U3F1ZWV6ZTE3NDMwODE4MzA4MTc5X0ZyZWUxMDk5Njg2NzQ0NjUyNQ==
أبحث فى جوجل
أبحث فى جوجل
إعلان

تفسير قوله تعالى "كأنه جمالت صفر" سورة المرسلات

size

 معنى قوله تعالى "كأنه جمالت صفر" 

جمالت صفر


يقول الله تعالى واصفًا حال المكذبين يوم القيامة 

وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ (30) لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ (31) إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (32) كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ (33)

في هذه الأيات يصف رب العزة جهنم من عظمها أنها ترمى بشرر كالقصر، فشررها عظيم كققصر كبير، ثم شبه ذلك الشرر كأنه جمالت صفر

فما معنى "جمالتٌ صفر"؟ 

جمالت جمع جمالة وهى الإبل 

والكلمة لها عدة قراءات فهى تقرأ جمالتٌ ، وجمالاتٌ، وجُمالاتٌ، فكلها قراءات متواترة ومعناها واحد 

فجمالات هي جمع الجمع فهى جمع جمالتٌ، وجمالتٌ جمع جمل 

فالله عزوجل يصف الشرر المتطاير من جهنم كأنه جمالتٌ أي جمالٌ ضخمة عظيمة سوداء تميل إلى الصفرة، فليس المقصود أنها صفراء تمامًا ولكن لونها أسود يميل إلى الصفرة، لأن هذا هو لون الجمال، وهو يناسب لون ذلك الشرر العظيم، وهو مصطلح عند أصحاب الإبل إذا قالوا أنها إبلٌ صفراء أي أنها إبلٌ سوداء تميل إلى الصفرة. 

وجاء في تفسير الطبرى 

وأولى التأويلات به أنه القصر من القصور، وذلك لدلالة قوله: (كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ) على صحته، والعرب تشبه الإبل بالقصور المبنية.

وفى التفسير الوسيط للشيخ طنطاوى 

والقصر: البناء العالي المرتفع. وسمى القصر قصرًا لأن من يسكنه لا يحتاج أن يخرج منه لأن فيه كل شئ قد يحتاجه، فقد يكون قصرًا كالمدينة، فصاحبه يقتصر عليه ويستغنى به عما هو دونه وقيل: هو الغليظ من الشجر. أو هو قطع من الخشب، يجمعها الجامعون للاستدفاء بها من البرد. وقوله: جِمالَتٌ جمع جمل- كحجارة وحجر.

والمعنى: إنها- أى: جهنم- ترمى المكذبين بالحق، الذين هم وقودها، ترميهم بشرر متطاير منها لشدة اشتعالها، كل واحدة من هذا الشرر كأنها البناء المرتفع في عظمها وارتفاعها.

وقوله- تعالى-: كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ وصف آخر للشرر، أى: كأن هذا الشرر في هيئته ولونه وسرعة حركته.. جمال لونها أصفر.

واختير اللون الأصفر للجمال، لأن شرر النار عند ما يشتد اشتعالها يكون مائلا إلى الصفرة.

وقيل المراد بالصفر هنا: السواد، لأن سواد الإبل يضرب إلى الصفرة.

فأنت ترى أن الله- تعالى- قد شبه الشرر الذي ينفصل عن النار في عظمته وضخامته بالقصر، وهو البناء العالي المرتفع، وشبهه- أيضا- حين يأخذ في الارتفاع والتفرق..

بالجمال الصفر، في هيئتها ولونها وسرعة حركتها، وتزاحمها.

والمقصود بهذا التشبيه: زيادة الترويع والتهويل، فإن هؤلاء الكافرين لما كذبوا بالحساب والجزاء، وصف الله- تعالى- لهم نار الآخرة بتلك الصفات المرعبة، لعلهم يقلعون عن شركهم، لا سيما وأنهم يرون النار في دنياهم، ويرون شررها حين يتطاير ... وإن كان الفرق شاسعا بين نار الدنيا ونار الآخرة.

ونلاحظ في تلك الكلمة أن القرآن يخاطب العرب بكلماتهم التي يفهمونها في لغتهم ويوضح الوصف القرآنى بتلك الأمثلة من واقعهم، ففي هذا المثال العرب تعرف الإبل وحجم الإبل ولونها ومن ثم ستضح الصورة القرآنية جلية لهم، فسبحان من هذا كلامه وتلك بلاعته وفصاحته.


فيديو تفسير للأية 



NameEmailMessage