الثقة بالله لب الإيمان واليقين و طريق النصر والتمكين
ما هى الثقة
الثقة هى سويداء عين التسليم ونقطة دائرة التفويض وروح التوكل ولبه ونسبة الثقة إلى التوكل كنسبة الإحسان إلى الإيمان . فلو إفترضنا أن التسليم كالعين فإن الثقة هى سواد هذا العين وأن التفويض دائرة فإن الثقة هى مركز هذه الدائرة .
كيف تكون الثقة بالله
لا يمكن لأحد أن يذوق حلاوة الثقة فى الله إلا إذا تعرف على الله بأسماء جلاله وصفات كماله ؛ فلا يتذوق حلاوة الثقة إلا من عرف الله الملك القوى العزيز الحكيم القدير إلى غير ذلك من أسماء جلاله وصفات كماله . ولو عرفت الله يقيناً لعلمت أنه مالك الملك وملك الملوك والكون كله فى قبضته ولا تستطيع قوة على وجه الأرض أن تفعل فى الكون شيئاً إلا بأمره تحت سمعه وبصره وبإرادته ومشيئته ؛ (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) الأنعام فما من ورقة تسقط فى أى مكان فى الأرض إلا يعلمها ، وما من جبل على وجه الأرض إلا ويعلم الله ما فى وعره ، وما من بحر ولا نهرٍ على سطح الأرض إلا ويعلم الله ما فى قعره ؛ (وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11) فاطر ؛ يهب من ملكه ما يشاء لمن يشاء ويسلب من ملكه ما يشاء ممن يشاء (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) ال عمران .
أزمة ثقة
إلى الأن ما زال البعض يثق فى بعض دول الأرض أكثر من ثقته فى الله ، ويثق فيما فى يده أكثر من ثقته بما فيما عند الله إلا ما رحم ربى من أفراد ذاقو حلاوة الثقة وطعم الإيمان وعلموا يقيناً أن كل شئ بيد الله (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) الإنعام ؛ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبن عباس كلمات ما أروعها لو أخذناها منهج ثقة فى الله ( يا غلام إنى أعلمك كلمات : إحفظ الله يحفظك ، إحفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فأسال الله وإذا إستعنت فإستعن بالله وأعلم أن الأمة لو إجتمعت على أن ينفعوك بشئ لن ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك ولو إجتمعت على أن يضروك بشئ لن يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك رُفعت الإقلام وجفت الصحف ) ؛ ويقول صلى الله الله عليه وسلم فى صحيح مسلم من حديث أبى موسى الأشعرى ( إن الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حِجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) ويأتى حبراً من أحبار اليهود إلى النبى يوماً والحديث فى الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود ويقول هذا الحبر لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا محمد إنّا نجدُ مكتوباً عندنا فى التوراة أن الله تعالى يجعل السموات على إصبع والأراضين على إصبع والماء والثرى على إصبع والشجر على إصبع وسائرُ الخلق على إصبع ثم يهزهن ويقول أنا الملك ، فضحك النبى صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً منه لقول الحبر ثم قرأ قول الله تعالى (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) الزمر
ثق بالله مولاك
والثقة هى أن تجعل الله مولاك وتعلم أن الكافرين لا مولى لهم ولو فاقت قوتهم قوة المسلمين وكما أوردنا فى دروس سابقة لم ينتصر المسلمون عن قوة أو كثرة فى أى معركة عل مر التاريخ ، وليس مطلوب منك أن تحطم الجدران برأسك ولا تقابل الثور الهائج وأنت لا تملك ما تقاتله به ، ولكن يجب أن نأخذ بالأسباب ونعدعدتنا ونترك أمر النصر على الله واثقين من هذا النصر لا محالة ، إننا لن نُسأل عن لماذا لم ينتصر الإسلام فى عصرنا ولكن سنُسأل ماذا قدمنا للإسلام فى عصرنا. لمّا إنتهت معركة أحد وتعرض النبى صلى الله عليه وسلم للقتل وشُجّ رأسه الشريف وكُسرت رباعيته وقُتل من الصحابة الأخيار الأطهار سبعون قام أبو سفيان وكان قائد جيش المشركين فقال : أفى القوم محمد وكررها ثلاث والنبى يسمعه ويقول للصحابة لا تجيبوه ، فلمّا لم يُجبه أحد إطمأن إلى أن النبى قد قُتل ، فنادى أبو سفيان فى المرة الثانية : أفى القوم إبن أبى قُحافة يعنى الصديق رضى الله عنه وكررها ثلاث والنبى يقول لإصحابه لا تجيبوه فلمّا لم يُجبه أحد إطمأن إلى أن أبو بكر قد قُتل ثم نادى فى الثالثة أفى القوم إبن الخطاب وكررها ثلاث والنبى يقول لإصحابه لا تُجيبوه فلمّا إطمأن إلى أن النبى وأبا بكر وعمر قد قُتلوا نادى بأعلى صوته وبفرح غامر يقول أُعل هبل أُعل هبل ( يدعو لهبل بالعلو والرفعة ) فقال النبى صلى الله عليه وسلم لإصحابه ألا تُجيبوه فقالوا ماذا نقول يا رسول الله قال قولوا الله أعلى وأجلّ فيقول أبو سفيان لنا العزى ولا عُزى لكم ( يقصد إلهه العزى ) فيقول النبى صلى الله عليه وسلم الا تُجيبوه فيقولوا ماذا نقول يا رسول الله فيقول صلى الله عليه وسلم قولوا له الله مولانا ولا مولى لكم .
الثقة بالله تفعل المستحيل
والثقة بالله هى التى تغير وجه الأرض وينصر الله بها هذا الدين وتُفعل بها المستحيلات من منظور الخلق ؛ فالثقة هى التى ملأت قلب سيدنا نوح وهو يصنع سفينة على الرمال ويسخر قومه منه ؛ وهى التى ملأت قلب سيدنا أيوب الذى أصيب بمرض أقعده ثمانية عشر عاماً فقد فيه كل شئ ولم يبق له إلا لساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وجسداً على البلاء صابراً وزوجة مخلصة وفيه ، ولولا خوفه من أن يُفتن الناس ما سأل الله أن يشفيه فقد سمع من قريب يقول لصديقه : والله لو أن أيوب ما أذنب ذنباً لشفاه الله ( أى أن ما بأيوب بسبب ذنب عظيم فعله ) فجاء الأمر من الله (أركض برجلك هذا مغتسلٌ باردٌ وشراب ) وتصور معى ضرية رجل مرض ثمانية عشرة عاماً كيف تكون قوتها ، وأنظر إلى الدواء الربانى مغتسل للظاهر من بدنه يشفيه وشراب للباطن يُنقيه ويُطهّره ؛والثقة بالله هى التى ملأت قلب يونس وهو فى ظلمات فوقها ظلمات فوقها ظلمات (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) الأنبياء ، ولن نقدر عليه تعنى أى لن نعاتبه ونضيّق عليه لما يأس من دعوة قومه حين لم يستجيبوا دعوته يقول تعالى (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) الفجر ، وقدر عليه رزقه أى قدر عليه رزقه ؛ والثقة هى التى ملأت قلب أم موسى عندما خافت على إبنها من فرعون أن يقتله فأمرها الله أن تلقيه فى اليم (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) القصص ؛ والثقة هى التى ملأت قلب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما قال صاحبه فى الغار إن لو أحد من الشركين نظر تحت قدميه لرأنا (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) التوبة ؛ والثقة هى التى ملأت قلوب الصحابة حين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) ال عمران ؛ وأمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تخلوا أبداً من قلوب تحمل ثقة تحاكى ثقة هؤلاء الأخيار الذين ذكرنا ونماذج من تلك الثقة نراها مُجسّدة على أرض فلسطين فى أطفال كبار ولا أقول صِغارا :
أين جاءوا ولم يحمل بهم نبأُ ولا تمخّض عنهم قطُ مؤتمرُ
جيلٌ من الصخر قد قُدّت ملامحهم ومن رماد الشظايا أورقَ الشجرُ
جيلٌ تألق فى آفاقه حجرٌ أستغفر الله بل هزّ الورى حجرُ
وكان ما كان من صحوٍ ومن خطرٍ وأولُ الغيثِ قطرٌ ثم ينهمرُ
وقد رموا عدواً بحجارةٍ مسومةٍ وعلى رؤءسهم ألقت يها سقرُ
وما رميتم ولكن الأله رمى فكيف يُهزمُ من بالله ينتصرُ
النصر بالثقة فى الله
وبعد ؛
لن تنتصر الأمة إلا بالثقة فى الله ورسوله ونصر الله الذى أخبر به ؛ كن على يقين بما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وسلم وكيف تشك فيمن لم يشك فى صدقه من كذّبوه ، خلا الأخنث بن شريق بأبى جهل فقال له قل لى يا أبا الحكم بالله عليك ولا يرانا أحد الأن أمحمد صادق أم كاذب فقال أبو جهل والله يا أخنث إن محمد لصادق وما كذب محمد قط (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) الأنعام ، وروى البخارى من حديث عدى بن حاتم قال بينما أنا جالسٌ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجلٌ يشكو إليه الفاقة وجاء إليه أخر يشكوا إليه قطع السبيل ( أى قطع الطريق ) فقال الصادق المصدوق لعدى بن حاتم ( يا عدى هل رأيت الحيرة ) وكانت آنذاك تحت ملك كسرى ، فقال عدى لا ولكنّى أُنبئتُ عنها ، فقال صلى الله عليه وسلم ( لأن طالت بك حياة لترين الظعينة –المرأة التى تركب الهودج على ظهر الجمل- ترتحل من الحيرة إلى الكعبة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله ) فقلتُ فى نفسى وأين دُعّار طئ –أى قُطّاع الطريق فى قبيلة طئ وهى قبيلة عدى بن حاتم وكانت مشهورة بقطع الطريق- وإذ به صلى الله عليه وسلم يقول( ولإن طالت بك حياة لتُفتحن كنوز كسرى ) يقول عدى قلت يا رسول الله كسرى بن هرمز ، قال صلى الله عليه وسلم ( كسرى بن هرمز ) قال ( ولإن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج بملأء كفه ذهبا لا يجدُ من يقبله منه ) يقول عدى راوى الحديث فوالله لقد رأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف ببيت الله لا تخاف أحدا إلا الله وكُنت فيمن أفتتح كنوز كسرى ولإن طالت بكم حياة لترون ما قال لكم أبا القاسم ( يقصد الرجل يملأ كفه ذهباً فلا يجد من يقبله ؛ وكيف لا تصدقه وقد أخبر بغيبيات حدثت نراها بأعيننا ، ألم يصف لنا صلى الله عليه وسلم متبرجات هذا العصر كما نرى كما وصف ( صنفان من النار لم أرهما رجالٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون الناس ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلات رؤسُهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) وفى مسند أحمد ومستدرك الحاكم من حديث أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( سيأتى على الناس سنواتٌ خدّاعات يُصدّق فيها الكاذب ويُكذّب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويُخوّن فيها الأمين وينطقُ فيها الرويبضة ) قيل وما الرويبضة قال صلى الله عليه وسلم ( الرجل التافه يتكلم فى أمور العامة ) ألا يجعلنا الصادق المصدوق نثق فى وعد الله ورسوله ؛ وبعد أعلم أن دين الله سينتصر ولو شك المرتابون ولو كره الكافرون وتذكر قول الله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) الحجرات ؛ والله المستعان
من سلسلة أمراض الأمة لفضيلة الشيخ محمد حسان
رابط تحميل الحلقة موقع الطريق إلى الله
كل ابن ادم يبلى ( الإعجاز العلمى فى السنة )
Comments