U3F1ZWV6ZTE3NDMwODE4MzA4MTc5X0ZyZWUxMDk5Njg2NzQ0NjUyNQ==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل
إعلان

الحياء ( فضل الحياء ، الأسباب الجالبة للحياء ، حياء الله عزوجل ، أقسام الحياء ، درجات الحياء )




المنزلة السادسة والثلاثون  : الحياء

فضل الحياء

جاء فى الصحيحين عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال ( الحياء بضع وسبعون ، أو بضع وستون شبعة ، فأفضلها قول لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق . والحياء شُعبة من الإيمان)
وفيهما أيضاً عن أبى سعيد الخدرى أنه قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءاً من العذراء فى خدرها . فإذا رأى شئ يكرهه عرفناه فى وجهه)

كلام نفيس عن الحياء 


قال الجنيد رحمه الله : الحياء رؤية الألآء ، ورؤية التقصير ، فيتولد بينهما حالة تسمى الحياء ، وحقيقته خُلق يبعث على ترك القبائح ، ويمنع من التفريط فى حق صاحب الحق .
وجاء فى أثر إلهى يقول الله عزوجل (إبن أدم : إنك ما أستحيت منى أنسيت الناس عيوبك . وأنسبت بقاع الأرض ذنوبك ، ومحوت من أم الكتاب زلاتك ، وإلا ناقشتك الحساب يوم القيامة)
وفى أثر أخر (أوحى الله عزوجل إلى عيسى عليه السلام : عظ نفسك فإن إتعظت ، وإلا فاستحى من أن تعظ الناس)
وقال الفضل بن عياض (خمس من علامات الشقاوة : القسوة فى القلب ، وجمود العين ، وقلة الحياء ، والرغبة فى الدنيا ، وطول الأمل)
وفى أثر إلهى (ما أنصفنى عبدى . يدعونى فأستحى أن أرده ، ويعصينى ولا يستحى منى)

الأسباب الجالبة للحياء 

من أهم الأسباب الجالبة للحياء أن يُمثل العبد نفسه فى حال طاعته لله كأنه يعصى الله عزوجل فيستحى منه فى تلك الحال . ولهذا شُرع الإستغفار عقيب الأعمال الصالحة .

حياء الله عزوجل 

وأما حياء الرب عزوجل فذاك نوع أخر لا تدركه الأفهام ، ولا تُكيفه العقول ، فإٍنه حياء كرم وبر وجوج وجلال . فإنه تبارك وتعالى حيي كريم يستحى من عبده إذا رفع يده إليه أن يردهما صفراً ، ويستحى أن يُعذب ذا شيبة شابت فى الإسلام .

أقسام الحياء 

الحياء عشرة أقسام 

حياء الجناية 

ومنه حياء أدم لما فر هارباً فى الجنة بعد أن عصى الله وأكل من الشجرة . قال الله تعالى : أفراراً منى يا أدم ؟ قال لا يارب بل حياءاً منك .

حياء التقصير 

كحياء الملائكة الذين يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، فإذا كان يوم القيامة قالوا : سبحانك يارب ! ما عبدناك حق عبادتك .

حياء الإجلال 

هو حياء المعرفة ، وعلى حسب معرفة العبد بربه يكون حياؤه منه.

حياء الكرم 

كحياء النبى صلى الله عليه وسلم من القوم الذين دعاهم إلى وليمة زينبت ، وطوّلوا الجلوس عنده ، فقام وأستحى أن يقول لهم : انصرفوا .

حياء الحشمة 

كحياء على بن أبى طالب رضى الله عنه أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذى لمكانة ابنته منه.

حياء الأستحقار وإستصغار النفس  

كحياء العبد من ربه عزوجل حين يسأله حوائجه إحتقاراً لشأن نفسه وأستصغاراً لها. وقد يكون لهذا النوع سببان : أحدهما : أستحقار السائل نفسه . وإستعظام ذنوبه وخطاياه ، والثانى إستغظام مسئوله .

حياء المحبة 

هو حياء المُحب من محبوبه ، حتى إذا خطر على قلبه فى غيبته هاج الحياء فى قلبه ، وأحس به وجهه .

حياء العبودية 

هو حياء مُمتزج من محبة وخوف ، ومُشاهدة عدم صلاح عبوديته لمعبوده ، وأن قدره أعلى وأجل منها .

حياء الشرف والعزة 

هو حياء النفس العظيمة الكبيرة إذا صدر منها ما هو دون قدرها من بذل وعطاء وإحسان .

حياء المرء من نفسه 

هو حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة من رضاها لنفسها بالنقص ، وقناعتها بالدون .

تعريف الحياء 

الحياء حاصلة من إمتزاج التعظيم بالمودة : فإذا أقترنا تولد بينهما الحياء .

درجات الحياء 

الدرجة الأولى 

العلم بأن الله ينظر إليه
فالعبد متى علم أن الرب تعالى ينظر إليه أورثه هذا العلم حياءاً منه يجذبه إلى إحتمال أعباء الطاعة .

الدرجة الثانية 

العلم بقرب الله عزوجل
وهذا القرب يدعوا العبد إلى ركوب المحبة وكلما إزداداً حباً إزداد قرباً .

الدرجة الثالثة 

وفى هذه الدرجة أنجذاب الروح والقلب من الكائنات والعكوف على رب البريات .

تتمة رائعة فى هذه الدرجة 

صاحب هذا المشهد لا يقف بحضرة الربوبية على غاية ، فإن ذلك مستحيل . بل إذا شهد تلك الروابى ، ووقف على تلك الربوع ، وعاين الحضرة التى هى غاية الغايات ،شارف أمراً لا غاية له ولا نهاية . والغايات والنهايات كلها إليه تنتهى ( وأن إلى ربك المنتهى ) النجم 42 فانتهت إليه الغايات والنهايات . وليس له سبحانه وتعالى غاية ولا نهاية : لا فى وجوده ، ولا فى مزيد جوده . إذ هو الأول الذى ليس قبله شئ . والأخر الذى ليس بعده شئ . ولا نهاية وحمده وعطائه . بل كلما إزداد العبد له شكراً زاده فضلاً ، وكلما إزداد له طاعه زاده لمجده مثوبة . وكلما إزداد منه قرباً لاح له من جلاله وعظمته ما لم يُشاهده من قبل وهكذا أبداً لا يقف على غاية ولانهاية . ولهذا جاء : أن أهل الجنة فى مزيد دائم بلا إنتهاء ، فإن نعيمها متصل ممن لا نهاية لفضله ولا لعطائه ، ولا لمزيده ولا لأوصافه . فتبارك الله ذو الجلال والأكرام (إن هذا لرزقنا ماله من نفاد) ص 54 ( يا عبادى ، لو أن أولكم وأخركم وإنسكم وجنكم قاموا فى صعيد واحد فسألونى ، فأعطيت كل إنسان مسألته : ما نقص ذلك مما عندى إلا كما ينقص المِخْيط إذا أُدخل البحر .
Comments
NameEmailMessage