قطوف
من تفسير سورة الكهف (من أيسر التفاسير للجزائرى)
الأيات من 1 : 12
{
ولم يجعل لع عوجاً } : اي ميلاً عن الحق والاعتدال في ألفاظه ومعانيه .
{
قيما } : أي ذا اعتدال لا إفراط فيه ولا تفريط في كل ما حواه ودعا إليه من التوحيد
والعبادة والآداب والشرائع والأحكام .
{
باخع نفسك } : قاتل نفسك كالمنتحر .
{
بهذا الحديث أسفاً } : أي بالقرآن من أجل الأسف الذي هو الحزن الشديد .
{
صعيداً جزراً } : أي تراباً لا نبات فيه ، فالصعيد هو التراب والجزر الذي لا نبات
فيه .
{
والرقيم } : لوح حجري رقمت فيه أسماء أصحاب الكهف .
{
لنعلم اي الحزبين احصى لما لبثوا } أي في الكهف { أمداً } أي لنعلم علم مشاهدة
ولينظر عبادي فيعلموا أي الطائفتين اللتين اختلفتا في قدر لبثهم في الكهف كانت
أحصى لمدة لبثهم الى مدى أي غاية كذا من السنين .
من
هداية الأيات
بيان
العلة في وجود الزينة على هذه الأرض ، وهي الابتلاء والاختبار للناس ليظهر الزاهد
فيها ، العارف بتفاهتها وسرعة زوالها ، وليظهر الراغب فيها المتكالب عليها الذي
عصى الله من اجلها .
الأيات من 13 : 21
{
مرفقا } : أي ما ترتفقون به وتنتفعون من طعام وشراب وإواء .
{
تزاور } : أي تميل .
{
تقرضهم } : تتركهم وتتجاوز عنهم فلا تصيبهم .
{
في فجوة منه } : متسع من الكهف ينالهم برد الريح ونسيمها .
{
وهم في فجوة منه } أي متسع من الكهف ينالهم برد الريح ونسيمها ،
{
يوماً أو بعض يوم } : لأنهم دخلوا الكهف صباحاً واستيقظوا عشية .
{
بورقكم } : بدراهم الفضة التي عندكم .
{
وليتلطف } : أي يذهب يشتري الطعام ويعود في لطف وخفاء .
{
أعثرنا عليهم } : أطلعنا عليهم أهل بلدهم .
{
ليعلموا } : أي قومهم أن البعث حق للأجساد والأرواح معاً .
{
أعثرنا عليهم } أهل مدينتهم الذين انقسموا الى فريقين فريق يعتقد ان البعث حق وأنه
بالأجسام والأرواح ، وفريق يقول البعث الآخر للأرواح دون الأجسام كما هي عقيدة
النصارى الى اليوم ، فأنام الله الفتية وبعثهم وأعثر عليهم هؤلاء القوم المختلفين
فاتضح لهم أن الله قادر على بعث الناس أحياء أجساماً وأرواحاً كما بعث أصحاب الكهف
وهو معنى قوله تعالى : { وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا } أي أولئك المختلفون في شأن
البعث أن وعد الله حق وهو ما وعد به الناس من أنه سيبعثهم بعد موتهم يوم القيامة
ليحاسبهم ويجزيهم بعملهم .
{
قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً } أي قال الذين غلبوا على أمر
الفتية لكون الملك كان مسلماً معهم { لنتخذن عليهم مسجداً } أي للصلاة فيه وفعلاً
بنوة على مقربة من فم الغار بالكهف .
الأيات من 22 : 31
{
رجماً بالغيب } : أي قذفاً بالظن غير يقين علم .
{
فلا تمار فيهم } : لا تجادل في عدتهم .
{
ولا تستفت فيهم منهم أحداً } : أي من أهل الكتاب ، الاستفتاء : الاستفهام والسؤال
.
{
ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا } يخبر تعالى أن الفتية لبثوا في
كهفهم رقوداً من ساعة دخلوه إلى أن أعثر عليهم قومهم ثلاثمائة سنين بالحساب الشمسي
وزيادة بالحساب القمري .
{
وكان أمره فرطاً } : أي ضياعاً وهلاكاً .
{
أحاط بهم سرادقها } : حائط من نار أحيط بهؤلاء المعذبين في النار .
{
بماء كالمهل } : أي كعكر الزيت أي الردئ وهو ما يبقى في أسفل الإناء ثخناً رديئاً
.
{
من سندس واستبرق } : أي مارق من الديباج ، والاستبرق ما غلظ منه أي من الديباج .
{
لن تجد من دون الله ملتحداً } أي موئلا تميل إليه وملجأ تحتمي به وإذا كان مثل هذا
الوعيد الشديد يوجه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم فغيره ممن تركوا
تلاوة القرآن والعمل به فلا أقاموا حدوده ولا أحلوا حلاله ولا حرموا حرامه أولى
بهذا الوعيد وهو حائق بهم لا محالة إن لم يتوبوا قبل موتهم.
الأيات من 32 : 44
{
وأعز نفراً } : أي عشيرة ورهطاً .
{
خيراً منها منقلباً } : أي مرجعاً في الآخرة .
{
حسبانا من السماء } : أي عذاباً ترمى به فتؤول الى أرض ملساء دحضاً لا يثبت عليها
قدم .
{
او يصبح ماؤها غوراً } : أي غائراً في اعماق الأرض فلا يقدر عل ى استنباطه وإخراجه
.
{
خير ثواباً وخير عقباً } : أي الله تعالى خير من يثبت وخير من يعقب أي يجزي بخير .
الأيات من 45 : 53
{
فأصبح هشيماً } أي يابساً متهشماً متكسراً
{
تذروه الرياح } : أي تنثره وتفرقه لخفته ويبوسته .
{
مقتدراً } : أي كامل القدرة لا يعجزه شيء .
{
والباقيات الصالحات } : هي الأعمال الصالحة من سائر العبادات والقربات .
{
وخيراً أملاً } يأمله الإنسان من الخير ويرجوه ويرغب في تحصيله .
تقرير
أن المال والبنين لا يعدوان كونهما زينة ، والزينة سريعة الزوال وهما كذلك فلا
يجوز الاغترار بهما ، وعلى العبد ان يطلب ما يبقى على ما ينفى وهو الباقيات
الصالحات من أنواع البر والعبادات من صلاة وذكر وتسبيح وجهاد . ورباط ، وصيام
وزكاة .
{
بارزة } : ظاهرة إذ فنى كل ما كان عليها من عمران .
{
موبقاً } : أي وادياً من أودية جهنم يهلكون فيه جميعاً إذا دخلوا النار ، أما ما
قبلها فالموبق ، حاجز بين المشركين ، وما كانوا يعبدون بدليل قوله : { ورأى
المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها } .
{
مواقعوها } : أي واقعوان فيها ولا يخرجون منها أبداً .
الأيات من 54 : 74
{
وفي آذانهم وقراً } : أي ثقلاً فهم لا يسمعون .
{
موئلاً } : أي مكاناً يلجأون إليه .
{
لمهلكهم موعداً } : أي وقتاً معيناً لإهلاكهم .
بيان
غزيزة الجدل في الإنسان والمخاصمة .
{
وإذ قال موسى لفتاه } : أي أذكر إذ قال موسى بن عمران نبي بني إسرائيل لفتاه يوشع
بن نون بن افرايم بن يوسف عليه السلام .
{
لا أبرح } أي سائراً { حتى أبلغ مجمع البحرين } حيث أرشدني ربي الى لقاء عبد هناك
من عباده هو أكثر مني علماً حتى اتعلم منه علماً ازيده على علمي.
{
مجمع البحرين } : أي حيث ألتقى البحران بحر فارص وبحر الروم .
{
حقباً } : الحقب الزمن وهو ثمانون سنة والجمع أحقاب .
{
سبيله في البحر سرياً } : أي طريقه في البحر سرباً أي طريقاً كالنفق .
{
فلما جاوزا } : أي المكان الذي فيه الصخرة ومنه اتخذ الحوت طريقه في البحر سرياً .
{
في البحر عجباً } : أي عجباً لموسى حيث تعجب من إحياء الحوت وإتخاذه في البحر
طريقاً كالنفق في الجبل.
{
قصصاً } : أي يتتبعان آثار أقدامهما .
{
عبداً من عبادنا } : هو الخضر عليه السلام .
{
لقد جئت شيئاً إمراً } : أي فعلت شيئاً منكراً .
{
نكراً } : الأمر الذي تنكره الشرائع والعقول من سائر المناكر! وهو المنكر الشديد
النكارة .
الأيات من 75 : 82
{
أهل قرية } : مدنية أنطاكية .
بيان
ضروب من خفي ألطاف الله تعال فعلى المؤمن أن يرضى بقضاء الله تعالى وإن كان ظاهره
ضاراً .
من
هداية الأيات
بيان
حسن تدبير الله تعالى لأوليائه بما ظاهره عذاب ولكن في باطنه رحمة .
كل
ما أتاه الخضر كان بوحي إلهي وليس هو مما يدعيه جهال الناس ويسمونه بالعلم اللدني
وأضافوه الى من يسمونهم الأولياء ، وقد يسمونه كشفاً ، ويؤكد بطلان هذا أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال : إن الخضر قال لموسى : أنا على علم علمني رب وأنت على علم
مما علمك الله وإن علمي وعلمك الى علم الله الا كما يأخذ الطائر بمنقاره من البحر
.
الأبات من 83 : 110
{
ذي القرنين } : الإسكندر باني الأسكندرية المصرية الحميري أحد الملوك التبابعة
وكان عبداً صالحاً .
{
مكنا له في الأرض } : بالحكم والتصرف في ممالكها .
{
من كل شئ سببا } : أي يحتاج إليه سبباً موصلاً الى مراده .
{
فأتبع سببا } : أي فأتبع السبب سبباً آخر حتى انتهى الى مراده .
{
تغرب في عين حمئة } : ذات حماة وهي الطين الأسود وغروبها إنما هو نظر العين وألا
فالشمس في السماء والبحر في الأرض .
{
قوم لم نجعل لهم من دونها } : القوم هو الزنج ولم يكن لهم يومئذ ثياب يلبسونها ولا
منازل يسكنونها وإنما لهم أسراب في الأرض يدخلون فيها .
{
بين السدين } : السدان جبلان شمال شرق بلاد الترك سد ذو القرنين ما بينهما فقيل
فيهما سدان .
{
ثم أتبع سبباً } أي ما تحصل عليه من القوة فتح المغرب استخدمه في مواصلة الغزو
والفتح في المشرق
{
حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم } بدائيين لم تساعدهم الأرض التي
يعشيون عليها على التحضر فلذا هم لا يبنون الدور ولا يلبسون الثياب ، ولكن يسكنون
الكهوف والمغارات والسراديب وهو ما دل عليه قوله تعالى : { لم نجعل من دونها } أي
الشمس { ستراً } .
يأجوج
ومأجوج : قبيلتان من أولاد يافث بن نوح عليه السلام والله أعلم .
{
نجعل لك مخرجاً } : أي جعلا مقابل العمل .
{
ردماً } : حاجزاً حصيناً وهو السد .
{
زبر الحديد } : جمع زبرة قطعة من حديد على قدر الحجرة التي يبنى بها .
{
بين الصدفين } : اي صدف الجبلين اي جانبهما .
{
قطرا } : القطر النحاس المذاب .
{
فما ااستطاعوا أن يظهروه } : أي عجزوا عن الظهور فوقه لعلوه وملاسته .
{
نقباً } : أي فتح ثغرة تحت تحته ليخرجوا معها .
{
وتركنا بعضهم } : أي يأجوج ومأجوج أي يذهبون ويجيئون في اضطراب كموج البحر .
{
أعينهم في غطاء عن ذكري } : أي عن القرآن لا يفتحون أعينهم فيما تقرأه عليهم بغضاً
له أو أعين قلوبهم وهي البصائر فهي في أكنة لا تبصر الحق ولا تعرفه .
مشروعية
الجعالة للقيام بالمهام من الأعمال .
Comments