معنى قوله تعالى "وكأسًا دهاقا"
يقول رب العزة سبحانة وتعالى عن المتقين في آخر سورة النبأ
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)
وكأسًا اى من الخمر، لأن الخمر كما نعلم جميعًا أن الله حرمها في الدنيا، وجعلها في الأخرة حلالا وشرابًا لأهل الجنة، وثمة فرق شديد بين خمر الدنيا وخمر الأخرة. وأما كلمة دهاقًا فمعناها مملوءة، أي كأسًا من الخمر مملوءة ، وفى هذا إشارة إلى شدة النعيم والكرم، ويقال دهق الإناء أي ملاءه
وقال الطبرى في تفسيره في تفسير تلك الأية
وكأسا ملأى متتابعة على شاربيها بكثرة وامتلاء، وأصله من الدَّهْق: وهو متابعة الضغط على الإنسان بشدّة وعنف، وكذلك الكأس الدهاق: متابعتها على شاربيها بكثرة وامتلاء.
وقد إستخدم الشاعر الكبير أحمد شوقى ذلك اللفظ في قصيدة له عن شهر رمضان والتي مطلعها
رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي
مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ
ما كانَ أَكثَرَهُ عَلى أُلّافِها
وَأَقَلَّهُ في طاعَةِ الخَلّاقِ
فقال
لا تَسقِني إِلّا دِهاقاً إِنَّني
أُسقى بِكَأسٍ في الهُمومِ دِهاقِ
فَلَعَلَّ سُلطانَ المُدامَةِ مُخرِجي
مِن عالَمٍ لَم يَحوِ غَيرَ نِفاقِ
Comments