أولًا : تفسير قول الله تعالى "وثمود الذين جابوا الصخر بالواد"
معنى قوله "جابوا الصخر بالواد"
يقول الله تعالى في سورة الفجر
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9)
قد يعتقد البعض أن كلمة جابوا بمعنى أحضروا، ولكن هذا فهمٌ خاطئ، وربما جاء هذا الفهم الخاطئ لأننا نستعمل اليوم كلمة جاب بمعنى أحضر، فقد يأتي في ذهن البعض ذلك المعنى
ولكن كلمة جابوا معناها قطعوا الصخور وأتخذوا منها بيوتًا بعد أن نحتوها، وهذا إشاره إلى ترفهم وقوتهم الهائلة التي منحهم الله إياها، ومع ذلك فقد جحدوا نعمة الله وكفروا بنبى الله صالح فعاقبهم الله بالصيحة.
وجاء في التفسير الواضح "أما ثمود فكانوا ينحتون من الجبال بيوتا حالة كونهم فارهين، وكانوا يقطعون الصخر وينحتونه لبناء مساكنهم، وهذه شهادة لهم بقوة العمل وسعة الفكر" وهذا يدل على مدى تقدم أمة ثمود حتى على من جاءوا بعدهم من الأمم.
ومادة جوب في اللغة بمعنى قطع، يقال جاب الصخر أو جاوبه أي قطعه
وجاب مأخوذة من الفعل جاوب أو أجاب وهى فعل الرد على سؤال، فالجواب هو رد السؤال، فعندما يُسال فلان يقطع على ما يناسب السؤال جوابًا.
ومنها قوله أيضا أن فلان يجوب الإفاق أي يسافر هنا وهناك، فكأنه يفتح تلك الطرق ويقطعها لأول مرة.
فكلمة جابوا إذن معناها قطعوا الصخر من الجبال بيبنون به القصور بوادي القرى، وهو موضع بقرب المدينة ، وقد قيل: هم أول من نحت الجبال والصخور والرخام وبنوا ألفا وسبعمائة مدينة كلها من الحجارة. والله تعالى أعلى وأعلم.