هو الأمام الكبير الضعيف القوى الفقيرُ الغنى المسلم التقى المحسن الذكى العزيزُ الأبى الخاشعُ الأواب الزاهدُ البكّاء الغلام المُعلَّم القارئ المُلقَّن الفقيه المُفهَّم وهو خادم رسول الله الداخل عليه دوماً وليس بمردود الحافظ الأمين لجميع الأسرار والعهود الذى كان يوقظ النبى إذا نام ويستر النبى إذا أغتسل ؛ أنه الحبر الذى أجتمع له من الصفات الفريدة والخصال الحميدة ما لا يجتمع إلا فى القلة القليلة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مصاحبته الشديدة لرسول الله منبع علمه بالقرءان والسنة وأصل علومه ومعارفه ؛ كان فقيهاً من كبراء فقهائهم مفسراً من كبار مفسريهم عالماً من كبار علمائهم قال فيه عمر بن الخطاب عبد الله إبن مسعود كُنيّف مُلئ علماً . لقد كان عبدالله بن مسعود من السابقين في الاسلام ، فهو سادس ستة دخلوا في الاسلام ، وقد هاجر هجرة الحبشة وهجرة المدينة ، وشهد بدرا والمشاهد مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، وهو الذي أجهز على أبي جهل ، ونَفَلَه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيفَ أبي جهل حين أتاه برأسه .
الغلام المُعلّم
يقول -رضي الله عنه- عن أول لقاء له مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- :( كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي مُعَيْط ، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكـر فقالا :( يا غلام ، هل عندك من لبن تسقينـا ؟)000فقلت :( إني مؤتمـن ولست ساقيكما )000فقال النبـي -صلى الله عليه وسلم- :( هل عندك من شاة حائل ، لم يَنْزُ عليها الفحل ؟)000قلت :( نعم )000فأتيتهما بها ، فاعتقلها النبي ومسح الضرع ودعا ربه فحفل الضرع ، ثم أتاه أبو بكر بصخرة متقعّرة ، فاحتلب فيها فشرب أبوبكر ، ثم شربت ثم قال للضرع :( اقْلِص )000فقلص ، فأتيت النبي بعد ذلك فقلت :( علمني من هذا القول )000فقال :( إنك غلام مُعَلّم )000ومسح على رأسه
إن فى القوم عالم
لقى عمر إبن الخطاب ركباً فى ليلة أشتد ظلامها حال بين معرفة الركب الذى يضم هذا العملاق فيأمر عمر منادياً أن ينادى على الركب من أين القوم فأجاب رجلٌ : من الفج العميق فقال عمر أين تريدون فقال الرجل فى الركب : البيت العتيق فقال عمر الفقيه إن فى الركب عالماً فأراد عمر أن يتيقن فطرح عدة أسئلة على الركب فسأل عمر أى القرءان أعظم ؟ فقال الرجل فى الركب : الله لا إله إلا هو الحى القيوم فسأل عمر أى القرءان احكم فقال الرجل فى الركب : إن الله يأمر بالعل والأحسان فسأل عمر أى القرءان أجمع ؟ فقال الرجل فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فسأل عمر أى القرءان أخوف ؟ فقال الرجل : ليس بأمانيكم ولا أمانى أهل الكتاب من يعمل سوء يُجز به فسأل عمر أى القرءان أرجى فقال الرجل : قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم فعرف عمر الجل الذى يفوحُ علمه كالعنبر فسأل عمر أفيكم عبد الله إبن مسعود ؟ فقالوا اللهم نعم .
مُعلِّم العلماء
ولاه أمير المؤمنين عمر بيت مال المسلمين بالكوفة وأرسل عمار أميراً وإبن مسعود مُعلماً ووزيراً ، وقال لأهلها حين أرسله إليهم :( إني والله الذي لا إله إلا هو قد آثرتكم به على نفسي ، فخذوا منه وتعلموا )ولقد أحبه أهل الكوفة حبا لم يظفر بمثله أحد قبله حتى قالوا له حين أراد الخليفة عثمان بن عفان عزله عن الكوفة :( أقم معنا ولا تخرج ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه منه ) ولكنه أجاب :( إن له علي الطاعة ، وإنها ستكون أمور وفتن ، ولا أحب أن أكون أول من يفتح أبوابها )وقد بلغ عدد من تعلموا منه وممن علمهم ما يزيد على الأربعة الأف عالم .
شهادة رسول الله له
روى مسلم فى صحيحه من حديث عبد الله إبن مسعود لما نزل قول الله تعالى : ليس على الذين أمنوا وعملوا الصالحات جُناحٌ ....لما نزلت نظر النبى صلى الله عليه وسلم إلى عبد الله إبن مسعود ثم قال له أنت منهم .
أقرب الصحابة سمتاً من رسول الله
روى البخارى فى صحيحه من حديث عبد الرحمن بن يزيد قال قلت لحذيفة إبن اليمانعن رجل قريب السمت والهدى والدّل من رسول الله صلى الله عليه وسلم نأخذ منه قال حذيفة ما أعلمُ أحداً أقربُ هدياً ولا سمتاً ولا دلاً من رسول الله من إبن أم عبد حتى يتوارى بجدار بيته ثم قال حذيفة لقد علم المجتهدون وفى رواية المحفوظون من أصحاب رسول الله – والمحفوظون أى من الوقوع فى أى مُخالفة - أن إبن أم عبد أقربهم إلى الله وسيلة وفى رواية الترمذى بسند صحيح أقربهم إلى الله زلفى .
أعلم الصحابة بالقرءان
وفى الصحيحين من حديث عبد الله إبن عروقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (خذوا القرآن من أربعة من عبـدالله بن مسعود – فبدأ به - وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وسـالم مولى أبى حذيفة ) كمـا كان يقول :( من أحب أن يسمع القرآن غضاً كما أُنزل فليسمعه من ابن أم عبد . وإبن مسعود هو القائل والحديث فى الصحيحين يقول إبن مسعود والله الذى لا إله إلا هو ما أُنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت وفيما نزلت ولو أعلمُ أحداً أعلمُ منى تبلغه الأبل لركبتُ إليه وفى رواية فى الصحيحين قرأتُ بضعاً وسبعين سورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد علم أصحاب رسول الله أنى أعلمهم بكتاب الله وما أنا بخيرهم ولو أعلمُ أحداً أعلمُ بكتاب الله منى لركبتُ إليه ، ولذا كان النبى يطلب منه أن يقرأعليه القرءان ، وهل تتصور هذا أن النبى الذى يسمعُ القرءان من جبريل يطلب من عبد اله إبن مسعود أن يقرأ القرءان عليه والحديثُ فى الصحيحين أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود أن يقرأ عليه فقال :(اقرأ علي) قال :(يا رسول الله أقرأعليك وعليك أنزل ؟) فقال -صلى اللـه عليه وسلم-:(إني أحب أن أسمعه من غيري)
قال ابن مسعود فقرأت عليه من سورة النسـاء حتى وصلت الى قوله تعالى :( فكَيْفَ إذَا جِئْنَـا مِنْ كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيـد وجِئْنَـا بِكَ عَلى هَـؤلاءِ شَهِيـداً )000(النساء/41)000
قال ابن مسعود فقرأت عليه من سورة النسـاء حتى وصلت الى قوله تعالى :( فكَيْفَ إذَا جِئْنَـا مِنْ كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيـد وجِئْنَـا بِكَ عَلى هَـؤلاءِ شَهِيـداً )000(النساء/41)000
فقال له النبي –صلى الله عليه وسلـم- :( حسبـك) قال ابن مسعود :( فالتفت اليه فاذا عيناه تذرفان ) وروى الأمام أحمد فى مسنده والحاكم فى مستدركه ألحبيب صلى الله عليه وسلم مر يوماً على عبد الله إبن مسعود وهو قائم يُصلى ومعه أبو بكر وعمر فافتتح عبد الله إبن مسعود القراءة بسورة النساء فقرأها والنبى يستمع فلما أنهى عبد الله قرءاته قال النبى صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يقرأ القرءان غضاً كما أُنزل فليقرءاه قراءة إبن أم عبد ثم قام عبد الله إبن مسعود يدعو وإذ بالنبى صلى الله عليه وسلم يقول له سل تُعطى سل تُعطى سل تُعطى فكان من دعاء إبن مسعود اللهم إنى أسألك إيماناً لا يرتد ونعيماً لا ينفد ومرافقة نبيك صلى الله عليه وسلم فى أعلى جنان الخلد والنبى يقول آمين يقول عمر فقلتُ فى نفسى والله لأغدون على عبد الله إبن مسعود ولأبشرنّه بتأمين رسول الله على دعائه قال فلمّا غدوتُ عليه وجدتُ أبا بكرٍ قد سبقنى إليه بالبشرى فقال عمر لأبى بكر أنت سباقٌ بالخير دائماً يا أبا بكر .
أول من جهر بالقرءان
وعبد الله بن مسعود -رضي اللـه عنه- أول من جهر بالقرآن الكريم عند الكعبة بعد رسول اللـه -صلى الله عليه وسلم- ، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا :( والله ما سمعت قريشُ هذا القرآن يُجهرُ لها به قط ، فمَنْ رجلٌ يُسمعهم ؟)فقال عبد الله بن مسعود :( أنا )فقالوا :( إنّا نخشاهم عليك ، إنّما نريدُ رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه )فقال :( دعوني فإنّ الله سيمنعني )فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها ، حتى قام عبد الله عند المقام فقال رافعاً صوته
بسم الله الرحمن الرحيم :(الرّحْمن ، عَلّمَ القُرْآن ، خَلَقَ الإنْسَان ، عَلّمَهُ البَيَان )
فاستقبلها فقرأ بها ، فتأمّلوا فجعلوا يقولون ما يقول ابن أم عبد ، ثم قالوا :( إنّه ليتلوا بعض ما جاء به محمد )فقاموا فجعلوا يضربونه في وجهه ، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ ، ثم انصرف إلى أصحابه وقد أثروا بوجهه ، فقالوا :( هذا الذي خشينا عليك )فقال :( ما كان أعداء الله قط أهون عليّ منهم الآن ، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً ؟!)قالوا :( حسبُكَ قد أسمعتهم ما يكرهون )
قربه من رسول الله
وابن مسعود صاحب نعلى النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدخلهما في يديه عندما يخلعهما النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كذلك صاحب وسادة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومطهرته أجاره الله من الشيطان فليس له سبيل عليه وابن مسعود صاحب سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه غيره ، لذا كان اسمه ( صاحب السَّواد ) حتى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:( لو كنت مؤمرا أحدا دون شورى المسلمين لأمَّرت ابن أُم عبد ) كما أعطي مالم يعط لغيره حين قال له الرسول :( إذْنُكَ علي أن ترفع الحجاب ) فكان له الحق بأن يطرق باب الرسول الكريم في أي وقت من الليل أو النهار ولذا يقول الصحابى الجليل أبو موسى الأشعري والحديثُ فى الصحيحين:( لقد قدمت من اليمن أنا وأخى مُمكثاً وقتاً طويلاً وما نعلم إلا وعبد الله إبن مسعود من أهل بيت رسول الله لما نرى من كثرة دخوله وأمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وملازمتهم أو لزومهم له) وقال عنه أبو موسى الأشعري :( لا تسألونا عن شيء ما دام هذا الحَبْرُ فيكم )
عبد الله إبن مسعود الصغير الكبير
وتدبروا معى هذه المنقبة الذى لم أجد فى قواميس اللغة من الكلمات ما أستطيع أن أُعلّق به عليها ولذا سنذكر الحديث لرسول الله الذى يوضح تلكم المنقبة وندع الأمر بجلاله وعظمته ليعمل عمله فى القلوب الحية على قدر الإيمان والحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم والحديث فى مسند أحمد والبزار وغيرهما بسندٍ حسن وهو أن عبد اله إبن مسعود صعد يوماً على شجرة أراك يجتنى سواك فجعلت الريح تكفأه – أى توقعه – فضحك القوم فقال النبى صلى الله عليه وسلم مما تضحكون فقالوا من دقة ساقيه يا رسول الله فقال الصادق الذى لا ينطقُ عن الهوى والذى نفسى بيده لهما أثقلُ فى الميزان يوم القيامة من جبل أحد . فأى طراز من البشر هذا الضعيفُ القوى الفقير الغنى وفى الصحيحين من حديث أبى هريرة : يؤتى بالرجل السمينُ العظيم يوم القيامة فلا يزنُ عند الله جناح بعوضة ثم قال الصادق صلى الله عليه وسلم أقرءوا إن شئتم : فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا .
الفقيه العالم
كان يملك عبدالله بن مسعود قدرة كبيرة على التعبير والنظر بعمق للأمور فهو يقول عما نسميه نِسبية الزمان :( إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار ، نور السموات والأرض من نور وجهه )000كما يقول عن العمل :( إني لأمقت الرجل إذ أراه فارغا ، ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة )ومن كلماته الجامعة :( خير الغنى غنى النفس ، وخير الزاد التقوى ، وشر العمى عمى القلب ، وأعظم الخطايا الكذب ، وشر المكاسب الربا ، وشر المأكل مال اليتيم ، ومن يعف يعف الله عنه ، ومن يغفر يغفر الله له ) .
وقال عبدالله بن مسعود :( لو أنّ أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسَادوا أهل زمانهم ، ولكنّهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم ، فهانوا عليهم ، سمعتُ نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- يقول :( مَنْ جعلَ الهمومَ همّاً واحداً ، همّه المعاد ، كفاه الله سائرَ همومه ، ومَنْ شعّبَتْهُ الهموم أحوال الدنيا لم يُبالِ الله في أي أوديتها هلك )ولمّا حضر عبد الله بن مسعود الموتُ دَعَا ابْنَه فقال :( يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، إنّي موصيك بخمس خصال ، فاحفظهنّ عنّي :أظهر اليأسَ للناس ، فإنّ ذلك غنىً فاضل ، ودعْ مطلبَ الحاجات إلى الناس ، فإنّ ذلك فقرٌ حاضر ، ودعْ ما يعتذر منه من الأمور ، ولا تعملْ به ، وإنِ استطعتَ ألا يأتي عليك يوم إلا وأنتَ خير منك بالإمس فافعل ، وإذا صليتَ صلاةً فصلِّ صلاةَ مودِّع كأنّك لا تصلي صلاة بعدها ).
وقال عبدالله بن مسعود :( لو أنّ أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسَادوا أهل زمانهم ، ولكنّهم وضعوه عند أهل الدنيا لينالوا من دنياهم ، فهانوا عليهم ، سمعتُ نبيّكم -صلى الله عليه وسلم- يقول :( مَنْ جعلَ الهمومَ همّاً واحداً ، همّه المعاد ، كفاه الله سائرَ همومه ، ومَنْ شعّبَتْهُ الهموم أحوال الدنيا لم يُبالِ الله في أي أوديتها هلك )ولمّا حضر عبد الله بن مسعود الموتُ دَعَا ابْنَه فقال :( يا عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، إنّي موصيك بخمس خصال ، فاحفظهنّ عنّي :أظهر اليأسَ للناس ، فإنّ ذلك غنىً فاضل ، ودعْ مطلبَ الحاجات إلى الناس ، فإنّ ذلك فقرٌ حاضر ، ودعْ ما يعتذر منه من الأمور ، ولا تعملْ به ، وإنِ استطعتَ ألا يأتي عليك يوم إلا وأنتَ خير منك بالإمس فافعل ، وإذا صليتَ صلاةً فصلِّ صلاةَ مودِّع كأنّك لا تصلي صلاة بعدها ).
مرضه ووفاته رضى الله عنه
قال أنس بن مالك : دخلنا على عبد اللـه بن مسعود نعوده في مرضه ، فقلنا :( كيف أصبَحتَ أبا عبد الرحمن ؟)قال :( أصبحنا بنعمة اللـه إخوانا ) قلنا :( كيف تجدُكَ يا أبا عبد الرحمن ؟)قال :( إجدُ قلبي مطمئناً بالإيمان )قلنا له:( ما تشتكي أبا عبد الرحمن ؟)قال :( أشتكي ذنوبي و خطايايَ )قلنا :( ما تشتهي شيئاً ؟)قال :( أشتهي مغفرة اللـه ورضوانه )قلنا :( ألا ندعو لك طبيباً ؟)قال :( الطبيب أمرضني -وفي رواية أخرى الطبيب أنزل بي ما ترون ) .
ثم بكى عبد الله ، ثم قال : سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :( إنّ العبد إذا مرض يقول الرّب تبارك وتعالى :( عبدي في وثاقي )فإن كان نزل به المرض في فترةٍ منه قال :( اكتبوا له من الأمر ما كان في فترته ))فأنا أبكي أنّه نزل بي المرض في فترةٍ ، ولوددتُ أنّه كان في اجتهادٍ منّي ) .
ثم بكى عبد الله ، ثم قال : سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول :( إنّ العبد إذا مرض يقول الرّب تبارك وتعالى :( عبدي في وثاقي )فإن كان نزل به المرض في فترةٍ منه قال :( اكتبوا له من الأمر ما كان في فترته ))فأنا أبكي أنّه نزل بي المرض في فترةٍ ، ولوددتُ أنّه كان في اجتهادٍ منّي ) .
وفي أواخر عمره -رضي الله عنه- قدم الى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة و أتم التسليم توفي سنة اثنتين و ثلاثين للهجرة في أواخر خلافة عثمان رضي الله عن ابن أم عبد و أمه صاحبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجعلهما رفيقيه في الجنة مع الخالدين .
Comments