المنزلة الخامسة والثلاثون : الشكر
وهو
من أعلى المنازل ، وهو فوق منزلة الرضى وزيادة ، فالرضى مُندرج فى الشكر إذ يستحيل
وجود الرضى بدونه ، أى أن الشكر يشمل الرضى والرضى لا يُشترط أن يشمل الشكر
والشكر
نصف الإيمان لأن الإيمان نصفان : نصف صبر . ونصف شكر .
فضل الشاكرين
إن
الله قد أمر بالشكر ، ونهى عن ضده ، وأثنى على أهله ووصف به خواص خلقه ، وجعله
غاية خلقه وأمره . ووعد أهله بأحسن جزاء . وجعله سبباً للمزيد من فضله وحارساً
وحافظاً لنعمته . والله جل وعلا سمى نفسه شاكرا وشكورا وسمى الشاكرين بهذين
الأسمين ، فأعطاهم وصفه وسماهم بإسمه
وحسبك بهذا محبة للشاكرين وفضلا. وقلة أهل الشكر فى العالمين تدل على أنهم خواص
الله فالله يقول ( وقليلٌ من عبادى الشكور )
سبأ 13
وفى الصحيحين عن النبى صلى الله عليه وسلم (أنه قام حتى تورمت
قدماه . فقيل له : تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال صلى
الله عليه وسلم : أفلا أكون عبداً شكوراً )
وقال صلى الله عليه وسلم لمُعاذ رضى الله عنه (والله يا معاذ ، إنى
لأُحبك فلا تنس أن تقول فى دُبر كل صلاة : اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)
رواه أحمد وأبوداود والنسائى .
معنى الشكر
حقيقة
الشكر فى العبودية هو : ظهور أثر النعمة على لسان العبد : ثناءاً وإعترافاً ، وعلى
قلبه : شهوداً ومحبة ، وعلى جوارحه إنقياداً وطاعة.
قواعد الشكر
الشكر
مبنى على خمس قواعد : خضوع الشاكر للمشكور ، وحبه له ، وإعترافه بنعمته ، وثناؤه
عليه بها ، وأن لا يستعملها فيما يكره.
الفرق بين الحمد والشكر
الشكر
يكون على نعم الله أو يتعلق بالنعم أما الحمد فهو يتعلق بالأوصاف الذاتية لله ،
فلا يُقال شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه . وهو المحمود عليها . والشكر
يقع بالجوارح أما الحمد فيقع بالقلب واللسان .
درجات الشكر
الدرجة
الأولى : الشكر على المحاب
أى
على ما يحبه الإنسان
الدرجة
الثانية :
الشكر
على المكاره
أى
على مايكره الإنسان وهى أعلى من الدرجة السابقة
الدرجة
الثالثة : شهود المنعم لا النعمة
صاحب هذه الدرجة يستغرق بشهود المُنعم عن النعمة فلا يتسع شهوده للمنعم
ولغيره .
تعليقات