U3F1ZWV6ZTE3NDMwODE4MzA4MTc5X0ZyZWUxMDk5Njg2NzQ0NjUyNQ==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل
إعلان

الصدق (حقيقة الصدق وكيف يكون العبد صادقا ، كلمات فى حقيقة الصدق، درجات الصدق)





المنزلة السابعة والثلاثون : الصدق 

وهو أعظم منازل السالكين الذى تنشأ منه جميع المنازل . وهو الطريق الأقوم الذى من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين . وبه تميز أهل النفاق عن أهل الإيمان ، وسكان الجنان من أهل النيران . وهو سيف الله فى أرضه الذى ما وُضع على شئ إلا قطعه . ولا واجه باطلاً إلا أرداه وصرعه . من صال به لم تُردُّ صولته . ومن نطق به علت على الخصوم كلمته . فهو روح الأعمال ، ومَحَكُّ الأحوال ، والحامل على إقتحام الأهوال ، والباب الذى دخل منه الواصلون على حضرة ذى الجلال . وهو أساس بناء الدين ، وعمود فسطاط اليقين . ودرجته تالية لدرجة النبوة التى هى أرفع درجات العالمين . ومن مساكنهم فى الجنات تجرى العيون والأنهار إلى مساكن الصديقين . كما كان من قلوبهم إلى قلوبهم فى هذه الدار مددَّ متصل ومعين .

كيف يأتى العبد بالصدق 

تفسير قوله تعالى (والذى جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون)
يجئ العبد بالصدق عندما يصدق فى ثلاثة أشياء : (الأقوال ، والأعمال ، والأحوال)
فالصدق فى الأقوال : إستواء اللسان على الأقوال ،كإستواء السنبلة على ساقها.
والصدق فى الأعمال : إستواء الأفعال على الأمر والمتابعة ، كإستواء الرأس على الجسد .
والصدق فى الأحوال : إستواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص . وإستفراغ الوسع ، وبذل الطاقة . فبذلك يكون العبد من الذين جاءوا بالصدق . وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامها به : تكون صديقته . ولذلك كان لأبى بكر الصديق رضى الله عنه وأرضاه : ذروة سنام الصديقية ، سُمّى الصديق على الإطلاق ، والصديق أبلغ من الصدوق والصدوق أبلغ من الصادق .
ومن علامات الصدق : طمأنينة القلب . ومن علامات الكذب حصول الريبة . كما فى الترمذى مرفوعاً من حديث الحسن بن على رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم (الصدق طمأنينة والكذب ريبة)

كلمات فى حقيقة الصدق 

قال عبد الواحد بن زيد : الصدق الوفاء لله بالعمل .
وقيل : الصدق القول بالحق فى مواطن الهلكة.
وقيل : كلمة الحق عند من تخافه وترجوه.
وقال بعضهم : الصادق الذى يتهيأ له أن يموت ولا يستحى من سره لو كُشف.
وقال الجنيد : حقيقة الصدق أن تصدق فى مواطن لا يُنجيك منها إلا الكذب .
وقيل : ثلاثة لا تُخطئ الصادق : الحلاوة ، والملاحة ، والهيبة .

درجات الصدق 

الدرجة الأولى : صدق القصد 

فى هذه الدرجة يكون فى القلب داعية صادقة إلى السير فى طريق الله ، فهذه الداعية تقطع كل سبب يحول بينه وبين الله ، فالصادق فى هذه الدرجة لا يحتمل شيئاً يدعوه لنقض عهده مع الله .

الدرجة الثانية : لا يحيا إلا للحق 

فالعبد فى هذه الدرجة لا يُحب أن يعيش إلا ليشبع من رضى محبوبه ، ويقوم بعبوديته . ويستكثر من الأسباب التى تُقرّبه إليه وتُدنيه منه ، لا لعلة من علل الدنيا . ولا لشهوة من شهواتها ، كما قال عمر بن الخطاب (لولا ثلاث لما أحببت البقاء فى الدنيا : لولا أن أحمل على جياد الخيل فى سبيل الله ، ومُكابدة الليل ، ومُجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام ، كما يُنتقى أطايب التمر )
Comments
NameEmailMessage