أولًا : تفسير قوله تعالى "فظن أن لن نقدر عليه"
ما المقصود بقوله تعالى "فظن ألن نقدر عليه"
يقول الله تعالى في سورة الأنبياء
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87)
كلمة نقدر عليه، قد يعتقد البعض أنها من التمكن فيُفهم معنى الأية "فظن أن لن نتمكن من القدرة عليه و السيطرة عليه إو إحضاره" حيث أن صاحب الحوت وهو نبى الله يونس بن متى لما أرسله الله إلى قومه فدعاهم فلم يؤمنوا، فتوعَّدهم بالعذاب فلم ينيبوا، ولم يصبر عليهم كما أمره الله، وخرج مِن بينهم غاضبًا عليهم، ضائقًا صدره بعصيانهم، فظن أن الله لن يضيِّق عليه ويؤاخذه بهذه المخالفة، وليس المعنى أنه ظن أن لن يتمكن الله منه أو من إحضاره ولكن المعنى أنه ظن أنه لن يؤخذه بتلك المخالفة، أو أن الله لن يضيق عليه عندما خرج أو ذهب غضبان من قومه، ولكن الله قد ضيق عليه فألتقمه الحوت وضيق عليه في بطن الحوت، حتى رجع إلى الله فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين"
وكلمة يقدر بمعنى يضيق وردت أيضا في سورة الفجر:
فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15)
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)
وقوله أيضاً في سورة الطلاق
(وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ) .
فقدر عليه رزقه أي ضيق عليه
فكلمة نقدر معناها أي لن نضيق عليه في سفره لما ترك أهله وذهب مغاضبًا، أو نؤأخذه بفعلته هذه.
تعليقات