أولًا : تفسير قوله تعالى "الله الصمد"
معنى قوله تعالى "الله الصمد"
سورة الإخلاص من السورة عظيمة الفضل رفعية الشأن في القرآن الكريم وهى تعدل ثلث القرآن في مضمونها وفضلها لأنها تتناول جانب التوحيد وتفريد الله بالألوهية والوحدانية. ومن فضل سورة الإخلاص ان من داوم على قرآتها متدبرًا لمعناها محبًا لها وجبت له الجنة فعن أبي هريرة قال: "أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت، فسألته: ماذا يا رسول الله؟ فقال: الجنة، فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب."
ومن فضل سورة الإخلاص أيضًا أنها سبب لقبول الدعاء فقد سمع النبي رجلاً يقول : "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد" فقال : "لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به أجاب" وهى أيضًا سبب للشفاء فقد كان يرقى بها النبى صلى الله عليه وسلم.
وكلمة الصمد وهى من أسماء سورة الإخلاص أيضًا من كلمات القرآن التي قد لا يفهم معناها الكثير رغم أن سورة الإخلاص من أشهر السور وأكثرها تكرًارًا على ألسنتنا، وكلمة الصمد من الكلمات التي لم تتكرر في القرآن الكريم أي أنها لم ترد إلا مرة واحدة في سورة الإخلاص
فما معنى تلك الكلمة القرآنية العظيمة؟
معنى "الصمد" أي السيد الذى تصمد إليه الخلائق في حاجاتها، ومعنى تصمد إليه أي تقصده
والعرب في الجاهلية كانوا يسمون السيد الشريف صاحب المكانة الرفيعة "الصمد" ويسمون بيته الذى يقصده الناس "البيت المصمد" فالبيت المصمد هو البيت المقصود من الناس لحاجة فيه.
والله سبحانه وتعالى لأن الخلائق كلها يقصدونه بالدعاء والسؤال سمى نفسه "الصمد" أي الذى تصمد إليه الخلائق وتقصده في حاجاتهم وهو غنى عنهم ولا يحتاج إليهم.
فالصمد إذن هو السيد العظيم الذى تقصد الخلائق بالدعاء وقضاء الحاجات.
Comments