معنى قوله تعالى "تظن أن يُفعل بها فاقرة"
في سورة القيامة يقول الله تعالى واصفًا حال أهل النار
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)
وقد بينا أن الوجوه الباسرة هي الوجوه الكاشرة الكالحة المسودة التي بان عليها الشقاء والبؤس والعبوس قبل أوانه أي قبل أن تدخل النار فتزداد بؤسًا وعبوسًا وشقاءا. وهذه الوجوه أو أصحاب تلك الوجوة تظن ان يفعل بها فاقرة.
وكلمة تظن لا تعنى الشك أو الإعتقاد بل هي تعنى اليقين، فتلك الوجوه تتيقن وتتأكد أنه سُيفعل بها فاقرة.
أي تَظُنُّ أن يُفْعَلَ بها أَمْرٌ عظيمٌ من العذاب، وَالفَاقِرَة: الداهيةُ العظيمةُ والأمرُ الشديدُ الَّذِي يَكْسِرُ فِقَارِ الظَّهْرِ وَيَقْصِمُهُ.
فالفاقرة إذن هي المصيبة او الداهية العظيمة التي تقصم الظهر، وهى مأخوذة فقار الظهر أو فقرات الظهر، فكأن تلك المصيبة ستقسم فقرات الظهر. وبعضُ أهل اللغة يقولون أن الفاقرة هي الوسم الذى يوضع على جبهة الإنسان تعذيباً له وإشارة إلى خزية. فكأن تلك الوجوه وهم يتوجهون إلى النار أصابهم سواد الوجه وتيقنوا من العذاب الشديد والبلاء العظيم وهذا حقًا ما سيحدث في جهنم أعاذنا الله وإياكم منها.
أقول قولى هذا وإستغفر الله لى لكم
Comments