أولًا تفسير قول الله تعالى "من شر غاسق إذا وقب"
معنى قوله "ومن شر غاسق إذا وقب"
سورة الفلق من السور المدنية وهى أحدى المعوذتين "سورتى الفلق والناس" وهى من السور التي أوصى بها النبى للرقية من العين والحسد والسحر وهى من أذكار الصباح والمساء التي يجب على كل مسلم قرآتها والمداومة عليها في كل وقت لعظم فضلها فيكفى أن قرأتها ثلاث وسورتى الإخلاص والناس في الصباح تكفى صاحبها كل شيء.
والفلق هو الصبح أو الفجر
الْفَلَقِ أصله: شق الشيء وإبانة بعضه عن بعض، والمراد كل ما يفلقه الله: كالأرض بالنبات والجبال بعيون الماء، والسحاب بالمطر، والأرحام بالولد والليل بالفجر.
وجاء في سورة الفلق التعوذ من "شر غاسق إذا وقب"
فما هوالغاسق وما معنى وقب
الغاسق هو دخول ظلمة الليل والمعنى "من شر ظلام الليل إذا دخل" أي مع بداية المغرب ودخول وقت الليل، فهذا هو الغاسق. ووقب أي دخل.
فالغاسق إذن هو الليل شديد الظلمة، ووقب أي جاء ودخل أو حان وقته.
ومنه قول الله تعالى "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل" فدلوك الشمس أي طلوعها، وغسق الليل هو دخول وقت المغرب، أو بداية الليل.
والغسق هو الظلام أو السواد، ولذلك فقد وصف الله تعالى ما يسيل من جلود الكفار من شدة العذاب بالغساق في قوله "هذا فليذوقوه حميمٌ وغساق" وغساق هو ما يتقاطر من جلودهم من شدة العذاب ويكون أسود من شدة الإحتراق.
وقد ذكر النبى صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت أن نتحفظ على انفسنا وأولادنا وأن نذكر أذكار المساء فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ، فإذا ذهبت ساعة الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يفتح بابًا مغلقًا.
Comments