تفسير قوله تعالى "عين حمئة" سورة الكهف | ما هى العين الحمئة التى رأى ذو القرنين مغرب الشمس فيها

 معنى قوله تعالى "عين حمئة"

يقول الله تعالى فى قصة ذى القرنين فى سورة الكهف 

حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)

فما هى تلك العين الحمئة التى وجد الشمس تغرب فيها ؟ 

معنى حمئة أى حامية شديدة الحرارة متغيرة اللون منتنة الرائحة، وفيها قرأتان حامية وحمئة 

ومعنى الأية أن ذا القرنين عندما وصل إلى طرف الأرض فى موضع مغرب الشمس وجدها تغرب فى عين حمئة، والمفسرون يقولون أن الإنسان عندما يصل إلى البحر ويرى البحر وإمتداده الشديد ومع غروب الشمس، يرى أن الشمس تغرب فى البحر، والحقيقة قطعًا ليست كذلك لأن الشمس منفصلة عن البحر، ولكن يترآى له ذلك، وفيما يرى ذى القرنين أن الشمس تغرب فى عين حمئة أى فى عين شديدة الحرارة منتنة الرائحة متغيرة اللون، ولكنها ليست كذلك فى الحقيقة لأنها تغرب فى البحر ولكن الرأى يرى ذلك فى منظر الغروب ويشم تلك الرائحة، لأن البحر قد تصدر منه فى بعض الأحيان تلك الرائحة الكريهة. فمعنى عين حمئة اى فيما يرى ذى القرنين. 

 وفى التفسير الوسيط 

حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ أى حتى إذا وصل إلى منتهى الأرض المعمورة في زمنه من جهة المغرب.

وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ أى: رآها في نظره عند غروبها، كأنها تغرب في عين مظلمة، وإن لم تكن هي في الحقيقة كذلك.

وهذا هو المعتاد لمن كان بينه وبين أفق الشمس ماء فإنه يراها كأنها تشرق منه وتغرب فيه، كما أن الذي يكون في أرض ملساء واسعة، يراها كأنها تطلع من الأرض وتغيب فيها.

وحمئة: أى: ذات حمأة وهي الطين الأسود. يقال: حمأت البئر تحمأ حمأ، إذا صارت فيها الحمأة وهي الطينة السوداء.

وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي: «وجدها نغرب في عين حامية» أى: حارة. اسم فاعل من حمى يحمى حميا.