أولًا : معنى قوله تعالى "والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى"
ما هي المؤتفكة في قوله "والمؤتفكة أهوى" في سورة النجم
سورة النجم من السورة المكية وهى من المفصل التي بدأت بقسم "والنجم إذا هوى" وأياتها إثنان وستون، نزلت سورة النجم بعد الإخلاص
قال ابن عطية الأندلسي: سبب نزولها أن المشركين قالوا، أن محمد يقول القرآن ويختلق أقواله فنزلت السورة بعد ذلك
يقول الله تعالى في سورة النجم
وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55)
فما هي المؤتفكة وما معنى تتمارى
المؤتفكة هي قرية سدوم قوم لوط، والمؤتفكة هي المخسوف بها والمقلوب أعلاها أسفلها، حيث أمر الله جبريل صلى الله عليه وسلم، فرفعها من الأرض السابعة بجناحه، ثم أهواها مقلوبة.
فمعنى أهوى أي أهواها جبرل عليه السلام بأن رفعها إلى السماء ثم أهواها إلى الأرض أي اسقطها.
وقوله: (فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى) يقول تعالى ذكره: فغشّى الله المؤتفكة من الحجارة المنضودة المسومة ما غشاها، فأمطرها إياه من سجيل أي طين متحجر، أو ألبسها ما ألبسها من الحجارة المتتابعة النازلة عليهم من السماء كالمطر.
ومعنى غشى أي غطى وستر، أي أن الحجارة غطتهم جميعًا فلم يظهر منهم أحد.
وقد ذكر الله هلاك الأمم قبل قوم لوط في الأيتين قبل المؤتفكة فقد أهلك قوم نوح الذين هم أظلم وأطغى وثمود وعادا قبلهم.
فقال تعالى :
وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50) وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى (51) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى (54)
فهذا جزاء من يكذب رسالات الله ويُشرك به
ولذلك قال الله تعالى فبأى الآء ربك تتمارى أي ترتاب و تشك وتجادل أيها الإنسان وقد عدد الله لك نعمه والتي ذكرها في نفس السورة وأعطاك العبرة بما جحد نعمة الله وكذب بها وكفر به.
تعليقات