U3F1ZWV6ZTE3NDMwODE4MzA4MTc5X0ZyZWUxMDk5Njg2NzQ0NjUyNQ==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل
إعلان

التعرض للفتن - أقسام الفتن - العلاج من الفتن



التعرض للفتن مرض عضال فيه خسران الدنيا والأخرة فهو يعمى البصر عن رؤية الحق وعن رؤية الدليل ويضل صاحبه عن سلوك الصراط المستقيم .
ما هى الفتن ؟
الفتن كما قال ابن منظور فى لسان العرب مأخوذة من لغة العرب من قولهم فتنت الذهب والفضة أى أذبت الذهب والفضة فى النار لأميز بين الجيد والردئ ، فجماع الفتن الإبتلاء والإختبار والإمتحان ، وقد ورد معنى الفتن فى القرءان والسنة فالمال فتنة والزوجة فتنة والأولاد فتنة والنساء فتنة والخير والشر فتنة والظلم وإستطالة الباطل فتنة ( زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14)  ال عمران ، ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)  الأنبياء ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193) البقرة   الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) العنكبوت ، وفى الصحيحين من حديث أسامة بن زيد ( ما تركت فتنة بعدى أضرُ على الرجال من النساء ) وقال صلى الله عليه وسلم ( الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا وأتقوا النساء فإن فتنة بنى إسرائيل كانت فى النساء ) وفى الصحيحين من حديث أسامة بن زيد قال : أشرف رسول الله على أطم من آطام المدينة ( الأطم مكان مرتفع ) ثم قال صلى الله عليه وسلم ( هل ترون ما أرى؟ ) قالوا لا يا رسول ، فقال صلى الله عليه وسلم ( إنى لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع المطر ) ولتعلم أن هذا الكلام فى عهد الصحابة والنبى موجود بين أظهُرهم ووجوده صلى الله عليه وسلم بينهم صمّام أمان للمؤمن والكافر والبر والفاجر ، للمؤمن من عذاب الدنيا والأخرة وللكافر من عذاب الدنيا ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم )
ومن حديث المقداد الأسود بسند صحيح قال المقداد : وأيم الله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( إن السعيد لمن جُنب الفتن إن السعيد لمن جُنب الفتن إن السعيد لمن جُنب الفتن ) فاحذر الشهوات والشبهات ، ولا تعرض قلبك للفتن فالقلب كالريشة فى مهب الريح يُقلّبها الريح ظهراً لبطن ؛ والقلب كالقدر إذا وُضعت على النار وإستشبعت غليانا وما سُمى القلب قلباً إلا لكثرة تقلبه وقد كان صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم مُقلب القلوب ثبّت قلبى على دينك ) ؛ وتقول له أم سلمة : يا رسول الله أو إن القلوب لتتقلب ؟ فيقول صلى الله عليه وسلم ( نعم ما من قلب من قلوب بنى أدم إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد إن شاء الله أقامه وإن شاء الله أزاغه ) وفى رواية مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (وإن قلوب بنى أدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن عزوجل كقلب واحد يُصرّفه كيف يشاء ) ثم قال صلى الله عليه وسلم ( الله مُصرّف القلوب صرف قلبى على طاعتك ) والرسول صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم يدعو الله أن يقيه الفتن وهو المعصوم فكيف بحالنا ، وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة قال صلى الله عليه وسلم ( ستكون فتن القاعد فيها خيرٌ من القائم والقائمُ فيها خيرٌ من الماشى ، والماشى فيها خيرٌ من الساعى ومن تشرّف لها تستشرفه فمن وجد فيها ملجأ أو معاذاً فليعذ به ) تشرف أى تعرض ، تستشرفه أى تهلكه ، والصّديق رضى الله عنه يقول لأن أعافى فأشكر خير من أن أبتلى فأصبر ، فأنت لا تدرى حال قلبك عند التعرض للبلاء والذى هو من أشد الفتن . وفى صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( إنه لم يكن نبى قبلى إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ويُنذرهم شر ما يعلمه لهم ، وإن أمتكم هذه جُعل عافيتها فى أولها وسيُصيب أخرها بلاء وأمورٌ تنكرونها تجئ الفتن فيُرقّقُ بعضها بعضا – أى الفتنة التى تأتى بعد الفتنة تخففها والتى قد يتصورها الناس أنها أكبر فتنة يمكن أن يتعرضون لها – ثم تجئ الفتن فيقول المؤمن هذه مُهلكتى هذه مُهلكتى ثم تنكشف ، ثم تجئ الفتن فيقول المؤمن هذه هذه فمن أراد أن يُزحزح عن النار ويُدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الأخروليأتى إلى الناس الذين يُحب أن يؤتى إليهم ) وأستيقظ النبى صلى الله عليه وسلم من نومه فزعاً عند أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها وهو يقول ( سبحان الله سبحان الله ماذا أنزل الله من الخزائن ؟ ماذا أنزل الله من الفتن ؟من يوقظ صواحب الحجرات كى يصلين ؟ ربُ كاسيةٍ فى الدنيا عاريةٍ فى الأخرة ) وفى صحيح مسلم عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال ( بادروا بالأعمال قطعاً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسى كافراً ويمسى مؤمناً ويصبح كافراً يبيع دينه بعرض من الدنيا )
أقسام الفتن
يندرج أى نوع من الفتن تحت قسم من قسمين لا ثالث لهم فتن شهوات وفتن شبهوات ، فالمال من فتن الشهوات وكذلك النساء والتعلق بالدنيا ، والشرك من فتن الشبهات وكذلك البدع وفساد الفهم وغيرها ؛ فكل فتنة يتعرض لها القلب إما من فتن الشهوات أو من فتن الشبهات .
وتتعلق فتن الشهوات بحرص الإنسان على دنياه ففى الصحيحين من حديث عمرو بن عوف الأنصارى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تُبسط عليكم الدنيا كما بُسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم ) ؛ وأمّا فتن الشبهات فلا نعرف زماناً قد إنتشر فيه هذا النوع من الفتن أكثر من زمان الإنترنت والفضائيات ، فما إن تُعرض الفتنة على موقع من المواقع أو فضائية من الفضائيات حتى تجوب الأرض فى التو واللحظة ، ولم تعد الشبهات تقدح فى الفروع والجزيئات بل لقد صارت الشبهات تُثار على الأصول والكليات والثوابت الإيمانية ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فالشبهات تُثار حول ربنا جل جلاله وحول نبيننا صلوات ربى وسلامه عليه وحول قرأننا وإسلامنا ؛ شبهات حقيرة وخطيرة ونظراً لضعف العلم والقصور فى فهم الأدلة فقد تُشرب القلوب هذه الفتنة نسأل الله السلامة :
للجهل قبل الموتِ موتٌ لإهله وأجسامهم قبل القبورٍ قبورُ
وأرواحهم فى وحشةً من جسومهم وليس لهم قبل النشورِ نشورُ
العلاج الربّانى
والفتن خطيرة لأنها تُعرض على القلوب والحديث فى صحيح مسلم عن حذيفة بن اليمان عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( تُعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً فأى قلبٍ أُشربها نكتت فيه نُكتةٌ سوداء وأى قلبٍ أنكرها نُكتت فيه نكتةٌ بيضاء حتى تعود القلوبِ على قلبين قلبٌ أسود مُرباداً كالكوز المُجخية لا يعرف معروفاً ولا يُنكر منكراً إلا ما أُشرب من هواه وقلبٌ أبيض لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض )
ولا تتصور أخى الكريم أن الفتنة تنتهى بمجرد أن تخرج منها بل تظل صور الفتنة تُعرض على قلبك صورة صورة وتسمع كلماتها تتردد فى إذنك كلمة كلمة . وقلب أسود مُرباداً أى سواد كثير يخالطه بياض .
ونعرض الأن خطوات العلاج الربّانى سآلين المولى أن يقينا الفتن :
أولاً الهروب والإبتعاد عن الفتن
أهرب بقدر الإمكان من جو الفتن ولا تُعّرض قلبك للفتن ؛ أهجر المعصية بقلبك ولا تحتج بقولك إن الفتن كثيرة وتذكر أن الله مع الذين أتقوا (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)  العنكبوت، ولنأخذ مثالاً بين شابين فى نفس البيئة يتعرضان لنفس الجو من الفتن ولكن هذا شاب صالح يعرف حق الله وهذا شاب عاصى مُتّبع شهواته والمعصوم من عصمه الله والسعيد كما قال حبيبنا من جُنّب الفتن ؛ أترك صحبة السوء والتى قد تودى بك إلى جهنم ولا تتردد لحظة وتذكر أن العيش الحقيقى إنما هو عيش الأخرة فلا تضيع نفسك مع شهوة حقيرة زائلة .
ثانياً : الإستعاذة بالله
أستعذ بالله من الفتن وألجأ إليه وأحتمى به وأجعله ملاذك فهو سبحانه وحده القادر على أن يقيك الفتن الظاهر منا والخفى :
إنى بُليتُ بأربعٍ ما سُلّطوا على إلا لشقوتى
إبليس والدنيا ونفسى والهوى كيف الخلاص وكلهم أعدائى
والخلاص بالله فالأرض أرضه والسماء سماءه والملك ملكه ولن يستطيع أحد أن ينصرك على نفسك والشيطان ويقيك الفتن إلا الله فلا تترك ركن الله الشديد ؛ فإن كان الله معك فمما تخاف وإن كان الله يحبك إذا حققت تقواه فعلى أى شئٍ تحزن . والنبى صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا دواء كان يُعّلمه أصحابه كما يعلّمهم السورة من القرءان والحديث فى صحيح مسلم عن إبن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : كان النبى صلى الله عليه وسلم يُعلمهم – أى اصحابه – هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرءان يقول لهم قولوا ( اللهم إنّا نعوذ بك من عذاب جهنم ونعوذ بك من عذاب القبر ونعوذ بك من فتنة المحيا والممات ونعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ) وفتنة المحيا والممات من أخطر الفتن التى قد يتعرض لها الإنسان وقد ذكر شيخ الأسلام فى هذا الشأن أن الشيطان قد يتعرض للإنسان وهو على فراش الموت كى يرده عن الأسلام ويعرض عليه الأديان بل لقد تعرض الشيطان لإمام أهل السنة أحمد بن حنيل وهو على فراش الموت لمّا قال له إبنه يا أبت قل لا إله إلا الله والإمام يردد كلمات غريبه فقد كان يقول لا بعد لا بعد إلا أن قال لإبنه يا بنى أنا لا احدثك ولكن أخاطب شيطان جالسٌ عند رأسى يقولُ لى يا أحمد لقد قُتّنى فى الدنيا ولو فُتّنى اليوم ما أدركتك بعد اليوم فمت على غير الأسلام وأنا أقول لا بعد لا بعد وظل الأمام يردد قول لا إله إلا الله ؛ بل اكبر من هذا كله أن النبى لما حضرته الوفاه كان يقول إن للموت لسكرات وكان وهو أطهر خلق الله يتألم من سكرات الموت صلى الله عليه وسلم وهو من غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر . وحديث أخر فى الصحيحين والرواية لأبى هريرة قال صلى الله عليه وسلم ( إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع فيقوا الله إنى أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال . أعتصم بالله ( ومن يعتصم بالله فقد هُدى إلى صراطٍ مستقيم )
ثالثاً : طلب العلم من أصحابه
أحرص على طلب العلم الشرعى الصحيح من العلماء الربانيين والدعاة الصادقين ؛ ولكن كيف أعرف أن هذا العالم ربّانى أو هذا الداعى إلى الله صادق ؛ يقول أبن عبد البر كان السلف يقولون : كُنّا لا نأخذ علماً من رجلاً إلا إذا نظرنا إلى سمته وعبادته ؛ وسمته أى هديه هل يوافق هدى رسول الله أم لا ثم إن عبادته تظهر فى كلامه ؛ قيل لعالم من العلماء ؛ يقول له إبنه : يا أبت مالك إذا حدّثت الناس أبكيتهم وإذا حدّث الناس غيرك لا يبكون فقال له (يا ولدى ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستأجرة ) ؛ فهناك فرق بين كلمات تخرج باردة وكلمات قد لفحتها حرارة الإيمان فالحق أبلج والباطل لجلج وأعلم أن نور العلم يبدد لك ظلام الشبهات وتذكر قصة تكفير الخوارج للإمام على وكيف أفحمهم إبن عباس رضى الله عنهما بعلمه وفهمه .
رابعاً : الحرص على العبادة
فى صحيح مسلم عن معقل بن يسار عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( العبادة فى الهرج كحجة إلى ) أو لا ترى أن ما نحن فيه من أكبر الهرج ؛ أحرص على عبادة الله فى هذا الجو المملوء بالفتن وأعلم أن ثمرة هذه العبادة عظيمة وأجرها كبير
خامساً : الصحبة الصالحة
الصحبة الصالحة تذكرك بالله وتحول بينك وبين المعصية وكما أوصاك حبيبك صلى الله عليه وسلم ( لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقى )
سادساً : تجديد التوبة
كلّما زلت قدمك فى بؤرة شهوة جدد توبتك إلى الله وكن على يقين بأن الله سيفرح بتوبتك واوبتك وهو الغنى عنك ، نسأل الله أن يقينا الفتن إنه ولى ذلك والقادر عليه ، والله المستعان ؛

Comments
NameEmailMessage