U3F1ZWV6ZTE3NDMwODE4MzA4MTc5X0ZyZWUxMDk5Njg2NzQ0NjUyNQ==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل
إعلان

إهمال العلم ( ما هو العلم - مكانة العلماء - كيف تجصل العلم )



حين أصيبت الأمة بإهمال العلم تخلفت عن الركب وتأخرت عن السيادة والريادة والقيادة وأصبحت تتسول على موائد الأمم الأخرى تبحث عن كل جديد فى جانب العلم والدنيا ؛ وبكل أسف تأخرت الأمة حتى فى جانب العلم الشرعى لا فى جانب العلم الدنيوى فحسب ؛ و يا ليتنا نقلنا أروع ما وصل إليه الغرب ولكننا نقلنا أردء ما وصل إليه الغرب فى الجانب الأخلاقى ولا نريد أن ننتقص من قدر أمة الحبيب أو نمتهن كرامتها فلم نقل أصيبت الأمة بمرض الجهل لأن كلمة الجهل لا تليق بأمة أقرأ ؛ ونزل أول ما نزل على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ( أقرأ ) فما أشد هذا المرض من وباء وا أصعبه من بلاء فهو ناتج عن عصيان لأول أوامر الله لأمة المصطفى . وكم هى حسرة تدمى القلوب حين نسمع أن منظمة اليونسكو هى التى تضع مناهج أبناءنا الدراسية ؛ وأضحى الغرب المنتصر يُصدّر إلينا كل أنواع السلع والمصنوعات ؛ وحين نتباهى بأننا نركب أفخم أنواع السيارات لا نحسن صناعة دراجة .
ما هو العلم
 
العلم نقيض الجهل وهو قسمان فرض عين وفرض كفاية ؛ وفرض العين هو ما يتعين وجوبه على كل مسلم ومسلمة بعينه أن يتعلمه من التوحيد وأركان الأسلام وأوامر الله ونواهيه وحدوده فيما يتعلق بالعبادات والمعاملات فيما يحتاج إليه ؛ فالرجل الذى يقصد الحج يتعين عليه أن يعرف فقه الحج أمّا غير المستطيع فلا يجب عليه والذى يتاجر يتعين عليه أن يعرف فقه البيع والشراء أمّا من لا يتاجر فلا يتعين عليه ذلك ، وأمّا فرض الكفاية فهو كل علم لا يُستغنى عنه فى قوام الدنيا كعلم الطب والهندسة وأصول الصناعات ولو خلا بلد ممن يتعلم هذه العلوم يأثم أصحاب البلد جميعاً وإذا تعلم البعض سقط الأثم عن الكل . والعلم أغلى ما يُطلب فى الدنيا لا أى شئ أخر أغلى منه ؛ والله يأمر نبيه أن يطلب زيادة العلم فلم يأمره ان يطلب زيادة فى المال ( وقل رب زدنى علما ) بل ويبيّن الله قدر أهل العلم حين إستشهد بهم على أعظم وأشرف وأجل مشهود عليه وهو التوحيد قال تعالى ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)  ال عمران ،ويرفع الله شأن أهل العلم حين يقول يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) المجادلة  ويقول تعالى  ( قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ويبين سبحانه فضل أهل العلم وكرامة ومكانة أهله (إنما يخشى الله من عباده العلماء ) فأشد الناس خشية لله هم العلماء ؛ والجهل على عكس العلم هو موت للجاهلين
للجهل قبل الموت موت لأهله وأجسامهم قبل القبور قبور
وأرواحهم فى وحشة من وجسومهم وليس لهم قبل النشور نشور
وعن مكانة العلم
الناس من جهة العلم أكفاء أبوهم أدم والأم حواء
وقد بيّن من علّم المتعلمين فضل أهل العلم والحديث فى الصحيحين عن عبد الله بن عمرو عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله لا يقبض العلم إنتزاعاً من صدور الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقى عالماً أتخذ الناس رءوس جُهّال فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) وما أكثر رءوس الجهال التى تفتى الناس الأن . وعن أبى الدرداء عن النبى صلى الله عليه وسلم ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له طريق إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع وإن العالم ليستغفر له من فى السموات والأرض حتى الحيتان فى الماء وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر ) وفى سنن الترمذى بسند حسن من حديث أبى أمامة الباهلى ذُكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين عابد وعالم فقال صلى الله عليه وسلم ( فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم وإن الله وملائكته وأهل السماء والأرض حتى النملة فى جحرها وحتى الحوت فى الماء ليصلون على معلمى الناس الخير ، وفى الصحيحين من حديث أبى واقد الليثى بينما النبى صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه فى مجلس علم إذ أقبل ثلاثة نفر الأول رأى فرجة فجلس فيها وسد الفرجة والثانى إستحيا أن يتخطى الرقاب فجلس خلف الصف والثالث أعرض قلما قضى النبى صلى الله عليه وسلم درسه قال ألا أخبركم عن النفر الثلاثة قالوا بلى يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم أم أحدهم آوى إلى الله فآوى إليه الله وأما الأخر إستحيا فأستحيا الله منه وأمّا الثالث أعرض فأعرض الله عنه ) ؛ أهل الطاعة عزّوا على الله فقربهم وإصطفاهم وأهل المعصية هانوا عليه فطردهم وأبعدهم  وكان صلى الله عليه وسلم شديد الأهتمام بالعلم ففى سنن أبى داود والترمذى من حديث زيد بن ثابت يقول زيد أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم كتاب يهود وقال ( والله لا آمن يهود على كتاب ) فما مر بى نصف شهر إلا وقد تعلمت كتابهم فإذا أراد رسول الله أن يكتب إليهم كتبت له وإذا أرسلوا كتاباً لرسول الله قراته لهم )
وأمتنا الحبيبة أن إن لم تشق لها طريق بالعلم ستداس بالقدام فلا كرامة ولا وجود لها بغير العلم فى زمن وعالم لا يحترم إلا الأقوياء ؛ وتذكر فى الوقت الذى أضاءت فيه شوارع الأندلس بالكهرباء كان الظلام دامساً فى شوارع أوربا وفى الوقت الذى رُصفت فيه طرق شوارعها كانت شوارع أوربا لا تعرف كلمة رصف وهذا التقدم فى الأندلس بفضل رجال عرفوا وقدّروا العلم وساروا على منهج الله العلى والنبى الهادى صلوات ربى وسلامه عليه .
لن تُجدى الهتافات والشعارات شئ فما صراخنا إلا ضجة فارغة لا نريدها نريد أن نثبت عملياً ونضع قدمنا على أو طريق التقدم وإلا فما اسهل التنظير ؛ أساءت الدانمارك لرسول الله فخرجنا نصرخ ونصيح ونشجب وندين وماذا بعد كانت النتيجة أن اساءت مرات ومرات ومرات بعد أول مرة .
وقد ترجم البخارى كتابين عن العلم الأول أسماه باب العلم قبل القول والعمل وصدّر الباب بقوله تعالى ( وأعلم أنه لا إله إلا الله وإستغفر لذنبك ) ؛ والباب الثانى باب الفهم فى العلم ويذكر فى هذا الباب حديث معاوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يُفقّهه فى الدين ) ويقول الحافظ بن حجر يفقّهه أى يُفهمه ؛ ويقول إبن القيم إن سوء الفهم عن رسول الله أصل كل بدعة وضلالة فى الدين ...
وأوتى بإمرأة أتهمهوها بالزنى حين وضعت بعد زواجها بستة اشهر لعثمان بن عفان فأمر بقذفها فقال له بن عباس أو إبن عمر تمهل يا أمير المؤمنين فقد تضع المرأة جنينها بعد ستة أشهر أو أن أدنى فترة للحمل ستة أشهر وجاء له بدليل من كتاب الله ( وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ) فبعد طرح أشهر الرضاعة الأربع والعشرون يتبقى ستة أشهر للحمل فمجموعهما ثلاثون كما ذكرت الأية الكريمة ، ونجى الله هذه المرأة بفضل الله ثم بفهم على أو بفهم بن عباس رضى الله عنهما . ولمّا خطب النبى صلى الله عليه وسلم والحديث فى الصحيحين فقال صلى الله عليه وسلم ( إن عبداً من عباد الله قد خيّره الله عزوجل بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وما عند الله فإختار ما عند الله ) والصديق يقول وهو فى المسجد يبكى فديناك بأبآئنا وإمهاتنا يا رسول الله والناس يقولون عجباً لأبى بكر فالرسول يتكلم عن رجل خير بين الدنيا والأخرة فاختار الأخرة ولكن أبوبكر بفهم شديد علم أن النبى يتكلم عن نفسه وأن قد إقترب لقاء من ربه ، يقول أبو سعيد الخدرى فكان أبو بكر أفهمنا لمراد رسول الله ؛ وهمّ عمر بن الخطاب أن يقيم الحد على إمرأة مجنونة زنت والحديث رواه أبو داود وغيره بسند حسن فمر على بن أبى طالب فقال ما شأن هذه المرأة فقالوا مجنونة بنى فلان زنت وهم عمر بن الخطاب أن يرجمها فقال أرجعوا بها فقال على لعمر يا أمير المؤمنين ما شأن هذه المرأة فقال عمر مجنونة بنى فلان زنت فأمرت بها أن تُرجم قال على ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رفع القلم عن ثلاثة النائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق والنائم حتى يستيقظ ) فقال عمر بلى قال على فما شأن هذه قال عمر لا شئ قال على أطلقها فأطلقها عمر وهو يقول الله أكبر الله أكبر .
ولا قيمة للعلم إن لم يُترجم إلى عمل ولا قيمة لشهادات الماجستير والدكتوراة التى تئن بها أرفف المكتبات إن لم تُترجم إلى واقع عملى وكل علم لا يُفيد عملاً ليس فى الشرع البتة ما يدل على إستحسانه وكل قول يخالف العمل يبذر بذور النفاق فى القلب ؛ يقول تعالى ( يا أيها الذين أمنوا لم تقولون ما لا تعملون ... ) ويقول الأمام على بن ابى طالب : يا حملة العلم أعملوا فإن العالم من علم ثم عمل ووافق علمه عمله أو وافق عمله علمه وسيأتى أقوم يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف علمهم عملهم أو يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يقعدون حِلقاً يباهى بعضهم بعضا حتى إن أحدهم ليغضب على جليسه إن تركه وجلس إلى غيره أولئك لا تُرفع أعمالهم إلى الله ) وكان أبو الدرداء يقول إنى أخشى أن يقال لى يوم القيامة أعلمت أم جهلت فأقول علمت يقول فلا تبقى أية آمرة ولا آية زاجرة إلا جاءتنى تسألنى فريضتها فأعوذ بالله من علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع ومن قلب لا يخشع ومن دعوة لا تسمع ) وفى صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع ومن قلب لا يخشع ومن دعوة لا يُستجاب لها ) وكان إبن السمّاك يقول ( كم من مُذكّر بالله وهو ناسٍ لله ، وكم من مُخوّف من الله وهو جرئ على الله ، وكم من تالٍ لكتاب الله وهو منسلخ عن آيات الله وكم من مُقرّب لله وهو بعيد عن الله ) وكان يقول إن العالم إذا لم يعمل بعلمه ذلّت موعظته عن القلوب كم يذِلُّ القطرُ عن الصفا أى المطر عن الحجر الأملس ) وأجمل من هذا كله قول النبى صلى الله عليه وسلم والحدبث فى الصحيحين من حديث أسامة بن زيد ( يؤتى يوم القيامة بالرجل فيُلقى فى النار فتنزلق أقطاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار قى الرحى فيجتمع عليه أهل النار ويقولون يا فلان مالك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنه عن المنكر فيقول بلى كنت آمركم بالمعروف ولا أتيه وأنهاكم عم المنكر وآتيه ) يقول تعالى أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) البقرة  

كيف تُحصّل العلم 

أولاً : الأخلاص 

لماذا تريد أن تتعلم هل ليقال عنك عالم ، لو كان هذا غرضك فأعلم أن أول من تُسعّر بهم النار يوم القيامة عالم مراءٍ وقارئ قرءان مُراء ومُنفق مراء ومُقاتل سقط كما يقول الناس شهيدا وهو فى الحقيقة قاتل رياءاً ليُقال عنه شجاع ؛ إخلص النية لله فى طلب العلم حتى تنا أجره وتهتدى به وتهدى به بأمر الله . وتذكر ( إنما الأعمال بالنيات )

ثانياً : ترك الذنوب والمعاصى

إعلم أن الوعاء الطاهر هو الذى يحمل نور العلم ويقول بن مسعود : إنى لأحسب الرجل ينسى العلم يعلمه بالذنب يعمله وأعلم أن الله لن يمن عليك بنور العلم ما دام قلبك متعلق بالشهوات وما دام القلب غير طاهر قد يُخطئ الإنسان ولكن الأصل فى طال العلم الصواب وسرعة الرجوع إلى الله ؛ لمّا أسمع الشافعى على الأمام مالك الموطأ وهو طفل صغير قال له مالك : يا شافعى إنى أرى الله قد ألقى على فلبك نور فلا تُطفئه بظلمة المعصية ؛ ويقول الشافعى :
شكوتُ إلى وكيع سوء حفظنى فأرشدنى إلى ترك المعاصى وأخبرنى بأن العلم نورٌ ونور الله لا يُهداه عاصى 

ثالثاً تخصيص وقت لتحصيل العلم

مهما كانت أعمالك ومهما كان منصبك لابد أن تقتطع من وقتك الفانى لتصل زادك فى عمرك الباقى .

رابعاً العمل بما تعلم 

لابد أن تعمل بما تعلم وإلا فلا قيمة لما تعلم ، والله المستعان



تعليقات
الاسمبريد إلكترونيرسالة