معنى العبودية لله
العبودية بإختصار هى أنك لست حراً فى أن تفعل ما تريد أى أنك لا يمكنك أن تُحرك ساكناً أو تُسكن متحركاً إلا إذا كان مأذوناً لك فيه ، والعبارة التى يرددها البعض دوماً ( أنا حر ) تعنى أنك منفلت ولست حراً وهذا ليس شأن العبد فالعبد له سيد آمر يأمره أن يفعل فيفعل أو يكُف فيكف والعبودية تشمل جميع جوانب الحياة فالعبد لا يتحرك إلا بنص من كتاب الله وسنة نبيه وهذا هو الوحى وإن لم يتحرك العبد بالوحى فسيتحرك بالهوى ، وقابل الله الوحى بالهوى فى مواضع كثيرة من القرءان :
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) الكهف
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) ص
والإنسان عبداً لله شاء أم أبى ولهذا فلا يجوز لك أن تأتى قصراً بل أذهب إلى الله طوعاً فالله يرضى أن يأتيه العبد طائعاً يفعل أوامره ويجتنب نواهيه وإلا فالجماد أفضل منك والذى جاء طوعاً لله (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فصلت
وعدم العبودية لله هى سبب الهوان الذى نحن فيه ، والمسلمون منذ أن بعث الله النبى وهم فى نصرٍ دائم حتى فى غزوة أحد لم ينهزموا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما فى مسند أحمد ( والله ما نصر المسلمون فى غزوة كما نصرهم فى غزوة أحد ) غير أنهم لمّا خالفوا أمر رسول الله أراد الله أن يُعلمهم درساً أن المخالفة تعقبها مُصيبة ، والمصيبة لا تزول إلا بطاعة والله يقول جل جلاله (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) الرعد
تعليقات