قطوف من تفسير سورة الشعراء (من أيسر التفاسير للجزائرى)
الأيات من 1 : 9
{
طسم } : الله أعلم بمراده بذلك . وفيها إشارة إلى أن القرآن مؤلف من مثل هذه
الحروف وعجز العرب عن تأليف مثله بل سورة واحدة من مثله دال قطعاً على أنه كلام
الله ووحيه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم .
{
باخع نفسك } : أي قاتلها من الغم .
{
زوج كريم } : أي صنف حسن .
{
إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين } أي إنا لقادرون على أن
ننزل عليهم من السماء آية كرفع جبل أو إنزال كوكب أو رؤية ملك فظلت أي فتظل طوال
النهار أعناقهم خاضعة ، تحتها تتوقع فى كل لحظة نزولها عليهم فتهلكهم فيؤمنوا
حينئذ إيمان قسر وإكراه ومثله لا ينفع صاحبه فلا يزكي نفسه ولا يطهر روحه لأنه غير
إرادي له ولا اختياري .
{
أو لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فهيا من كل زوج كريم } إن كانت علة هذا التكذيب من
هؤلاء المشركين هي إنكارهم للبعث والجزاء وهو كذلك فلم لا ينظرون إلى الأرض الميتة
بالقحط بنزل الله تعالى عليها ماء من السماء فتحيا به بعد موتها فينبت الله فيها
من كل زوج أي صنف من أصناف النباتات كريم أي حسن .
بيان
أن إيمان المكره لا ينفعه ، ولذا لم يكره الله تعالى الكفار على الإيمان بواسطة
الآيات .
الأيات من 10 : 22
{
ويضيق صدري } : أي من تكذيبهم لي .
{
ولا ينطلق لساني } : أي للعقدة التي به .
{
ولهم على ذنب } : أي ذنب القبطي الذي قتله موسى قبل خروجه إلى مدين .
مشروعية
طلب العون والمساعدة من المسؤلين إذا كلفوا المرء بما يصعب .
{
ولبثت فينا من عمرك سنين } : أي أقمت بيننا قرابة ثلاثين سنة وكان موسى يفرعون
لجهل الناس به ورؤيتهم له في قصره يلبس ملابسه ويركب مراكبه .
{
قال فعلتها إذاً } أي يومئذ { وأنا من الضالين } أي الجاهلين لأنه لم يكن قد علمنى
ربي ما علمنى الآن وما أوحى إلي ولا أرسلني إليكم رسولاً { ففرت منكم لما خفتكم }
من أجل قتلي النفس التي قتلت وأنا من الجاهلين { فوهب لي ربي حكماً } أي علماً
نافعاً يحكمني دون فعل ما لا ينبغي فعله.
{
وتلك نعمة } أي أو تلك نعمة تمنها علي وهي { أن عبدت بني إسرائيل } أي استعبدتهم
أي اتخذتهم عيبداً لك يخدمونك تستملهم كما تشاء كالعبيد لك ولم تستعبدني أنا
لاتخاذك إياي ولداً حسب زعمك فأين النعمة التي تمنها علي يا فرعون.
من
هداية الأيات
قبح
جريمة القتل عند كافة الناس مؤمنهم وكافرهم وهو أمر فطري .
مشروعية
الفرار من الخوف إذا لم يكن في البلد قضاء عادل ، وإلا لما جاز الهرب من وجه
العدالة.
الأيات من 23 : 31
{
إن كنتم موقنين } : بأن السموات والأرض وما بينهما من سائر المخلوقات مخلوقة قائمة
فخالقها ومالكها هو رب العالمين .
{
ألا تستمعون } : أي جوابه الذي لم يطابق السؤال في نظره .
تقرير
الربوبية المقتضية للألوهية من طريق هذا الحوار ليسمع ذلك المشركون ، وليعلموا
أنهم مسبوقون بالشرك والكفر وأنهم ضالون .
سنة
أهل الباطل أنهم يفجرون في الخصومة وفي الحديث « وإذا خاصم فجر » .
أهل
الكبر والعلو في الأرض إذا أعيتهم الحجج لجأوا إلى التهديد والوعيد واستخدام القوة
.
الأيات من 32 : 42
{
أرجه وأخاه } : أي أخرّ أمرهما .
{
سحار عليم } : أي متفوق في الفن أكثر من موسى .
{
يوم معلوم } : هو ضحى يوم الزينة عندهم .
{
يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره } قال فرعون هذا تهيجاً للملأ ليثوروا ضد موسى عليه
السلام وهذا من المكر السياسي إذ جعل القضية سياسية بحتة وأن موسى يريد الاستيلاء
على الحكم والبلاد ويطرد أهلها منها بواسطة السحر ،وقال لهم كالمستشير لهم { فماذا
تأمرون؟ } فأشاروا عليه بما أخبر تعالى به عنهم { قالوا أرجه وأخاه } أي أخر
أمرهما { وابعث في المدائن } أي مدن المملكة رجالا { حاشرين } أي جامعين { يأتوك }
أيها الملك { بكل سحار عليم } أي ذو خبرة في السحر متفوقة.
فجمع
السحرة لميقات يوم معلوم ، وقيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع السحرة } فنبقى
على ديننا ولا نتبع موسى وأخاه على دينهما الجديد { إن كانوا } أي السحرة { هم الغالبين
} وهذا من باب الاستحثاث والتحريض على الالتفات حول فرعون وملائه .
{
نعم وإنكم إذاً لمن المقربين } أي زيادة على الأجر مكافأة أخرى وهي أن تكونوا من
المقربين لدينا ، وفي هذا إغراء كبير لهم على أن يبذلوا أقصى جهدهم في الانتصار
على موسى عليه السلام .
من
هداية الأيات
ثبوت
السحر وأنه فن من فنون المعرفة وإن كان تعلمه وتعليمه محرمين .
إعطاء
المكافأة للفائزين في المباراة وغيرها ومن ذلك السباق في الإسلام .
الأيات من 43 : 49
{
ما يأفكون } : أي ما يقلبونه بتمويههم من أن حبالهم وعصيهم حيات تسعى .
{
من خلاف } : أي يد كل واحد اليمنى ورجله اليسرى .
{
ولأصلبنكم أجمعين } : أي أشدنكم بعد قطع أيديكم وأرجلكم من خلاف على الأخشاب .
من
هداية الأيات
لم
يبادر موسى بإلقاء عصاه أولاً لأن المسألة مسألة علم لا مسألة حرب ففي الحرب تنفع
المبادرة بافتكاك زمام المعركة ، وأما في العلم فيحسن تقديم الخصم ، فإذا أظهر ما
عنده كر عليه بالحجج والبراهين فأبطله وظهر الحق وانتصر على الباطل ، هذا الأسلوب
الذي اتبع موسى بإلهام من ربه تعالى .
مظهر
من مظاهر الهداية الإلهية هداية السحرة إذ هم فى أول النهار سحرة كفرة وفي آخره
مؤمنون بررة .
ما
سلكه فرعون مع السحرة كله من باب المناورات السياسية الفاشلة .
الأيات من 50 : 60
{
لشرذمة } : أي طائفة من الناس .
{
ومقام كريم } : أي مجلس حسن كان للأمراء والوزراء .
{
كذلك } : أي كان إخراجنا كذلك أي على تلك الصورة .
{
مشرقين } : أي وقت شروق الشمس .
من
هداية الأيات
قوة
الإيمان مصدر شجاعة خارقة للعادة بحيث يفرح المؤمن بالموت لأنه يوصله إلى ربه .
الأيات من 61 : 68
{
فلما تراءى الجمعان } : أي رأى بعضهما بعضاً لتقاربهما والجمعان جمع بني إسرائيل
وجمع فرعون .
{
فانفلق } : انشق .
{
فكان كل فرق كالطود } : أي شقٍّ أي الجزء المنفرق والطود : الجبل .
{
وأزلفنا ثم الآخرين } : أي قربنا هنا لك الآخرين أي فرعون وجنده .
{
وإن ربك لهو العزيز الرحيم } أي وإن ربك يا محمد لهو الغالب على أمره الذي لا
يمانع في شيء يريده ولا يحال بين مراده الرحيم بعباده فاصبر على دعوته وتوكل عليه فإنه
ناصرك ومذل أعدائك .
الأيات من 69 : 93
{
لأبيه وقومه } : أي آزر والبابليين .
{
فنظل لها عاكفين } : أي فنقيم أكثر النهار عاكفين على عبادتها .
من
هداية الأيات
بيان
أن العكوف على الأضرحة والتمرغ في تربتها وطلب الشفاء منها شرك .
بيان
الاسلوب الحكيم في الدعوة إلى الله تعالى من طريق السؤال والجواب .
{
واجعل لي لسان صدق في الآخرين } : أي اجعل لي ذكراً حسناً أذكر به فيمن يأتي بعدي
{ واغفر لأبي } : كان هذا منه قبل أن يتبين له أنه عدو لله .
{
بقلب سليم } : أي من الشرك والنفاق .
{
وأزلفت الجنة } : أي أدنيت وقربت للمتقين .
{
وبرزت الجحيم للغاوين } : أي أظهرت وجليت للغاوين .
{
هل ينصروكم } : أي بِدَفْع العذاب عنكم .
الأيات من 94 : 104
{
فكبكبوا فيها } : أي ألقوا على وجوههم في جهنم ودحرجوا فيها حتى انتهوا إلى قعرها
.
{
والغاوون } : جمع غاوٍ وهو الفاسد القلب المدنس الروح من الشرك والمعاصي .
{
ولا صديق حميم } : أي يهمه أمرنا وتنفعنا صداقته نحتمى به من أن نعذب .
الأيات من 105 : 114
{
أخوهم نوح } : أي في النسب .
بيان
أن من كذب رسولاً فكأنما كذب كل الرسل وذلك باعتبار أن دعوتهم واحد وهي أن
يُعْبَدَ الله وحده بما شرع للناس من عبادات تطهرهم وتزكيهم .
إثبات
أخوة النسب ، ولا تعارض بينهما وبين أخوة الدين .
لا
يجوز طرد الفقراء من مجالس العلم ليجلس مجالسهم الأغنياء وأهل الجَاه .
الأيات من 115 : 122
{
فافتح بيني وبينهم فتحاً } : أي أحكم بيني وبينهم حكماً بأن تهلكهم وتنجيني ومن
معي من المؤمنين .
{
في الفلك المشحون } : أي المملوء بالركاب وأزواج المخلوقات الأخرى .
الأيات
من 123 : 131
{
كذبت عاد } : عاد اسم أبي القبيلة وسميت القبيلة به .
{
أخوهم هود } : أخوهم في النسب .
{
أتبنون بكل ريع } : أي مكان عال مرتفع .
{
آية } : أي قصراً مشيداً عالياً مرتفعاً .
{
وتتخذون مصانع } : أي حصوناً منيعة وقصوراً رفيعة .
{
لعلكم تخلدون } : أي لأنكم تأملون الخلود في الأرض وترجونه .
{
وإذا بطشتم } : أي أخذتم أحداً سطوتم عليه بعنف وشدة .
الأيات
من 132 : 140
{
بأنعام } : هي الإِبل والبقرة والغنم .
{
إن هذا إلا خلق الأولين } : أي ما هذا الذي تعظنا فيه من البناء وغيره إلا دأب
وعادة الأولين فنحن على طريقتهم ، وما نحن بمعذبين .
من
هداية الأيات
بيان
سنة الناس في التقليد واتباع آبائهم وإن كانوا ضلالاً جاهلين .
تقرير
التوحيد والنبوة البعث إذ هو المقصود من هذا القصص .
الأيات من 141 : 152
{
فيما ها هنا آمنين } : أي من الخيرات والنعم غير خائفين من أحد .
{
طالعها هضيم } : أي طلع النخلة لين ناعم ما دام في كُفرَّاهُ أي غطاؤه الذي عليه .
{
وتنحتون من الجبال بيوتاً } : أي تنْجُرون بآلات النحت الصخور في الجبل وتتخذون
منها بيوتاً .
{
فرهين } : أي حذقين من جهة وبطرين متكبرين مغترين بصنيعكم من جهة أخرى .
الأيات من 153 : 159
{
إنما أنت من المسحرين } : الذين سحروا وبُولغ في سحرهم حتى غلب عقولهم .
{
لها شرب ولكم شرب يوم معلوم } : أي لها يوم تشرب فيه من العين ولكم يوم آخر معلوم
.
{
فعقروها } أي فكذبوه وعصوه وعقروها بأن ضربوها في يديها ورجلها فبركت وقتلوها .
فلما عقروها قال لهم صالح { تمتعوا ي داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب }
فأصبحوا بذلك نادمين ففي صبيحة اليوم الثالث أخذتهم الصيحة مع شروق الشمس فاهلكوا أجمعين
ونجى الله تعالى صالحاً ومن معه من المؤمنين.
الأيات من 160 :166
{
قوم لوط } : هم سكان مدن سدوم وعمورية وقرى أخرى ولوط هو نبي الله لوط بن هاران
ابن أخى إبراهيم .
{
أخوهم لوط } : هذه أخوة بلد وسكنى لا أخوة نسب ولا دين .
{
كذبت قوم لوط المرسلين } أي كذبوا لوطاً الرسول وتكذيبه يعتبر تكذيباً لكافة الرسل
لأن دعوة الله واحدة كذبوه لما دعاهم إلى عبادة الله تعالى وحده وترك الفواحش
والظلم الشر والفساد إذ قال لهم أخوه لوط هذه أخوة الوطن لا غير إذ لوط بابلي
الموطن ودينه الإِسلام وأبوه هاران أخو إبراهيم عليه السلام ، وإنما لما أرسل لوط
إلى أهل هذه البلاد وسكن معهم قيل لهم أخوهم بحكم المعاشرة والمواطنة الحاصلة.
من
هداية الأيات
جواز
إطلاق أخوة الوطن دون الدين والنسب .
أكبر
فاحشة وقعت في الأرض هي فاحشة اللواط . والعياذ بالله تعالى .
الأيات من 167 : 175
{
لعملكم من القالين } : أي المبغضين له البغض الشديد .
{
إلا عجوزاً في الغابرين } : أي فإنا لم ننجها إذ حكمنا بإهلاكها مع الظالمين
فرتكناها معهم حتى هَلَكَتْ بينهم لأنها كانت كافرة وراضية بعمل القوم .
{
فساء مطر المنذرين } : أي فقبح مطر المنذرين ولم يمتثلوا فما كفوا عن الشر الفساد
.
{
فنجيناه وأهله } وهم امرأته المسلمة وابنتاه المسلمتان طبعاً إلا عجوزاً وهي
امرأته الكافرة المتواطئة مع الظلمة الراضية بالفعلة الشنعاء كانت في جملة
الغابرين أي المتروكين بعد خروج لوط من البلاد لتهلك مع الهالكين.
{
وأمطرنا عليهم مطراً فساء مطر المنذرين } إنه بعد قلب البلاد سافلها على عاليها
أمطر عليهم مطر حجارة من السماء لتصيب من كان خارج المدن المأفوكة المقلوبة .
من
هداية الأيات
التهديد
بالنفي سنة بشرية قديمة .
توقع
العذاب إذا انتشر الشر وعظم الظلم والفساد .
الآيات
مهما كانت عظيمة لا تستلزم الإيمان والطاعة .
من
لم يسبق له الإِيمان لا يؤمن ولو جلب عليه كل آية .
الأيات من 176 : 184
{
أصحاب الأيكة } : أي الغيضة وهي الشجرة الملتف .
هذه
بداية قصص شعيب عليه السلام مع أصحاب الأيكة والأيكة الشجرة الملتف كشجر الدوم
وهذه الغيضة قريبة من مدينة شعيب وأرسل لهما معاً وفي سورة هود { وإلى مدين أخاهم
شعيباً } لأنه منهم ومن مدينتهم فقيل له أخوهم ، وأما أصحاب الأيكة جماعة من بادية
مدين كانت لهم أيكة من الشجرة يعبدونها تحت أي عنوان كعبدة الأشجار والأحجار في كل
زمان ومكان
{
بالقسطاس المستقيم } : أي الميزان السوي المعتدل .
{
ولا تعثوا في الأرض مفسدين } : أي بالقتل والسلب والنهب .
{
والجبلة الأولين } : أي والخليقة أي الناس من قبلكم .
الأيات من 185 : 191
{
فأسقط علينا كسفاً } : أي قطعاً من السماء تهلكنا بها إن كنت من الصادقين فيما
تقول .
{
عذاب يوم الظلة } : أي السحابة التي أظلتهم ثم التهبت عليهم ناراً .
{
فأخذهم عذاب يوم الظلة إنه كان عذاب يوم عظيم } فقد أنزل الله تعالى عليهم حراً
شديداً التهب منه الجوّ أو كاد فلجأ وإلى المنازل والكهوف والسراديب تحت الأرض فلم
تغن عنهم شيئاً ، ثم اتفعت في سماء بلادهم سحابة فذهب إليها بعضهم فوجدها روحاً
وبرداً وطيباً فنادى الناس أن هلموا فجاءوا فلما اجتمعوا تحتها كلهم انقلبت ناراً
فأحرقتهم ورجفت بهم من تحتهم فهلكوا عن آخرهم .
من
هداية الأيات
هذا
آخر سبع قصص ذكرت بإيجاز تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم وتهديداً للمشركين المكذبين
.
المطالبة
بالآيات تكاد تكون سنة مطردة ، وقل من يؤمن عليها .
تقرير
التوحيد والنبوة والبعث وهي ثمرة كل قصة تقص في هذا القرآن العظيم .
الأيات من 192 : 201
{
وإنه لفي زبر الأولين } : أي كتب الأولين ، واحد الزبر : زبرة وكصفحة وصحف .
{
على بعض الأعجمين } : الأعجمي من لا يقدر على التكلم بالعربية .
{
كذلك سلكناه } : أي التكذيب في قلوب المجرمين من كفار مكة .
{
أو لم يكن لهم } أي لكفار قريش { آية } أي علامة على أن القرآن وحي الله وكتابه
وأن محمداً عبد الله ورسوله { أن يعلمه علماء بنى إسرائيل } أي علم بني إسرائيل به
كعبد الله بن سلام فقد قال والله إني لأعلم أن محمداً رسول أكثر مما أعلم أن
فلاناً ولدي ، لأن ولدي في الإِمكان أن تكون أمه قد خانتني أما محمد فلا يمكن أن
يكون غير رسول الله وفيهم قال تعالى { يعرفونه كما يعرفون أبناءهم } ومن عرف
محمداً رسولاً عرف القرآن وحياً إليهاً .
{
ولو نزلناه على بعض الأعجمين } أي وبلسان عربي مبين فكان ذلك آية ، وقرأه عليهم
الأعجمي ، ما كانوا به مؤمنين . أي من أجل الأنفة والحمية إذ يقولون أعجمي
وعربي؟إذا تراكمت آثار الذنوب والجرائم على النفس حجبتها عن التوبة ومنعتها من الإِيمان
.
الأيات من 202 : 220
{
إنهم عن السمع } : أي لكلام الملائكة لمعزولون .
{
وأنذر عشيرتك الأقربين } : وهم بنو هاشم ونبو عبد المطلب .
ورد
في الصحاح عن أبي هريرة رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه {
وأنذر عشيرتك الأقربين } قال « يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله ( يعني
بالإِيمان والعمل الصالح بعد التخلي عن الشرك والمعاصي ) فإِني لا أغني من الله
شيئاً ، يا بني عبد المطلب لا أغني عنكم من الله اي من عذابه شيئاً ، يا عباس بن
عبد المطلب ، لا أغني عنك من الله شيئاً ، يا صفية عمة رسول الله لا إني عنك من
الله شيئاً ، يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا إني عنك من الله شيئاً »
.
تقرير
قاعدة البدء بالأقارب في كل شيء لأنهم ألصق بقريبهم من غيرهم .
مشروعية
لين الجانب والتواضع للمؤمنين لا سيما الحديثو عهد بالإِسلام .
الأيات من 221 : 227
{
أفاك أثيم } : أي كذاب يقلب الكذب فيكون إفكاً أثيم غارق في الآثام .
{
في كل واد } : أي من أودية الكلام وفنونه .
{
يهيمون } : أي يمضون في كل شعب وواد من الكلا ممدحاً أو ذما كان صدقاً أو كذباً .
{
يقولون مالا يفعلون } : أي يقولون فعلنا وهم لم يفعلوا .
{
وانتصروا من بعدما ظلموا } : أي قالوا الشعر انتصاراً للحق بأن ردوا على من هجا
المسلمين .
{
والشعراء يتبعهم الغاوون } أي أهل الغواية والضلال هم الذين يتبعون الشعراء فيروون
لهم وينقلون عنهم : ويصدقونهم فيما يقولون . والدليل على ذلك { أنهم } أي الشعراء
{ في كل واد } من أودية الكلام وفنونه { يهيمون } على وجوههم ماضين في قولهم
فيمدحون ويذمون ، يهجون ، ويفخرون ، ويدعون أنهم فعلوا كذا وكذا وما فعلوا فهل
محمد صلى الله عليه وسلم الذي اتهمتموه بأنه شاعر وما يقوله من جنس الشعر أتباعه
غاوون انظروا إليهم واسألوا عنهم فإنهم أهدى الناس وأبرهم فعلاً وأصدقهم حديثاً
وأبعدهم عن الريبة ، فلو كان محمد شاعراً لكان أتباعه الغوين فبذا بطلت الدعوى من
أساسها .
{
إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً وانتصروا من بعدما ظلموا }
إنه لما ذم الشعراء ، استثنى منهم أمثال : عبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت ممن
آمنوا وعملوا الصالحات وانتصروا يردون هجاء المشركين لرسول الله صلى الله عليه
وسلم وينافحون عن الإِسلام وأهله بشعرهم الصادق النقي الطاهر الوفي .
بيان
أن الشعراء المبطلين أتباعهم في كل زمان ومكان الغاوون الضالون .
جواز
نظم الشعر وقوله في تقرير علم أو تسجيل حكمة ، أو انتصار للإِسلام والمسلمين .
Comments