تفسير قوله تعالى "وذرنى والمكذبين أولى النعمة" | الفرق بين النعمة بكسر النون والنعمة بفتح النون سورة الإنسان

 الفرق بين النعمة بكسر النون والنعمة بفتح النون 

معنى قوله تعالى "أولى النعمة" والفرق بين النعمة والنعمة 

قال الله تعالى في سورة المزمل واصفًا حال المشركين الذين كذبوا رسول الله ومواسيًا له صلى الله عليه وسلم :

وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13)

كلمة النعمة بفتح النون لم ترد إلا في هذا الموضع في سورة المزمل، ولكنها وردت بالكسر في مواضع متعددة تصل إلى 17 موضع ولكنها وردت نكرة بدون الألف واللام، فلم ترد معرفة وبفتح النون إلا في ذلك الموضع، فهل تعطى نفس المعنى أم أن هناك إختلاف؟ 

النعمة بفتح النون تشير إلى الترف والنعيم والحياة الحسنة والتي فيها شيء من الترفع عن الناس والإستغناء عنهم، ولذلك وصف الله بها الكفار لأن فيه شيء من الكبر والتعالى عن الناس والإستغناء عنهم بترف العيش الشديد وعدم الحاجة إليهم بأى حال، أما النعمة بكسر النون، فهى المعيشة الطيبة الهنيئة وقد وصف الله عزوجل بها المؤمنين وغيرهم، أما النعمة فقد وصف الله بها المترفين من الكفار فقط والذين كفروا بنعمة الله سبحانه وتعالى 

وفى مفاتح الغيب 

وَقَوْلُهُ: أُولِي النَّعْمَةِ بِالْفَتْحِ التَّنَعُّمُ وَبِالْكَسْرِ الْإِنْعَامُ وَبِالضَّمِّ الْمَسَرَّةُ

وفى التفسير الوسيط لفضيلة الإمام محمد سيد طنطاوى 

وقوله: أُولِي النَّعْمَةِ وصف لهم جيء به على سبيل التوبيخ لهم، والتهكم بهم، حيث جحدوا نعم الله، وتوهموا أن هذه النعم من مال أو ولد ستنفعهم يوم القيامة.

والنّعمة- بفتح النون مع التشديد-: تطلق على التنعم والترفه وغضارة العيش في الدنيا.

وأما النّعمة- بكسر النون- فاسم للحالات الملائمة لرغبة الإنسان من غنى أو عافية أو نحوهما.

وأما النّعمة- بالضم- فهي اسم المسرة. يقال: فلان في نعمة- بضم النون- أى: في فرح وسرور.

فيديو تفسير للاية