هذا المرض اصاب الأمة بالهزيمة فى كل جوانب الحياة وقلّ من ينتبه عن معناه وحقيقته فضلاً عن ضرره وخطورته وربما يجهل الكثير هذا المرض ونستهل حديثنا بكلمات ربما توضح معنى هذا المرض ( إن لله عزوجل سنن ربانية فى الكون لا تتبدل ولا تتغير ولا تُجامل ولا تُحابى تلك السنن أحد من الخلق بحال مهما أدعى لنفسه من مقومات المجاملة أو المحاباه ) وتلك رسالة لمن يقولون نحن أحباب النبى وخليها بالبركة وكلمات من هذا القبيل والتى لا يصاحبها عمل . إن سنن الله فى كونه لا تتبدل ولا تتغير وسنن الله فى معاملة الخلق لا تتبدل ولا تتغير ؛ وقد هُزم المسلمين فى أحد لمّا خالف بعض الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وحين أعترض البعض وقالوا كيف نُهزم ونحن على التوحيد وأعداءنا هم المشركون وقائدنا رسول الله نزلت ايات الله لتؤكد أن سنن الله الربّانية فى الكون لا تُجامل أحد ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) ال عمران، فالله يقول للمسلمين أنتم السبب فى الهزيمة لأنكم خالفتم أمر قائدكم وأنتم السبب فى تحويل النصر إلى هزيمة وفى تحويل التمكين إلى ضعف وفى تحويل العزة والكرامة إلى ذل ومهانة وفى تحويل العلم والعلا إلى جهل وتخلف وتأخر وهوان ، يقول تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ) ويقول ( سنة الله فى الذين خلوا ) ويقول ( فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ) ويقول جلا وعلا قد قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُروا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (138) وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) ال عمران ويقول جل فى علاه لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) النساء وقد يتساءل البعض لماذا يتقدم الغرب رغم انه على الشرك ولماذا لا نتقدم ونحن الموحدون فى الأرض ؟ وأنظر إلى الجواب فى ايات الله وسننه الكونيه التى لا تُحابى أحد ؛ هل تتصور أن الكافر الذى يزرع الزرع ويعتنى به ويختار له تربه جيدة ويتعهده بالعناية ، هل تتصور أن الله سيخذله ولن يُنبت له الزرع ؟ أو هل تتصور أن المؤمن الذى يبذر البذر ثم يهمله ويتركه أو حتى يجلس بجواره لا يفعل شئ سوى أن يقرأ كتاب الله عليه ، هل تتصور أن سينبت زرعه ويكبر ؟ هيهات هيهات ؛ فالله رب المؤمن ورب الكافر وسنن الله لا تُحابى أحد .يقول صلى الله عليه لفاطمة أبنته ومن هى فاطمة إنها بضعة رسول الله وأحب بناته إليه يقول لها ( يا فاطمة أعملى فإنى لا أغنى عنك من الله شئ ؛ أنكم لن تأتون يوم القيامة بأنسابكم ولكن تأتون يوم القيامة بأعمالكم ؛ وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) يقول جل وعلا وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124) النساء هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) محمد يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) محمد ، إن سنة التدافع بين الحق والباطل سنة ثابتة منذ خلق الله السموات والأرض ومنذ خلق أدم وإبنيه ، يقول تعالى وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251) البقرة ، وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج إن الباطل مهما إنتفخ وإنتفش فإنه زاهق والحق مهما إنزوى وضعف كانه زائل فإنه ظاهر ولو بعد حين (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) الأسراء بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) الأنبياء ؛ إن الجولة الخيرة للحق .
تأتى سنة الإبتلاء لأهل الحق إبتداءاص وذلك للتمحيص حيث أن كثيراً من الناس مشوا على الدرب لتحصيل منفعة قريبة ويمشون ما داموا يحصلون المنافع فإذا حدثت المحن والإبتلاءات والفتن إنتكسوا وبانت حقيقتهم ولم يثبت إلا الصادقون ، يقول تعالى وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11)الحج ، الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) العنكبوت أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214) البقرة ، لا يمكن لأى إنسان ان يتعرف على حقيقة الإيمان فى قلبه إلا إذا تعرض للإبتلاءات والقتن والمحن فتأتى لتبين الصادق من الكاذب ومن الذى يُضحى بكل شئ من أجل أ، يظل على درب الرسل والأنبياء رافعاً راية التوحيد ؛ إن بعض الناس إذا حدثت له فتنة أو منحة لا يتورع أ، يتنازل عن دينه ولا يتورع أن يتخلى عن شرق الدعوة إلى الله عز وجل فى مقابل أن يظل مُحافظاً على شهوة حقيرة أو نزوة رخيصة أو دنيا زائلة أو كرسى فانٍ وليعلم هذا المسكين ( وما النصر إلا من عند الله ) إذن فالسنة بين الحق والباطل هى تدافع بين الحق والباطل ثم تعرض أهل الحق للمحن ثم تنقية الصف من المنافقين ثم بقاء أهل الحق على الدرب ثم إنتصار الحق بفضل الله.
وجعل الله للنصر شروطاً وأسباباً لابد من إستيفائها وتحقيقها وعرفتها وعدم تجاهلها حيث أن تجاهلها وعدم تحقيقها هو سبب أخر من أسباب الهزيمة بعد الهزيمة والإنتكاسة بعد الإنتكاسة والتأخر بعد التأخر ؛ ولتعلم الأمة أن الأمر كله بيد الله لا بيد دولة أو مؤسسة أو منظمة أو شرق أو غرب ولا تستطيع أى أمة أن تنصر أمة الأسلام إلا أن يشاء الله ودبر وإلا فالأمر كله بيد الله ( وما النصر إلا من عند الله) وهذا أسلوب حصر وقصر واضح غاية فى التأكيد ولتضعه أمتنا نصب عينها .؛ هل يُعقل أن ينصر الكفر إيماناً ، وهل يُعقل أن ينصر الشرك توحيداً ، وهل يُعقل أن ينصر الظلم عدلا وهل يُعقل أن تنتظر الأمة حتى يدخل الجمل فى سم الخياط ؛ وهل يُعقل أن تستخرج الأمة الماء العذب الزلال من النار المشتعلة الُمتأججة ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم ) إن هذه الأية والله لتملأ القلب بالسكينة والطمأنينة والتوكل حق التوكل على الله والأخذ بأسباب الله والعلم التام بسننه فى كونه وخلقه ، وأه لو حوّلت الأمة هذه الأية إلى منهج حياة لن تستطيع أى قوة على وجه الأرض مهما إمتلكت من عدة وعتاد أن تهزم أمتنا الحبيبة ما دامت الأمة قد إنتصرت بالله وأخذت بأسباب النصر والتمكين ثم تركت الأمر بعد ذلك لله الذى وإن تعطلت الأسباب فرحمته لمن أطاعه لا تتعطل بأى حال وتذكر حال النبى صلى الله عليه وسلم لمّا هاجر إلى المدينة وأخذ بكل الأسباب وقد تعطلت كل هذه الأسباب حين وصل المشركون إلى الغار الذى قد إختبأ فيه وصاحبه ثم قال الصديق لحبينا ( لو نظر أحدهم تحت قدميه لرأنا ) والرسول يُطمئن الصديق ( يأ أبا بكر ما ظنك بإثنين الله ثالثهما ) يقول جل وعلا إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) التوبة ، لقد إنقطعت الأسباب ولكن لم تنقطع رحمات مسبب الأسباب العزيز الوهاب ؛ وفى الحديث القدسى ( إن الله لا ينام ولا ينبغى له أن ينام يخفض القسط ويرفعه ، يُرفع إليه عمل الليل فبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما أنتهى إليه بصره من خلقه ) ويقول حبر من أحبار اليهود لحبيبنا محمد صل الله عليه وسلم ( يا محمد إنّا نجد مكتوباً عندنا فى التوراة .. ) يقول ربنا ( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين ) لم يقل سبحانه النائمين أو الغافلين أو الكسالى بل إنه سبحانه لم يقل المسلمين ، الإيمان إذا أول أسباب النصر فلو حققت الإيمان على مراد الله ورسوله لكان حقاً على الله أن ينصرك كما وعد ومن أصدق من الله قيلا ؛ ومن أصدق من الله حديثا ، وأسمع لقول ربنا للذين امنوا ( يا ايها الذين امنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) ويقول جا وعلا أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الحج ، ولكن كيف تنصر الله ؟ تنصر الله بإمتثال أوامره وإجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده وإتباع أوامر رسوله صلى الله عليه وسلم .
الإعداد الجيد وترك الذنوب من أسباب النصر
لابد من الإعداد بقدر الإمكانات المتاحة وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) الأنفال ؛ لابد من ترك الذنوب والمعاصى فهما من أخطر أسباب الذل والهوان يقول تعالى ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) الروم ، إن الإضطرابات التى حدثت فى الكون من إرتفاع فى درجات الحرارة وكثرة الزلازل والبراكين وما يُسمى بثقب الأوزون كاها سببها إفساد الإنسان وتعديه على سنن الله الربّانية فى الكون . .
رأيت الذنوب تُميت القلوب .. وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب وخيرٌ لنفسك عصيانها
ويقول صلى الله عليه وسلم والحديث صحيح رواه أبو نعيم فى الحلية ( إن روح القدس قد نفث فى روعى أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب ولا يحملن أحدكم إستبطاء الرزق على أن يطلبه بمعصية الله فإن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته ) وعن عبد الله بن عمر والحديث عند إبن حبّان والطبرانى والحاكم بسند صحيج فقال النبى صلى الله عليه وسلم ( يا معشر المهاجرين والأنصار خصالٌ خمس إن إبتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن ، لم تظهر الفاحشة فى قومٍ قط حتى يُعلنوا بها إلا فشى فيهم الأوجاع والأسقام التى لم تكن فى أسلافهم ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يُمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلّط الله عليهم عدواً من غيرهم فاخذ بعض ما فى أيديهم ، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جُعلوا بأسهم بينهم )
لابد من التذلل والتضرع إلى الله بالدعاء وأن نتبرا من حولنا وطولنا وقوتنا إلى حول الله وطوله وقوته ولنعلم أن الله ينصر الحق ولو بعد حين وأختم الحديث بحديث رواه أحمد والبيهقى فى الدلائل بسند حسنه الحافظ بن حجر من حديث البراء بن عازب فى غزة الأحزاب والسلمون يحفرون الخندق عُرضت لهم صخرة صلبة لم يستطيعوا تكسيرها وحفر مكانها والمعاول لا تحطمها رغم أنهم أبطال فشكوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ رسول الله المعول بيده ونزل بنفسه غلى الخندق وضرب الصخرة بالمعول وقال بسم الله فانكسر ثلثها فكبّر الرسول الله أكبر أعُطيت مفاتح الشام والله غنى لأرى قصورها الحمر من مقامى هذا ثم ضرب الثانية بسم الله فانكسر الثلث الثانى فكبر الرسول الله أكبر اُعطيت مفاتح فارس والله غنى لأرى قصر المدائن البيض من مقامى هذا ثم ضرب الثالثة بسم الله فأنكسر الثلث الأخير فكبر الرسول الله اكبر أعطيت مفاتح اليمن والله إنى لأرى أبواب صنعاء من مقامى هذا ) وقد تحقق ما اخبر به يه المصطقى صلى الله عليه وسلم رغم أن المسلمون كانوا فى مرحلة من اصعب المراحل التى مر بها الأسلام فى بدايته وبعد أفلا تثق فى موعود الله ورسوله ، والله المستعان ؛
Comments