بين العلم وتزكية النفس
قال الله
تعالى :
رَبَّنَا
وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ
إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)
البقرة
كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ
مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151)
البقرة
لَقَدْ
مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ
أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ
لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)
ال عمران
هُوَ
الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)
الجمعة
نلاحظ
أن الموضع الأول فقط فى سورة البقرة هو الذى تقدم فيه لفظ تعلم الكتاب والحكمة على
تزكية النفس وباقى المواضع جاء لفظ التزكية أولاً ، لماذا؟
لنعلم
السبب يجب أن نفرق بين المقصود من تعلم الكتاب والحكمة فى المواضع السابقة فنلاحظ
:
الكتاب
والحكمة فى أول موضع المقصود به هو دين الله الحنيف إذ أن الأية هى دعوة من الخليل
إبراهيم لربه ببعث نبى هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم لذا جاء تعلم الدين
أولاً ، أو الدعوة إلى دين الله وهو الإسلام وقد كان ، حيث دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دين
الله بين قوم عُباد أصنام خُبثاء النفوس بالشرك فما كان ليزكيهم قبل أن يُطهرهم من
الشرك ، لذا جاءت الدعوة إلى الدين قبل التزكية ، لأن التزكية ما كانت لتحدث قبل
الدين.
أما
الموضع الثانى فالعلم والحكمة هنا المقصود بها شرائع الدين المختلفة وتفصيلاته
وأركانه ، وجاء لفظ التزكية أولاً لأنه إذا لم تحدث التزكية لرجل قبل أن يتعلم
العلم لزاده هذا العلم كبراً وغروراً لو لم تُزكى نفسه وتتطهر بأسأسيات الدين
وأركانه قبل الدخول فى تفصيلاته وفروعه :
إذن
خلاصة القول
العلم
فى أول موضع هو أساسيات الدين وأركانه وأخلاقه العمليه ، والعلم فى باقى المواضع
هو فروع العلم المختلفة من إختلافات فقهيه وكثرة أحاديث وعلوم القرأن وغيرها مما
نجد أُناساً كثيرين قد حصّلوها وما تهّذبت نفوسهم وما حصّلوها إلا ليقال علماء .
والله أعلى وأعلم
تتمة
عن جندب بن عَبْد
اللّه، قَالَ:" كنا مع النبي صلى اللّه عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة. فتعلمنا
الإيمان قبل أن نتعلم القرءان. فازددنا به إيمانا رواه ابن ماجه، قال الحافظ البوصيري
في الزوائد: إسناد هذا الحديث صحيح ورجاله ثقات (حزاورة) جمع الحَزَوَّر وهو
الغلام إذا اشتد وقوي.
عن عبد الله بن مسعود
قال : كنا إذا تعلمنا من النبى صلى الله عليه وسلم عشر أيات من القرءان لم نتعلم
من العشر التى نزلت بعدها حتى نعلم ما فيها قيل لشريك من العمل : قال : نعم .
وشريك أحد رواة الحديث .
تعليقات