U3F1ZWV6ZTE3NDMwODE4MzA4MTc5X0ZyZWUxMDk5Njg2NzQ0NjUyNQ==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل
إعلان

مشكلة ضياع الوقت وكيفية علاجها



وقتك حياتك إمّا جنة وإمّا نارا

إن مرض إضاعة الوقت من أخطر الأمراض التى إنتشرت فى أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهى على رأس الأولويات والقضايا التى يجب أن تهتم بها الأمة ، لأن الوقت حياة وإبداع وإنتاج وأكثر من هذا فالوقت إمّا جنّة وإمّا نارا. ورغم أهمية الوقت القصوى التى يغفل عنها كثيراً من الناس  فإنه لا يتورع عشرات الملايين منهم عن إضاعة إوقاتهم إلى حد السفه وإن سألت أحداً منهم عن هذا الوقت الذى يُضّيعه قال أنا حر وليس ثمة على الأطلاق معنى لهذه الحرية المطلقة ولا حتى فى تلك البلاد التى تتغنى بالديمقراطية والحرية . وأقول إن ضياع الوقت أخطر من ضياع المال لأن المال فد يُعوّض أما الوقت الذى يمضى فلا يعود إلى يوم القيامة ، وسيأتى يوماً عليك تعرف فيه قيمة الوقت الذى أهدرته يوماً لا ينفع فيه ندما.
ولعظم الوقت وأهميته فقد أقسم الله عزوجل به فى غير موضع من القرءان حيث أقسم بأوقات اليوم المختلفة ( والليل إذا يغشى ، والنهار إذا تجلّى ) ( والفجر وليال عشر ) ( والضحى والليل إذا سجى ) ( والعصر إن الإنسان لفى خُسر ) وحيث يقسم الله بشئ فلأنه عظيم فالقسم يدل على أهمية ما يُقسم الله به وما يُقسم عليه. وورد فى الترمذى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( لا تزولا قدما عبدا يوم القيامة حتى يُسئل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه-وفى رواية عن جسمه فيما أبلاه- وعن ماله من أين إكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ).
ولأهمية الوقت فقد قدّر هذه الأهمية سلفنا الصالح ؛ يقول عبد الله بن مسعود ( والله ما ندمت على شئ كندمى على يومٍ غربت شمسه قل فيه أجلى ولم يزد فيه عملى ) ويقول أحد السلف : إذا مر يوماً ولم أقتبس هدى ولم أستفد علماً ولا عملاً فما ذاك من عمرى . ويقول الحسن البصرى ( ما من يومٍ ينشق فيه فجره إلا وينادى بلسان الحال : يا أبن أدم أنا خلقٌ جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمنى فإنى لا أعود إلى يوم القيامة ) ويقول لقمان الحكيم لولده  ( أى بنى إنك من يوم أن نزلت إلى الدنيا إستدبرت الدنيا وإستقبلت الأخرة فأنت إلى دارٍ تُقبل عليها أقربُ من دارٍ تبتعدُ عنها ) 
ولكى تستفيد من الوقت عليك أن تعرف العوائق التى تحول بينك وبين الإستفادة من الوقت ومن ثم تتجنب هذه العوائق ونذكر هذه العوائق :

التسويف وطول الأمل

لا تؤجل عمل الخير فلا تدرى متى يأتيك ملك الموت ولا يزال العبد يُسّوف حتى يجد نفسه وقد إنتقل من معسكر الإحياء إلى معسكر الأموات .
أيا عبدٌ كم يراك الله عاصيا .. حريصاً على الدنيا وللموت ناسيا ، أنسيت لقاء الله والّلحدِ والثرى .. ويوماً عبوثاً تشيب فيه النواصيا ، لو أن المرء لم يلبث ثياباً من التقى .. تجرّد عُريانا ولو كان كاسيا ، ولو أن الدنيا تدومُ لإهلها .. لكان رسولُ الله حياً وباقيا ، ولكنّها تفنى ويفنى نعيمها .. وتبقى الذنوب والمعاصى كما هى .

إتّباع الهوى 

الهوى يدفعك للجلوس مع العاطلين الباطلين ويُزين لك الباطل وإحذر الهوى ولا تركن إلى الدنيا فالله حذّر أنبيائه من الهوى وأنت من أنت ، يقول الله لنبيه داود (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)  ص ، بل أكثر من هذا يقول للمصطفى صلى الله عليه وسلم (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) الكهف
فإحذر الهوى وأستعن بالله ولا تركن إلى الباطل وتتبع نفسك الأمارة بالسوء وشيطانك الذى يُزين لك الباطل .

الفراغ 

الفراغ مع كونه نعمه يجهلها الكثيرون فإنهم يجعلونة نقمة عليهم بما يهدرون من أوقات فراغهم فيما يضرهم فى الدنيا والأخرة ولا ينفعهم ، يقول صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصحة والفراغ ) وللفراغ أنواع فمنها الفراغ القلبى ومنها الفراغ النفسى ومنها الفراغ العقلى ومنها الفراغ الجسدى وكل نوع من هذه الفراغات له خطره على إبن أدم ، فالفراغ القلبى إنما يكون فراغ القلب من هيبة الله مما يجعل العبد إذا خلا بنفسه أو لم يخلو إرتكب الكبائر فهو لا يوقّر الله ولا يمتلئ قلبه بتعظيم الله وذلك يدفعه إلى إرتكاب حرمات الله فاحذر هذا الفراغ ، والفراغ النفسى يجعل نفسك تنشغل بالمعاصى إن لم تملؤها بالطاعه فاحذره أيضاً وأجعل أوقاتك كلها طاعة لله ، والفراغ العقلى حياة أهله دمار وآخرتهم بوار بدليل تخاصم أهل النار وإسمع إلى قول العزيز الغفار  ( تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) ) الملك ، وأمّا الفراغ الجسدى فأبحث لك عن عمل يُفيدك فى دنياك وأخرتك وإستعن بالله ولا تيأس وإجعل وعد الله مناطك ودليلك (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)  ) الملك ؛ والله المستعان 

من سلسلة أمراض الأمة حلقة إهدار الوقت 
رابط تحميل الحلقة موقع الطريق إلى الله 
إهدار الوقت





Comments
NameEmailMessage