الطريق إلى الله ( من سلسلة قال المحدث )
من الحقائق المُسلّمات أننا نموت ومن الحقائق المُسلّمات أن مرجعنا إلى الله ومن الحقائق المُسلّمات أن نهاية الشوط إمّا إلى جنة وإمّا إلى نار ، والأمر جد ولا هزل فيه يقول تعالى أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) المؤمنون ويقول أيضاً ( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) الأنبياء ويقول جل ثناؤه (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) الدخان . ويقول تقدست أسماؤه (وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22) الجاثية ويقول جل جلاله (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) القيامة .
والظن أن الله سبحانه وتعالى خلق السموات والأرض عبثاً إنما هو ظن الذين كفروا يقول تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِِ (27) ص ، أما أهل الإيمان فيؤمنون أن الله خلق السموات والأرض بالحق يقول تعالى (خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) العنكبوت .
فإذا كان الأمر كذلك فأعلم أيها السائر إلى الله أن القرءان وضّح الطريق المستقيم وفصلته السنة النبوية لكى تكون على بينة وبصيرة ، ولتعلم أن الأمر كله ليس فيه شئ من الهزل كما يظن بعض الناس أنهم جاءوا إلى الدنيا يأكلون ويشربون ويتمتعون وما يهلكهم إلا الدهر ، يقول سبحانه وتعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24) فهؤلاء إنما يتبعون أهوائهم بغير علم وبغير هدى من الله ، وأعلم أخى السائر إلى الله أن دليلك فى الظلماء وعاصمك من الفتن والأهواء إنما هو كتاب الله وسنة نبيه ، ولتعلم أن طريق الله مستقيم ليس بمعوج وهو الطريق الأوحد الصحيح الذى فيه النجاه ولو سرت فيه وأنت مغمض العينين لوصلت وأعلم أن طرق الشيطان كثيرة ومعوجة ثم أعلم أنه لن يتركك أعداءك تسير فى هذا الطريق من غير أن يضلوك عنه ولتعلم أن أعداءك أربع كبير الشياطين وهو إبليس وصبيانه وشياطين الإنس ونفسك التى بين جنبيك فأنتبه لهؤلاء الأربع الذين يتربصون بك الدوائر ولتدع ربك دائماً ( إهدنا الصراط المستقيم ) والله المستعان ؛
Comments