U3F1ZWV6ZTE3NDMwODE4MzA4MTc5X0ZyZWUxMDk5Njg2NzQ0NjUyNQ==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل
إعلان

الأستخفاف بالدماء



داء يفسد الدين والدنيا والأخرة من أبتلى به عرّض نفسه للبلاء والغضب من رب الأرض والسماء وللعنته وعذابه فى الأخرة وهو مرض عضال وداء خطير . ولا نعرف زماناً أصبحت فيه الدماء أرخص من التراب كهذا الزمان ؛ إننا نعيش فى عالم محروم من نعمة الأمن والأمان على الرغم من كثرة الوسائل الأمنية الحديثة وعلى الرغم من التخطيط العلمى الدقيق المبنى على إسلوب علمى ونفسى لمحاربة الجريمة وبالرغم من هذا كله فقد العالم نعمة الأمن ؛ نعيش فى عالم حُرم من راحة البال وإستقرار الضمير بل لقد تحولت الوسائل الأمنية نفسها إلى مصادر رعب وأسباب إبادة ؛ ملايين البشر ينتظرون الموت فى كل لحظة والقتل فى كل ساعة ، يعيشون فى ظلام على الرغم من كثرة الأضواء ، أصبحوا لا يستشعرون بحلاوة لهذا العيش فى عالم أصبح يفعل الإنسان فيه بأخيه الإنسان ما تستحى الوحوش الضارية أن تفعله ببعضها البعض فى عالم الغابات ؛ عالم لم يستطع إعلامه الدجال إعلام أبى لمعة الفشار لم يستطع أن يجّمل صورته أو أن يُحسّن حقيقته حتى وإن سمى هذا الإعلام الكذاب الإحتلال تحريرا والتدمير تعميرا فالحقائق لا تُزيّف بهذه الصورة الرخيصة ولا ينطلى هذا إلا على السذج والرعاع ؛ نعيش فى عالم سُفكت فيه الدماء ومُزِّقت فيه الأشلاء ودُمرت فيه بيوت ومصانع ومزارع ومدارس وأبيدت فيه حضارات ، لماذا لأن الدماء أصبحت رخيصة ، ولا أبالغ إن قلت لك إستمع إلى نشرة الأخبار فى أى ساعة من ليل أو نهار وأتحداك إن لم تسمع فى هذه النشرة أخبار القتل وسفك الدماء وتمزيق الأشلاء ، وصدق رسولنا الكريم الذى أخبرنا عن تلكم الصورة ففى الصحيحين عن أبى هريرة قال صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل القتل ) .

رسول الله نبى الأمن والرحمة والسلام  

يقول صلوات ربى وسلامه عليه ( من أمّن رجلاً على دمه فقتله فأنا برئ من القاتل ولو كان المقتول كافراً ) وليسمع ذالكم الكلام من يسيئون إلى درة تاج الجنس البشرى بأسرة وليعرفوا من هو محمد أرحم من خلق الله وأعظم رجل فى التاريخ بل أسمع والحديث فى الصحيحين عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر – نقض العهد مع – مسلماً فعليه لعنةُ الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً ) بل لقد جاءت أم هانئ والحديث فى الصحيحين وأم هانئ هى أخت الأمام على بن أبى طالب جاءت إلى النبى بعد فتح مكة وهو يغتسل وتستره إبنته فاطمة بثوب فقالت أم هانئ بعدما إغتسل النبى صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله زعم إبن أمى على أنه قاتلٌ رجلاً من المشركين قد أمًنته - يقال له فلان بن هيبر فقال من علم الدنيا الوفاء وسيد الأوفياء قد أجرنا من أجرتى يا أم هانئ .
أول ما يقضى فيه الدماء
ثبت فى الصحيحين من حديث أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( أول ما يقضى به فى الناس يوم القيامة الدماء ) وهذا الحديث لا يتعارض مع حديث أن أول ما يحاسب العبد عليه يوم القيامة الصلاة لأن الصلاة حق الله والدماء حق العباد وقد جمع النبى صلى الله عليه وسلم بينهما فى رواية حيث قال ( أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة وأول ما يقضى فيه يوم القيامة الدماء ) وأعلم أنك لن تتجاوز القنطرة بعد الصراط إلّا وقد أديت ما عليك من حق للعباد ، وفى سنن أبى داود وأحمد وغيرهما ( يجئ المقتول يوم القيامة وأوداجه تشجب دماً يدفع القاتل بين يدى ربه ويقول أى ربى سل هذا فيما قتلنى )
وبعد فللقاتل أن يتوب إلى الله ويرجع وأنظر إلى قاتل المائة الذى أفتاه العالم بأن له توبة ولكن عليه أن يترك بلدة فهى أرض سوء ويذهب إلى بلد فيه قوم يعبدون الله فيعبد الله معهم ولمّا كان فى طريقة إلى هذه البلدة مات فى وسط الطريق وإختصمت فيه ملائكة الرحمة والعذاب فقالت ملائكة العذاب لقد قتل مائة نفس وقالت ملائكة الرحمة لقد جاء تائباً إلى الله فقاسوا ما بين البلدين فكان أقرب للخير والجنة وغفر الله له ، وغفر الله لنا ، والله المستعان ؛    

تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة