نظرة سريعة فى
تفسير سورة يونس من أيسر التفاسير للشيخ أبى بكر الجزائرى
(1) الحكيم : المحكم من الباطل لا يدخله .
(2) ثم أستوى على العرش : أى إستوى إستواء
يليق به عزوجل فلا يقال كيف .
(4) ليجزى الذين أمنوا وعملوا الصالحات
بالقسط : أى بالعدل ، وفى هذا بيان لعلة الحياة بعد الموت إذ هذه الدار دار عمل
والأخرة دار جزاء على هذا العمل ، لذا كان البعث واجباً حتماً لابد منه ولا معنى
لإنكاره لأن القادر على البدء قادر بالأحرى على الإعادة .
(5) ضياء : نور ساطع يضئ للرائى الأشياء
وهو أسم مشتق من الضوء فالضياء أقوى من الضوء .
(5) يفصل الأيات : أى هذا التفصيل المُشاهد
فى سياق الأيات .
لقوم يتقون : خص أهل التقوى بالأيات فيما
ذكر من مظاهر خلقه وقدرته لأنهم هم الذين حقاً يبصرون ذلك ويشاهدونه لصفاء أرواحهم
وطهارة قلوبهم ونفوسهم ، أما أهل الشرك والمعاصى فهم فى ظلمة لا يشاهدون معها
شيئاً والعياذ بالله .
(9) يهديهم ربهم بإيمانهم : أى بأن يجعل
لهم بإيمانهم نوراً يهتدى به إلى الجنة ، وقال مجاهد يهديهم ربهم أى بالنور على
الصراط إلى الجنة بأن يجعل لهم نوراً يمشون فيه ، والشاهد الأية فى سورة الحديد .
(10) نعيم الجنة روحانى وجسمانى ، فالجسمانى يحصلون عليه بقولهم (سبحانك اللهم) فإذا قال أحدهم سبحانك اللهم حضر لديه كل مشتهى له ، والروحانى يحصلون عليه بسلام الله تعالى وملائكته (وتحيتهم فيها سلام)
(10) نعيم الجنة روحانى وجسمانى ، فالجسمانى يحصلون عليه بقولهم (سبحانك اللهم) فإذا قال أحدهم سبحانك اللهم حضر لديه كل مشتهى له ، والروحانى يحصلون عليه بسلام الله تعالى وملائكته (وتحيتهم فيها سلام)
(11) الشر : كل ما فيه ضرر فى العقل أو
الجسم أو المال أو الولد وكذلك الضر ، والخير عكسه وكذلك النفع . وفُسّر الشر
بالعقوبة إذ الشر كل ما يحلق الضرر بالإنسان عاجلاً أو أجلاً ، والعقوبة كلها شر
إذ هى عذاب وإنتقام ينزل بصاحبه .
(12) كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون :
أى كما أن الإنسان الكافر سرعان ما نسى ربه الذى دعاه ففرج ما به كذلك حال
المسرفين فى الظلم والشر فإنهم يرون ما هم عليه هو العدل والخير ولذا يستمرون فى
ظلمهم وشرهم وفسادهم .
(15) أئت بقرءان غير هذا أو بدله : أى بأن
يكون خالياً من عيب الألهة التى يعبدونها وإنتقاصها ، هكذا يطلب المشركون من رسول
الله ، أو أن يبقه ولكن يبدل كلماته بما لا يسوؤهم ، وقال مجاهد : إن المطالبين
بهذا خمسة أنفار : عبد الله بن أبى والوليد بن المغيرة ومكرز بن حفص وعمرو بن عبد
الله بن أبى قبيس والعاص بن عمرو قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم أئت بقرءان غير
هذا ليس فيه ترك عبادة الأصنام واللات والعزى ومناة وهبل وليس فيه عيبها .
(16) فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون
: كون النبى صلى الله عليه وسلم عاش أربعين سنة ولم يعرف فيها علماً ولا معرفة ثم
برز فى شئ من العلوم والمعارف فتفوق وفاق كل أحد دليل على أنه نبى يوحى إليه قطعاً
.
(17) فمن أظلم ممن أفترى على الله كذباً :
لا أحد أظلم من رجلين رجل يكذب على الله تعالى ورجل يُكذّب الله تعالى .
(19) الشر والشرك هما اللذان يحدثان
الخلاف فى الأمة والتفرق فيها ، أما التوحيد والخير فلا يترتب عليه خلاف ولا حرب
ولا فرقة .
(20) فانتظروا إنى معكم من المنتظرين : فى
هذه الجملة تعريض بتهديدهم على جراءتهم على الله ومطالبتهم بالأيات ، والأيات
القرأنية معرضون عنها وهى أعظم مما يطلبون .
(22) هو الذى يسيركم فى البر والبحر : قرأ
بن عامر يسيركم : ينشركم أى يبثكم ويفرقكم ، والفلك يطلق على الواحد والجمع
والمذكر والمؤنث .
(23) متاع الحياة الدنيا : المتاع ما
يُتمتع به إنتفاعاً غير دائم .
(24) فى الأية بيان للصورة الحقيقة للحياة
الدنيا وسرعة زوالها وإنقضائها .
(29) للذين أحسنوا الحسنى وزيادة : القول
بأن الزيادة هى النظر إلى وجه الله الكريم عزوجل هو قول أنس بن مالك وأبى بكر وعلى
وحذيفة وبن عباس وعامة الصحابة ، وروى مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : إذا
دخل أهل الجنة الجنة قال الله تبارك وتعالى : تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون : ألم
تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال : فيكشف الحجاب فما أعطوا
شيئاً أجب إليهم من النظر إلى ربهم عزوجل .
(27) الرهق : الغشيان ، والقتر : الغبرة
من الكأبة والحزن .
(30) هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت : أى
تختبر ما قدمت فى دنياها وتعرفه هل هو ضار بها أو نافع لها ، ففى عرصات القيامة
تعلم كل نفس أحضرت وما قدمت وما أخرت وتبلو ما أسلفت فتعرف وأنى لها أن تنتفع بما
تعرف ؟
(30) وضل عنهم ما كانوا يفترون : ضل بمعنى
ضاع وغاب ولم يجدوه ولم ينتفعوا به ، فما كانوا يختلقونه من ألهة باطلة وما كانوا
يقدمونه لها من أنواع العبادات قد ضاع عنهم فلم يروه .
(32) فأنى تُصرفون : أى كيف تُصرفون عن الحق بعد معرفته والحق لا إله إلا الله ، إنه أمر يدعو إلى الإستغراب والعجب .
(32) فأنى تُصرفون : أى كيف تُصرفون عن الحق بعد معرفته والحق لا إله إلا الله ، إنه أمر يدعو إلى الإستغراب والعجب .
(33) كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا
أنهم لا يؤمنون : أى مثل ذلك العرض الذى يُعرضه المشركون عن الحق بعد معرفته إلى
الضلال ، أى كما حق ذلك حقت كلمة ربك وهى أن الله لا يهدى القوم الفاسقين فهم لا
يهتدون ، وذلك أن العبد إذا توغل فى الشر والفساد بالإدمان والإستمرار عليه حداً
لا يتأتى الرجوع منه والخروج بحال فهلك على فسقه لتحق عليه كلمة العذاب .
(36) إن الظن لا يغنى من الحق شيئاً :
الظن يُطلق على مراتب الإدراك ، فيُطلق على الإعتقاد الجازم الذى لا شك فيه كقوله
تعالى (إنى ظننت أنى ملامق حسابيه) ويُطلق على الإعتقاد المشكوك فيه كقول قوم نوح
لنوح (وإنا لنظنك من الكاذبين) ويُطلق على الإعتقاد المُخطئ كقوله تعالى (إن بعض
الظن إثم) وحديث (فإن الظن أكذب الحديث)
(39) بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه : هذا
الكلام الألهى يحتمل معنيين صحيحين : الأول أنهم كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه من
وعيد الله تعالى لهم بالعذاب ، ولم يأتهم بعد ما يؤول إليه الوعيد إذ لو رأوا
العذاب ما كذبوا ، والثانى : المراد بما لم يحيطوا بعلمه : القرءان الكريم ، فهم
لم يتدبروه ولم يفهموا ما يدعوا إليه وكذبوا عن جهل مع العناد والمكابرة .
(51) أثم إذا ما وقع أمنتم به : الهمزة للإستفهام
وقُدّمت على ثم العاطفة (أى أداة العطف ثم) لأن لها حق الصدارة ، أثم إذا وقع :
والمستفهم عنه هو حصول الإيمان فى وقت وقوع العذاب وهو غير نافع لصاحبه .
(49) من هداية الأية الكريمة : الآجال معدودة لا تتقدم ولا تتأخر فلذا لا معنى للجبن من العبد .
(49) من هداية الأية الكريمة : الآجال معدودة لا تتقدم ولا تتأخر فلذا لا معنى للجبن من العبد .
(53) إى وربى : إى كلمة تحقيق وإيجاب
وتأكيد بمعنى نعم ، وربى قسم جوابه : إنه الحق .
(54) وأسروا الندامة لما رأوا العذاب : أى
أخفوها فى صدورهم ولم ينطقوا بها وهى ندمهم الشديد على عدم إيمانهم وإتباعهم
للرسول صلى الله عليه وسلم ، وإسرارهم الندامة كان عند معاينة العذاب ، وقبل
الدخول فيه ، والندامة : الحسرة على وقوع مكروه أو فوات محبوب .
(55) ألا : إلا كلمة إستفتاح وتنبيه يؤتى
بها فى أول الكلام معناها : أنتبهوا لما أقول لكم .
(58) قل بفضل الله وبرحمته : قال أبو سعيد
الخدرى وابن عباس : فضل الله : القرءان ، ورحمته : الإسلام ، وصحّت الإشارة بذلك
إلى الأثنيين لأن العرب تشير بذلك إلى المفرد والمثنى والجمع .
(59) قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق
فجعلتم منه حراماً وحلالاً : الخطاب لمشركى قريش ، والسياق فى الأيات لتقرير الوحى
وإلزام المنكرين له من المشركين بالدليل العقلى . قال الله تعالى لرسوله : قل
لهؤلاء المشركين : أرأيتم ما أنزل الله كم من رزق : أى أخبرونى عما خلق الله لكم
من نبات وطعام وحرث فجعلتم منه حراماً كالبحيرة والسائبة والثياب التى تُحرّمون
الطواف بها والحرث الذى جعلتموه لألهتكم ، حلالاً كالميتة التى تستبيحونها ( أالله
أذن لكم ) فى هذا التشريع بوحى منه أم (على الله تفترون) فإن قلتم أذن لنا بوحى
فلم تنكرون الوحى وتكذبونه ، وإن قلتم لا وحى لنا ولكننا نكذب على الله فموقفكم
إذاً شر موقف إذ تفترون على الله الكذب .
(61) شأن : والجمع شؤون ، والشأن هو الخطب
والأمر الهام ، والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم والأمة معه ، وقدم الرسول صلى
الله عليه وسلم لعلو شأنه .
(61) تُفيضون : الإفاضة فى العمل : الشروع
والدخول فيه .
(62) ألا إداة إستفتاح وتنبيه .
(63) الذين أمنوا وكانوا يتقون : الأية
مستأنفة إستئنافاً بيانياً : أى كأنما سائل قال : من هم أولياء الله ؟ فأُجيب :
الذين أمنوا وكانوا يتقون .
(64) لهم البشرى : أى لهم بشرى ربهم فى
كتابه برضوانه ودخول الجنة ، ولهم البشرى بذلك عند الإحتضار تبشرهم الملائكة عند
الإحتضار برضوان الله وجنته ، وفى الأخرة عند قيامهم من قبورهم تتلقاهم الملائكة
بالبشرى وقوله تعالى : لا تبديل لكلمات الله : هو تأكيد لما بشّرهم ، إذ تلك
البشرى كانت بكلمات الله وكلمات الله لا تتبدل فوعد الله إذاً لا يتخلف .
(66) إن هم إلا يخرصون : أى يتقولون
ويكذبون ، فما يُعبد من دون الله لم يُقم عليه عابدوه أى دليل ولا يملكون له حجة ،
وإنما هم مُقلدون يتبعون الظنون والأوهام .
(68) سلطان : حجة وبرهان ، وفى هذه الأية
أقام الله الحجة على المشركين ببطلان قولهم بأن الله أتخذ ولد ، وذلك لأن الله هو
الغنى الغنى الذاتى الذى لا يفتقر معه إلى غيره فكيف إذا يحتاج إلى ولد أو بنت
فيستغنى به وهو الغنى الحميد ، وبرهان أخر على غناه أن له ما فى السموات والأرض
الجميع خلقه وملكه فهل يُعقل أن يتخذ السيد المالك عبداً من عبيده ولدا له ، وحجة
أخرى : هل لدى الزاعمين بأن لله ولد حجة تُثبت ذلك والجواب لا ، لا . ونلاحظ
إستخدام أداة ما لتفيد شمولية الملك ، لأن من يأمل فى الولد يأمل الغنى من وراءه ،
أما الله فله كل شئ لذا جاءت الأداة ما ، وجاءت الأداة من فى الأية 66 للعاقل لأن
الأية تتحدث عن إتخاذ العباد شركاء لله ، والله يقرر أن له من فى السموات ومن فى
الأرض فأين هذا الشريك الذين يدعونه . ومن هداية الأيات أن كل دعوة لا يقيم لها
صاحبها برهاناً قاطعاً وحجة واضحة فلا قيمة لها ولا يُحفل بها .
(71) ثم لا يكن أمركم عليكم غمة : أى
خفياً ملتبساً عليكم فيجعلكم تترددون لإنفاذ ما عزتم عليه . ثم أقضوا إلى : أى
أنفذوا ما حكمتم به على من قتلى أو نفى إن أردتم ذلك ، ومن هداية الأية أن ثمرة
التوكل الذى نراه متمثلاً فى نوح فى الأية الكريمة هو شجاعة وإطمئنان نفس وصبر
وتحمل مع مضاء عزيمة .
(74) كذلك نطبع على قلوب المعتدين : الطبع
على القلب عبارة عن تراكم الذنوب عليه حتى لا يجد الإيمان إليه طريقاً ، والمعتدين
الذين تجاوزا الحد فى الظلم والإعتداء على حدود الشرع .
(77) فى الأية إستدلال من موسى على بطلان
قوم فرعون بكونه أنتصر عليهم فأفلح فيهم وفاز عليهم فقال (أسحر هذا ولا يُفلح
الساحرون) فلو كان ما جئت به سحراً فكيف أفلحت فى إبطال سحركم وهزيمة سحرتكم .
(78) لمّا غلب موسى فرعون وملائه بالحجة أتهم
فرعونُ موسى وأخاه هارون بأنهما سياسيان يريدان الملك والسيادة على البلاد لا هم
لهما إلا ذلك ، وكذب فرعون وهو من الكاذبين .
(81) قال بن عباس رضى الله عنه : من أخذ
مضجعه من الليل ثم تلا هذه الأية : ما جئتم به السحر إن الله سيُبطله إن الله لا
يصلح عمل المفسدين، لم يضره كيد ساحر .
(87) تبوءا : أى أتخذوا لقومكما بمصر
بيوتاً تبوؤن إليها وترجعون ، وقيل المراد بمصر هنا مدينة الأسكندرية ، ومن هداية
الأية : إتخاذ المساجد فى المنازل للصلاة فيها عند الخوف .
(88) ربنا أطمس على أموالهم : أى أذهب أثرها بمسحها وجعلها غير صالحة للإنتفاع ، وأشدد على قلوبهم : أى أربط عليها حتى لا يدخلها إيمان ليهلكوا وهم كافرون ، وقد أستشكل العلماء وجه دعاء موسى على فرعون وقومه بالهلاك ، إذ المفروض أن يدعو لهم بالهداية ، وأُجيب على هذا بأن موسى قد علم بإعلام الله تعالى له أنه لا يؤمنون فلذا دعا عليهم ، كما أعلم الله تعالى نوحاً بعدم إيمان قومه فلذا دعا عليهم إذ قال له ربه ( إنه لن يؤمن من قومك إلامن قد أمن) فقال (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا)
(88) ربنا أطمس على أموالهم : أى أذهب أثرها بمسحها وجعلها غير صالحة للإنتفاع ، وأشدد على قلوبهم : أى أربط عليها حتى لا يدخلها إيمان ليهلكوا وهم كافرون ، وقد أستشكل العلماء وجه دعاء موسى على فرعون وقومه بالهلاك ، إذ المفروض أن يدعو لهم بالهداية ، وأُجيب على هذا بأن موسى قد علم بإعلام الله تعالى له أنه لا يؤمنون فلذا دعا عليهم ، كما أعلم الله تعالى نوحاً بعدم إيمان قومه فلذا دعا عليهم إذ قال له ربه ( إنه لن يؤمن من قومك إلامن قد أمن) فقال (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا)
(90) وجوازنا ببنى إسرائيل البحر: أى
قطعنا بهم البحر حتى تجاوزوه ، والبحر : بحر القلزم . بغياً وعدواً : أى بغياً على
موسى وهارون وإعتداءاً عليهما ، وبغياً منصوب على الحال ، وعدواً معطوف عليه ،
وكان إتباع فرعون بنى إسرائيل بغياً وعدواً لأنه ليس له شائبة حق فى منعهم من
الخروج من بلاده إلى بلادهم .
(93) مبوء صدق : أى أنزلناهم منزلاً
صالحاً طيباً مرضياً وهو بلاد فلسطين من أرض الشام . حتى جاءهم العلم : وهو
معرفتهم أن محمد صلى الله عليه وسلم هو النبى المنتظر وأنه المنجى . إن ربك يقضى
بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون : مثال الإختلاف الذى لا يؤدى إلى
الإنقسام والتعادى والتحارب : الإختلاف الفقهى بين الأئمة الأربعة ، ومثال
الإختلاف المفضى إلى التعادى والتحارب : الخلاف بين أهل السنة والفرق الضالة من
الخوارج والروافض وأمثالها .
(94) فإن كنت فى شك : إن الله يوجه الخطاب
إلى رسوله وأحب الخلق إليه ليكون من باب أولى ألف مرة ومرة ، وإلا فالرسول لا يشك
ولا يسأل ، وكيف يشك ويسأل وهو يتلقى الوحى من ربه ؟ وقد قال وقت نزول الأية : لا
أشك ولا أسأل . وهذا من باب : إياك أعنى وأسمعى يا جارة . والممترين : الشاكين .
(98) فلولا : أداة تحضيض بمعنى هلا وفيها
من التوبيخ والنفى . ولولا حرف الأصل فيها للتحضيض وهو طلب الفعل بحث ، ولكن إذا
دخلت على ماض لم تصبح للتحضيض قطعاً بل للتغليظ والتنديم والتوبيخ ، وهى هنا
لتغليظ أهل مكة وتوبيخهم وتنديمهم على إصرارهم على الكفر وعدم توبتهم كما تاب قوم
يونس حتى ينجوا من العذاب كما نجوا .
(102) فانتظروا : الجملة مستأنفة
إستئنافاً بيانياً لأنها واقعة موقع جواب سؤال تقديره : نحن أولاء منتظرون ، وأنت
ماذا تفعل؟
Comments