى من يشاء ويُضل من يشاء ، ولكن من باب أن القضاية العلمية تخدم قضايا الإيمان أردنا أن نوضح شيئاً وصفياً فقط عن قدر الله فى الخلية ذلك العالم المحدود اللا محدود راجين المولى أن ينفعنا بما علمنا وأن يهدنا صراطه المستقيم وأن يملء قلوبنا بذكره ويرزقنا عبودية خالصة لوجهه يرضى بها عنا وو الله ما قدروا الله حق قدره والله المستعان
قدر الله فى الخلية
الخلية كما نعرف هى وحدة بناء الكائن الحى ويوجد فى الجسم الإنسانى حوالى مائة ألف مليار خلية أى واحد وأمامه 14 صفر . حجم الخلية 3 من المائة من الملليمتر . وظيفة الخلية واحدة فى جميع الكائنات الحية ومع ذلك تختلف الكائنات عن بعضها بل وتختلف الأشخاص فيما بينها فنجد هذا طبيب وهذا مدرس وهذا فلاح وكل بارع فى مجاله . تتكون الخلية من نواة وجدار الخلية . النواة هى غرفة عمليات الخلية ولجدار الخلية بوابات ومنافذ تتمتع بخاصية النفاذية الإختيارية بمعنى أنها لا تسمح بدخول أى مواد للخلية ولكن مواد معينة وبمقادير معينة ونفس الأمر عند الخروج أى خروج مواد معينة وبمقادير معينة. الخلية بدون النواة تموت فهى الوحدة الحيوية للخلية وإن شئت قل هى قلب الخلية . يوجد داخل هذه النواه 5 نويّات تقوم بتصنيع البروتينات . يوجد داخل البروتينات الحامض الذى به سر الحياه وهو الحامض النووى DNA . الحامض النووى هو عبارة عن صبغيات أو كروموسومات ( يبلغ عددها 46 كروموسوم فى الإنسان ويختلف عددها من كائن إلى آخر) . هذه الكروموسومات عبارة عن برنامج تخليق ذاتى ( أى مسئول عن تخليق الكائن الحى بجميع صفاته المادية والمعنوية ) أودعه الله فى نواة الخلية وسجّل عليه كل الأوامر الإلهية الخاصة بصفات هذا الكائن الجسدية والنفسية والعقلية والعاطفية وغيرها بمليارات من الحروف الكيماوية . الأوامر الإلهية على كروموسومات الحامض النووى تختلف من جنس لأخر رغم أن الوظيفة واحدة ( لم يستطيع العلماء أن يُفّسروا هذا ، فعلم العلماء فيما يخص الخلية وصفى وليس تفسيرى إلى وقتنا الحالى ) ولشرح هذا نقول أن الأوامر الإلهية المُسجّلة على على الكروموسوم المسئول عن تخليق الوجه عند الإنسان تختلف عن الأوامر الإلهية المسجلة على الكروموسوم المسئول عن تخليق الوجه عند كائن أخر كالكلب أو الأسد فضلاً عن أنها تختلف من كائن لأخر ، ولكل عضو كروموسوم عليه أوامر تختلف عن الكروموسوم الأخر ، فالخلية المسئولة عن تخليق العين لا تستطيع أن تخلق قلباً أو كلية ولهذا الخلية مسارها المحدد حيث أنها تذهب إلى مقدمة الرأس ( كيف تذهب وتعرف طريقها إلى العضو الذى ستُشكّّّله وكيف تعمل لتشكيل هذا العضو لا أحد يعلم ) . هذه الكروموسومات تحمل جميع الصفات الوراثية الخاصة بالكائن الحى ولهذه الكروموسومات بصمة خاصة تسمى بصمة الحامض النووى لا تتشابه فى إنسان مع أخر أبداً ؛ البصمة لم تعد فى الأصابع فقط بل فى كل أجزاء الإنسان بصمة الحامض النووى ، بصمة الأصابع ، بصمة بحة الصوت وغيرها من البصمات التى لا تتشابه فى شخصين ( عزيزى الإنسان الفرد أنت مُتفرّد لك مهمة بعينها لا يقوم بها أحد إلا أنت أوجدك الله من أجلها فى هذا الكون فأبحث فى ذاتك عن هذه المهمة )
الخلية الجنينية الأولى تنقسم إلى 2 ثم 4 ثم 8 ثم تتكاثر إلى أن يتشكل الجنين ( لم يُفسر العلم هذا هم يصفوه فقط ولكن لماذا يحدث وكيف يحدث لم يقل العلم كلمته حتى الأن ولا يعرف ما هى القوة المهيمنة على هذا الإنقسام لكن المسلمون يعرفون ) .
عدد الجينات فى النواة 30 ألف جين هذه الجينات تُسمى المورّثات بمعنى انها هى المسئولة عن توريث الصفات من الأباء إلى الأبناء . كل هذه الجينات تعمل وفق أربع قواعد لأربع مركبات يرمز لها بالرموز A و C و T و G هذه القواعد الأربع تُشكل بتسلسل منظم خصائص ووظائف الجسم والتى لو تبدل حرف مكان حرف حدث خلل ولتوضيح هذا نضرب مثالا جين الهيمبلوجين المسئول عن لون الدم الأحمر التسلسل الطبيعى لتكوين هذا الجين هو CTT إذا حدث إختلال فى الترتيب أو التركيب يحدث ما يسمى بالطفرة أو الخلل فمثلاقد يحدث إختلال فى هذه القواعد فتصبح CTA وهذا الإختلال يسبب هيموجلوبين معطوب يتسبب فى مرض فتّاك للأطفال وهو الإنيميا المنجانية ، وكذلك كل الأمراض الخطيرة سببها خلل فى ترتيب القواعد التى تكون الجينات . ولنضرب مثالاً بمرض السرطان والذى يؤكد الإطباع أن سببه هو صدمة نفسية شديدة تحدث للإنسان لا يستطيع أن يتجاوزها فتؤدى إلى خلل فى ترتيب القواعد الجينية فتسبب هذا المرض ومن هنا نقول أن الإيمان بالله والخشوع فى الصلاة يجعل الإنسان يتجاوز الأزمات ويقى نفسه من تبعثر قواعد الجينات فيقيه من كثير من الأمراض، إن الإيمان واليقين بالله يعيد ترتيب الأوراق المبعثرة فى الجسم يعيد ترتيب هذه القواعد ويحمى الجسم من الأمراض فقل ما شاء الله .
تعليقات