U3F1ZWV6ZTE3NDMwODE4MzA4MTc5X0ZyZWUxMDk5Njg2NzQ0NjUyNQ==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل
إعلان

زراعة النخاع علاج لأمراض الدم الخبثة

 

زراعة النخاع علاج لأمراض الدم الخبثة

زراعة النخاع


تردد في الأونة الأخيرة – الحديث عن زرع نخاع العظام، كأحد الأساليب الطبية الحديثة، لعلاج كثير من الأمراض، التي كان يستعصى علاجها في الماضى، وكانت تودى بحياة كثير من المرضى.

في البداية، ينبغي أن نوضح أن نخاع العظام، هو ذلك النسيج الرخو، الذى يوجد داخل مختلف عظام الجسم المركزية .. وهى الجمجمة، والفقرات، والضلوع، وعظام الحوض، والنهايات العليا لعظام الفخذ والعضد .. ويعتبر نخاع العظام من أكبر الأعضاء في جسم الإنسان، وأكثرها تعقيدًأ وغموضًأ.

ويقوم نخاع العظام بتكوين مختلف خلايا دم الإنسان، فهو يعتبر المصنع أو المكون الرئيسى لخلايا الدم، فينتج خلايا الدم البيضاء المختلفة التي تشكل خط الدفاع الأول والرئيسى ضد الجراثيم والميكروبات المتباينة .. وكذك الجزء المهم من الجهاز المناعى للجسم.

كما ينتج كرات الدم الحمراء، التي تحتوى على الهيموجلوبين، ذلك البروتين العجيب الذى يقوم بدور الوسيط النقل الأكسجين من الهواء في الرئتين إلى مختلف خلايا الجسم.

يقوم نخاع العظام أيضًأ بتصنيع الصفائح الدموية التي تعمل على إيقاف النزف من الأوعية الدموية ، لما لها من دور مساعد على التجلط.

دواعى زرع النخاع

يقوم الأطباء بإجراء عملية زرع نخاع العظام من متبرع إلى المريض الذى يكون نخاع عظامه ضامرًأ وغير منتج، ولا يقوم بوظائفه التي سبق ذكرها.. وهذه حالة مرضية تعرف بالأنيميا الضمورية الشديدة، بحيث لا يستجيب فيها النخاع للأدوية التي تستحثه على العمل، فيضطر الأطباء إلى نقل نخاع عظام جديد من متبرع سليم إلى المريض، بعد أن يتم القضاء على النخاع الضامر غير المنتج بالعقاقير الكيماوية التي تدمره .. لأن هذا النخاع للمريض – في حالة عدم تدميره – لا يسمح للنخاع الجديد بالعمل والإنتاج.

وهناك أحوال أخرى مهمة تستدعى زرع نخاع عظام جديد .. كبعض أنواع الأنيميا الوراثية مثل : أنيميا البحر المتوسط، والأنيميا المنجلية .. بيد أن أحد أهم دواعى إجراء زرع النخاع من متبرع، هو علاج لأورام الدم الخبيثة مثل سرطانات الدم، وأروام الغدد الليمفاوية، وغيرها من الأورام. وفى هذه الحالات يتلقى المريض جرعات كبيرة من العقاقير الكيماوية، وجرعات عالية من الإشعاع، لتكون قادرة على تدمير كل الخلايا الخبيثة في جسم المريض.. ونظرًأ لأنها تدمر نخاع المريض إلى الأبد، فإن المريض يحتاج إلى متبرع متوافق معه في الأنسجة حتى تتم عملية نقل النخاع.

ومن الأهمية بمكان، أنه – قبل إجراء عملية نقل أو زرع نخاع – لابد من التوافق التام بين خلايا وأنسجة المريض والمتبرع، كما في حالات زرع أو نقل الكلى.

ولكن، هل من السهل الحصول على متبرع متوافق في الأنسجة لكل مريض؟

في الحقيقة، أن الدراسات تشير إلى نجاح عملية زرع النخاع، إذا ما نقل للمريض نخاع من أحد الأشقاء، وخصوصًا إذا كان توءما  له .. حيث أن نسبة توافق الأنسجة تكون كاملة في هذه الحالة.

أما إذا كان توافق الأنسجة بين المريض وشقيقه أو أحد الأبوين غير كامل، أو وُجد توافق بينهما في متبرع غير شقيق فإنه يمكن إجراء هذه العملية بنسبة نجاح أقل .. وإن كانت الأبحاث العلمية الحديثة في مجال إستخدام أدوية تمنع تفاعل النخاع المزروع مع جسم المريض، قد شهدت تطورًأ مذهلًا في السنوات الأخيرة .. ولا سيما بعد إكتشاف عقار السيكلوسبورين .. بيد أن هناك ثمة أمل أخر جديد لهؤلاء المرضى الذين لا  يتسنى لهم وجود متبرع متوافق في الأنسجة معهم .. وهو إمكانية عمل زرع نخاع ذاتى ، ويتم ذلك بأخذ جزء من نخاع المريض بعد التأكد من خلوه من المرضى، أو تخليصه من خلايا المرض بأساليب معينة .. وبعد القضاء على الخلايا الخبيثة في جسمه .. كما سبق وذكرنا .. نقوم بإعادة النخاع السابق سحبه من المريض إليه مرة أخرى.

طريقة إجراء عملية زرع النخاع 

في الحقيقة إن عملية زرع النخاع هي ليست عملية جراحية على الإطلاق، كما يتبادر إلى الذهن .. وإنما عى عملية تتم بساطة عن طريق سحب كمية محسوبة من نخاع المتبرع، بواسطة إبرة صغيرة توضع في عظمة الحوض تحت تأثير مخدر كامل ثم تعالج بطريقة معينة، وتعطى للمريض عن طريق الوريد، مثل عملية نقل الدم العادية .. وهنا تبدو الأمور غاية في البساطة .. ولكن في الحقيقة، إن ما قبل سحب النخاع من المتبرع وما بعد ذلك غاية في التعقيد .. فكما ذكرنا، فإنه يجب قبل ذلك التأكد بالتحاليل من توافق الأنسجة.. كذلك يتم التعامل مع النخاع المسحوب وحفظه خارج الجسم بإسلوب معقد، وبعد حقنه إلى المريض تبدأ مرحلة جديدة .. حيث أن هذا النخاع لا يبدأ العمل بكفاءة قبل مضى نحو أربعة أسابيع حيث تكون المناعة عند المريض في هذه المدة معدومة تمامًأ، ولذلك يتم عزله عزلًا كاملأ عن العالم المحيط به، حتى لا يصيبه أي ميكروب، مهما كان بسيطًا، لأنه قد يودى بحياته .. وتأتى بعد ذلك مرحلة قد يحدث فهيا تفاعل بين النخاع الجديد وجسم المريض، وكل هذه الأمور صارت معروفة لدى المتخصصين، وأصبحوا قادرين على مواجهتها بكفاءة، تضمن سلامة إجتياز المريض لتلك المراحل.

وإذا كان النخاع يؤخذ مباشرة من المتبرع ويُعطى للمريض عن طريق حقنة بالوريد .. فإن هذه العملية هي إحدى عجائب الله في خلقه، ذلك لأن خلايا النخاع لديها القدرة على معرفة طريقها ومكانها وتسبح في الأوعية الدموية، حتى تصل إلى موطنها الأصلى، وهو النخاع، حيث تستقر وتتكاثر وتبدأ في العمل.

وهذه العملية يمكن إجراؤها لدى الأطفال والكبار حتى سن الخمسين .. والأبحاث مازالت مستمرة كى يمكن إجراؤها في سن أكبر من هذه .. كما أنها منتشرة في كثير من المراكز المتخصصة في العالم.

وهنا يجدر بنا أن نذكر أهمية إنشاء بنك للمعلومات، يضم تبويبًأ للأنسجة لعدد كبير من الأفراد، حيث أن المتبرع لا يلحقه أي ضرر في حالة تبرعه بالنخاع، بينما نجد أن ذلك يعطى أملًا جديدًا لمريض يكاد يكون الشفاء من مرضه ميئوسًأ منه .. وقد يكون ذلك المريض وحيدًأ لأبويه أو ربًا لأسرة.

 


Comments
NameEmailMessage