مختصر تفسير سورة هود من أيسر التفاسير للشيخ أبى بكر الجزائرى
(1) أحكمت : أى نُظمت نظاماً متقناً ورصفت
ترصيفاً لا خلل فيه ، فصلت : أى ببيان الأحكام ، والإحكام أصله إتقان الصنعة مشتق
من الحكمة التى هى وضع الشئ فى موضعه ، فإحكام الأيات : سلامتها من الإخلال التى
تعرض لنوعها كمخالفة الواقع والخلل فى اللفظ والمعنى .
(5) يثنون صدروهم : أى يطأطئون رءوسهم
ووجوهم حتى لا يراهم الله فى نظرهم الباطل ، ورُوى عن بن عباس رضى الله عنهما أن
قال : يخفون ما فى صدورهم من الشحناء والعداوة ويُظهرون خلافه ، ونزلت فى الأخنس
بن شريق وكان رجلاً حلو الكلام حلو المنطق يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما
يحب وينطوى له بقلبه على ما يسوء ، وقيل نزلت فى بعض المنافقين كان أحدهم إذا مر
به الرسول صلى الله عليه وسلم ثنى صدره وظهره وطأطأ رأسه وغطى وجهه كى لا يراه
الرسول صلى الله عليه وسلم فيدعوه إلى الإيمان .
(6) مستقرها : أى مكان إستقرارها من الأرض
، ومستودعها : أى مكان إستيداعها قبل إستقرارها كأصلاب الرجال وأرحام النساء .
(7) وكان عرشه على الماء : أى خلق العرش
قبل خلق السموات والأرض ، والعرش سرير الملك ومنه يتم تدبير كل شئ فى هذه الحياة
وقوله على الماء : إذ لم يكن أرض ولا سماء فلم يكن إلا الماء كالهواء .
(8) إلى أمة معدودة : أى إلى أجل معدود
وحين معلوم ، فالأمة هنا المدة ولفظ الأمة يُطلق على معان متعددة .
(9) ولئن أذقنا الإنسان : الإنسان هنا أسم
جنس يشمل كل إنسان كافر ، وإن قيل إن الأية فى كافر معين وهو الوليد بن المغيرة
فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
(12) فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق
به صدرك : فلعلك للإستفهام الإنكارى : أى لا يقع منك ترك ولا يضيق صدرك . وضائق به
صدرك : أى بتلاوته عليهم كراهية أن يقولوا كذا وكذا .
(13) أم يقولون أفتراه : أى بل يقولون
أفتراه ، وافتراه أى قاله من نفسه بدون ما أوحى إليه . فأتوا بعشر سور مثله
مفتريات : فى هذه الأية تحدى الله تعالى منكرى النبوة والتوحيد بالإتيان بعشر سور
من مثل القرءان فعجزوا وقامت عليهم الحجة وثبت أن القرءان كلام الله ووحيه وأن
محمداً عبده ورسوله وأن الله لا إله إلا هو .
(17) ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده:
روى مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : والذى نفسى بيده لا يسمع به أحد من
هذه الأمة يهودى ولا نصرانى ولا يؤمن بالذى أرسلت به إلا كان من أهل النار . وأظهر
الأحزاب المشركين واليهود والنصارى والصابئة والمجوس .
(15) نوف إليهم أعمالهم فيها : لفظ
أعمالهم يشمل الأعمال الخيرية والأعمال الدنيوية ، فالأعمال الخيرية كصلة الرحم ،
وقرى الضيف ، والإحسان إلى الفقراء والمساكين ، فهذه لا يُحرمها الكافر بل يجد
جزاءها فى الدنيا : بركة فى ماله وولده وحياته ، وأما الأعمال الدنيوية كالصناعة
والزراعة والتجارة فهذه يوفى قدر جهده فيها ، فبقدر ما يبذل من طاقة يحصل له من
الكسب والربح والإنتاج ، فكفره لا يمنع نتاج عمله بقدر ما يبذل منه .
(16) وحبط ما صنعوا : فأعمال الكفار فى
الدنيا خيرية كانت أو دنيوية تذهب فى الدار الأخرة هباءاً كقوله تعالى (وقدمنا إلى
ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثوراً)
(17) أفمن كان على بينة من ربه : بما أوحى
إليه من القرءان وما حوى من أدلة وبراهين على توحيد الله ونبوة رسوله وعلى المعاد
الأخر . وقد أُختلف فى عودة الضمائر فى هذه الأية إختلافاً كثيراً وقد أخترنا فى
التفسير عودها إلى النبى صلى الله عليه وسلم ، ولا مانع من عودها على كل مؤمن صادق
الإيمان ، بقرينة الخير هو قوله تعالى (أولئك يؤمنون به) وهم الفريق الذين أسلموا
لما شاهدوا الحجج والبراهين ، وقوله تعالى : ويتلوه شاهدٌ منه : أى ويتبع ذلك
الدليل دليل أخر وهو لسان الصدق الذى ينطق به وكمالاته الخلقية والروحية حيث نظر
إليه أعرابى فقال : والله ما هو بوجه كذّاب ، ودليل ثالث فى قوله تعالى : ومن قبله
كتاب موسى : أى التوراة حيث حمل نعوت الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته ونعوت أمته
وصفاتها فى غير موضع منه . وقوله تعالى : إنه الحق من ربك : أى أن القرءان هو الحق
الثابت من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون وإن ظهرت الأدلة ولاحت الأعلام وقويت
البراهين ، وجملة : إنه الحق من ربك ، مستأنفة مؤكدة لجملة : فلا تك فى مرية منه .
(18) ومن أظلم ممن أفترى على الله كذباً :
أى لا أحد ، فالإستفهام للنفى ، والأشهاد
: جمع شاهد وهم هنا الملائكة ، ومن الأشهاد أيضاً : الأنبياء والعلماء والمبلغون
لدعوة الله .
(19) سبيل الله : أى الإسلام
(22) لا جرم : أى حقاً وصدقاً .
(23) وأخبتوا إلى ربهم : أى تطامنوا أو
خشعوا لربهم بطاعته وخشيته .
(27) أراذلنا : جمع أرذل وهو الأكثر خسة
ودناءة .
(28) أنلزمكموها : أى أجبركم على قبولها
(وأنتم لها كارهون) والحال أنكم كارهون لها والكاره للشئ لايكاد يراه أو يسمعه ،
وقال قتاده : والله لو أستطاع نبى الله نوح لألزمها قومه ، ولكنه لم يملك ذلك .
(31) إنى إذاً لمن الظالمين : أى إنى إذا
قلت للمؤمنين من الضعفاء لن يؤتيكم الله خيراً كنت بعد ذلك من الظالمين الذين
يعتدون على الناس بهضمهم حقوقهم وإمتهان كرامتهم ، وفى قوله : من الظالمين تعريضه
بقومه ، فوصفهم بالظلم من حيث لا يشعرون .
(32) جادلتنا فأكثرت جدالنا : أى خاصمتنا
فأكثرت خصومتنا وبالغت فيها ، والجدل فى لغة العرب المبالغة فى الخصومة ،وهو مأخوذ
من الجدل الذى هو شدة الفتل ، وقالوا فى الصقر أجدل : أى شدته فى الطيران .
(36) وأوحى إلى نوح ... الأية : روى أن
رجلاً من قوم نوح مر بنوح وهو يحمل طفله فلما رأى الطفل نوحاً قال لأبيه : ناولنى
حجراً ، فناوله أياها فرمى بها نوحاً فأدماه فأوحى الله تعالى إلى نوح : أنه لن
يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون .
(37) وأصنع الفلك بأعيننا ووحينا : أى
وأمرناه أن يصنع الفلك أى السفينة تحت بصرنا وبتوجيهنا وتعليمنا ، إذ لم يكن يعرف
الفن ولا كيفية صنعها ، وفى الأية بيان تاريخ صنع السفن وأنها بتعليم الله لنوح
عليه السلام ، وأختلفت الأقوال فى مدة صنع السفينة ، أكثرها أنها أربعون سنة وجائز
أن تكون أكثر ، لأن عمل فرد واحد فى السفينة يتطلب وقتاً طويلاً ، أما حجمها فلا
شك أنه واسع كبير ، وقيل كانت السفينة ثلاث طبقات : السفلى للدواب والوحوش ،
والوسطى للإنس ، والعليا للطيور والله أعلم ، والحديث عن طول السفينة وعرضها
ومادتها كله من باب علم لا ينفع وجهالة لا تضر .
(40) وفار التنور : أى خرج الماء وأرتفع من
التنور وهو مكان طبخ الخبز وتلك هى علامة على بداية الطوفان . وأهلك : من زوجة
وولد كحام وسام ويافث . إلا من سبق عليه القول : كأمراته واعلة وولدة كنعان .
(44) وأستوت على الجودى : الجودى هو أحد جبال ثلاثة أكرمهم الله تعالى : الجودى بإرساء السفينة عليه ، وطور سيناء بمناجاة موسى عليه ، وحراء بتعبد النبى صلى الله عليه وسلم فيه ونزول جبريل عليه السلام فيه . والجودى جبل بالجزيرة قرب الموصل . وقد أستمر الطوفان ستة أشهر فقد بدأ من أول رجب ورست السفينة فى أول محرم .
(44) وأستوت على الجودى : الجودى هو أحد جبال ثلاثة أكرمهم الله تعالى : الجودى بإرساء السفينة عليه ، وطور سيناء بمناجاة موسى عليه ، وحراء بتعبد النبى صلى الله عليه وسلم فيه ونزول جبريل عليه السلام فيه . والجودى جبل بالجزيرة قرب الموصل . وقد أستمر الطوفان ستة أشهر فقد بدأ من أول رجب ورست السفينة فى أول محرم .
(45) إنه عمل غير صالح : قرأ بن عباس
وعروة وعكرمة ويعقوب والكسائى : عمَلَ غير صالح : أى أن أبنك عمل عمل غيرصالح
كالكفر والجحود ، وقرأ الباقون: عملُّ غير صالح : إى أبنك ذو عمل غير صالح ، وحذف
المضاف .
(50) وإلى عاد أخاهم هود : أخاهم فى النسب
، وهود من قبيلة عاد ، وعاد من ولد سام بن نوح عليه السلام ، وجائز أن تكون الأخوة
أخوة بنى أدم .
(50) مالكم من إله غيره : يصح فى غير الجر والرفع والنصب ، فالجر على اللفظ ، والرفع على الموضع ، والنصب على الإستثناء .
(50) مالكم من إله غيره : يصح فى غير الجر والرفع والنصب ، فالجر على اللفظ ، والرفع على الموضع ، والنصب على الإستثناء .
(53) يرسل السماء عليكم مدراراً : مدراراً
: أى كثير المطر المتتابع الذى يتلو بعضه بعضاً ، ويقال درت السماء تدر فهى
مدراراً ، وكان قوم هود أهل بساتين وزروع حياتهم متوقفة على المطر .
(54) إن نقول إلا أعتراك بعض ألهتنا بسوء
: أى أصابك بخبل .
(55) فكيدونى جميعاً ثم لا تنظرون : فى
قوله هذا الكلام علم من أعلام النبوة ، إذ لا يقدر فرد أن يقول لأمة بكاملها :
أفعلى بى من الشر والأذى ما تستطيعين إلا أن يكون نبياً عالماً بقدرة الله تعالى
على حفظه وحمايته ، وقد وقف هذا الموقف نوح من قبله ، ووقفه محمد بعد صلى الله
عليهم جميعاً وسلم تسليماً .
(56) وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها :
أى قاهر لها متحكم فيها يقودها حيث شاء يُنزل بها العذاب ما يشاء ، والناصية : ما
أنسدل من شعر الرأس على الجبهة ، والأخذ : الإمساك ، وهذا كناية عن التمكن والقدرة
الكاملة على التصرف فى المخلوقات .
(61) وأستعمركم فيها : أى جعلكم تعمرونها
بالعيش والسكن عليها .
(65) فعقروها : أى قتلوها بالعقر الذى هو قطع قوائمها بالسيف . تمتعوا فى داركم : أى أبقوا في دياركم تأكلون وتشربون وتتمتعون فى الحياة ثلاثة أيام . وقد عقروا الناقة يوم الأربعاء فأصبحوا يوم الخميس وهو اليوم الأول من أيام النظرة ووجوهم مصفرة ، وأصبحوا يوم الجمعة وهو اليوم الثانى من أيام التمتع ووجوهم محمرة ، وأصبحوا يوم السبت ووجوهم مسودة ، وأخذوا صباح الأحد .
(65) فعقروها : أى قتلوها بالعقر الذى هو قطع قوائمها بالسيف . تمتعوا فى داركم : أى أبقوا في دياركم تأكلون وتشربون وتتمتعون فى الحياة ثلاثة أيام . وقد عقروا الناقة يوم الأربعاء فأصبحوا يوم الخميس وهو اليوم الأول من أيام النظرة ووجوهم مصفرة ، وأصبحوا يوم الجمعة وهو اليوم الثانى من أيام التمتع ووجوهم محمرة ، وأصبحوا يوم السبت ووجوهم مسودة ، وأخذوا صباح الأحد .
(69) فما لبث : أى فما أبطأ . عجل حنيذ :
أى مشوى على الحجارة .
(70) فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم
وأوجس منهم خيفة : لأن العادة أن الضيف إذا نزل على أحد فقدم إليه طعاماً فلم يأكل
عُرف أنه ينوى شراً . ولما رأت الملائكة ذلك منه قالوا له لا تخف وبينوا له سبب
مجيئهم .
(72) شيخاً : أى كبير السن ، وكانت سنه
يومئذ مائة سنة وسنها فوق التسعين .
(75) لحليم أواه منيب : الحليم الذى لا
يعاجل بالعقوبة ، والأواه : كثير التأوه مما يُسئ ويُحزن ، منيب : سريع الإنابة
والرجوع إلى الله .
(78) يُهرعون إليه : أى مدفوعين بدافع
الشهوة يمشون فى غير إتزان .
(81) بقطع من الليل : أى بجزء وطائفة من
الليل ، وفى الأية إستحباب السير فى الليل لما فيه من البركات بقطع المسافات
البعيدة بدون تعب .
(82) جعلنا عليها سافلها : تتجلى مظاهر
قدرة الله إذ قلب أربع مدن فى ساعة فكان الأعلى أسفل والأسفل أعلى ، وقيل أن جبريل
أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط وهى خمس : سدوم وعامورا و دادوما و ضعوه و قتم فرفعها من تخوم الأرض حتى أدناها من
السماء بما فيها . وفى الأية بيان عقوبة من عمل عمل قوم لوط وهى الإرسال من أعلى
جبل ثم الرمى بالحجارة وهذا مذهب أبى حنيفة ، وعند الشافعى أن يقتل الفاعل
والمفعول به سواء أحصن أم لم يحصن، وقيل غير المحصن يُجلد ، وفى الحديث : من
وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به .
(82) سجيل : أى طين متحجر ، منضود : أى
منظم واحدة فوق أخرى بإنتظام ، ومسومة أى مُعلّمة بعلامة خاصة .
(85) ولا تبخسوا : لا تنقصوهم حقوقهم التى
هى عليكم فى الكيل والوزن وغير ذلك ، وفى الحديث : ما أظهر قوم البخس فى المكيال
والميزان إلا أبتلاهم الله بالقحط والغلاء .
(86) بقيت الله خيرٌ لكم : أى ما يتبقى لكم
بعد توفية المكيال والميزان خيرٌ لكم من الحرام الذى حُرم عليكم .
(89) لا يجرمنكم شقاقى : أى لا تكسبنكم
مخالفتى أن يحل بكم من العذاب ما حل بقوم نوح والأقوام من بعدهم . وما قوم لوط
منكم ببعيد : أى فى الزمن والمكان إذ بحيرة لوط قريبة من بلاد مدين التى هى بين
معان والأردن .
(87) إنك لأنت الحليم الرشيد : هذا القول
كقول خزنة جهنم لأبى جهل : ذق إنك أنت العزيز الكريم ، وبهذا يكون تهكم وإستهزاء
منهم ، وقيل إنهم وصفوه بالحلم والرشد لمعرفتهم بحلمه ورشده ولم يكن تهكماً
وإستهزاءاً منهم ، وجائز أن يكون هذا وذاك ، إذ ما بعد الكفر ذنب كما يقال ،
والحليم الذى لا يحمله الغضب أن يفعل ما لا يفعله فى الحال الرضا ، والرشيد خلاف
السفيه الذى لا يُحسن التصرف فى المال وغيره .
(91) وما أنت علينا بعزيز : أى بقوى
مُمتنع . ظهرياً : أى لم تأبوه به ولم تلتفتوا إليه كالشئ المُلقى وراء الظهر .
على مكانتكم : أى على ما أنتم عليه من حال التمكن والقدرة .
(98) بئس الرفد المرفود : الرفد أى العطاء
، المرفود أى المُعطى لهم والمراد لعنة الدنيا ولعنة الأخرة .
(100) منها قائم وحصيد : منها الذى بقيت
آثاره كمدائن صالح ، ومنها مدن لم يبقى منها شئ كديار عاد .
(101) تتبيب : أى تخسير وهلاك .
(106) زفير وشهيق : أى صوت شديد وهو الزفر
وصوت ضعيف وهو الشهق ، والصوتان متلازمان إذ هما كأول النهيق وآخره عند الحمار .
(108) عطاء غير مجذوذ : أى غير مقطوع
أبداً وهذا دليل خلودهم فيها أبداً.
(112) ولا تطغوا: أى لا تجاوزا حدود الله
فى الإعتقاد والقول والعمل .
(113) ولا تركنوا : أى لا تميلوا إلى
المشركين بمداهنتهم أو الرضا بشركهم فتكونوا مثلهم فتدخلوا النار مثلهم فتمسكم كما
مستهم .
(114) طرفى النهار وزلفا من الليل : طرف
النهار أوله وهو من طلوع الفجر وآخره من العصر إلى غروب الشمس . وزلفا من الليل :
الزلف جمع زلفة كغرفة وهى الساعة القريبة من أختها والمراد بها صلاة المغرب
والعشاء ، وهذه الأية أحد ثلاث أيات ذكرت أوقات الصلاة الخمسة ، الأية الثانية :
وأقم الصلاة لدلوك الشمس : الإسراء ، والأية الثالثة : فسبحان الله حين تمسون وحين
تصبحون : الروم .
(114) إن الحسنات يُذهبن السيئات : أى
حسنات الصلوات الخمس يُذهبن صغائر الذنوب التى تقع فيهن ، وقوله تعالى : إن
الحسنات يُذهبن السيئات جمل تعليلية للأمر بإقامة الصلاة ، وكون الحسنات يُذهبن
السيئات يتناول أمرين : الأول وهو الظاهر أن الحسنات يمحو الله تعالى بها من
السيئات وهى صغائر الذنوب ، والثانية أن فعل الحسنات يمنع من فعل السيئات وهو
إذهابها .
(116) ولولا : كلمة تفيد الحض على الفعل
والحث عليه . أولوا بقية : أى أصحاب بقية أى دين وفضل وصلاح يوحدون كبقية باقية فى
وسط أمة ضالة فاسدة . ومن هداية الأية : ما يزال الناس بخير ما وُجد بينهم أولوا
الفضل والخير يأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن الفساد والشر.
(119) ولذلك خلقهم : أى خلق أهل الإختلاف
للإختلاف ، وهل الرحمة للرحمة . ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك : أى وعلى ذلك
خلقهم فمنهم كافر ومنهم مؤمن والكافر شقى والمؤمن سعيد .
(121) وقل للذين لا يؤمنون أعملوا : أى
وقل يا رسولنا للذين لا يؤمنون من قومك ممن هم مُصرون على التكذيب والشرك والعصيان
أعملوا على حالكم وما أنتم متكمنون منه إنا عاملون على حالنا كذلك .
Comments