تعد ترجمة جوجل أحد أهم الوسائل الأساسية في الترجمة بين اللغات والتي سهلت الكثير من أساليب التواصل وترجمات النصوص وأفادت قطاع كبير من الناس في أعمال لم تنجز قبلها إلا بشق الأنفس، ولا شك أن ترجمة جوجل قد أثرت في عمل الترجمة البشرية في كثير من الأحيان، ولكن هل سيأتى ذلك اليوم الذى تحل ترجمة جوجل محل الترجمة البشرية خاصة بعد ذلك التطور الملحوظ في تقييمات الترجمة لجوجل ترجمة؟
تعتمد ترجمة جوجل على الذكاء الإصطناعى في تقديم الترجمة للغات المخلتفة
وذلك من خلال خوارزميات الترجمة العصبية والترجمة الإحصائية والتي تكلمنا عنها في هذا
المقال
ولكن هل يمكن للذكاء الإصطناعى أن يقارن مع الذكاء البشرى؟
إذا أجبت بنعم وهذا قطعًا لن يكون فسأقول لك إن ترجمة جوجل لا يمكن أن تحل محل الترجمة البشرية.
الذكاء الإصطناعى لم ولن يحل محل الذكاء البشرى، ولن يمكن لترجمة جوجل أن
تغنى في يوم من الأيام عن الترجمة البشرية مهما تطورت. نعم يمكن لترجمة جوجل أن
تقدم لك الفكرة الأساسية للنص المترجم، ولكن ستبقى هناك أشياء غامضة داخل النص
وشفرات لن يمكن أن تقوم بحلها، ولكن لماذا؟
دعنى أوضح لك السبب في ثلاث نقاط أو ثلاث أسباب رئيسية:
قبل أن نبدأ قد يهمك ذلك المقال:
مميزات وعيوب ترجمة قوقل | الفرق بين ترجمة قوقل والترجمة الإحترافية
السبب الأول : لن يستطيع أي برنامج ترجمة أن يفهم ثقافة مجتمع ما وينقلها إلى آخر
الترجمة الألية كترجمة جوجل وغيرها يمكنها فقط أن تترجم من كلمة إلى كلمة أو تفهم مضمون جملة بسيطة في سياق نصى، ولكن لن تستطيع مهما تطورت أن تفهم ثقافة المجتمع الموجودة داخل النص ولن تستطيع نقلها إلى لغة أخرى، فكل مجتمع له ثقافة معينة تعبر عنها اللغة بأساليب معينة لن توجد إلا في هذه اللغة، ولهذا لن يستطيع أي شخص أن ينقل تلك الثقافة أو يعبر عنها بنفس الأسلوب من لغة إلى أخرى إلا إذا كان مترجم محترف يعرف كلتا الثقافتين، وليس مجرد مترجم عادى، فما بالكم بآله ترجمة.
قد يهمك :
السبب الثانى : صعوبة ربط الكلمات بسياق الموضوع
سياق الكلام أحد أهم عناصر الكتابة البشرية، وإرتباط الكلمات بالسياق أحد
إهم إبداعات الكتاب، ولن تستطيع ترجمة جوجل أو أي ترجمة أن تربط كلمة معينة بسياق
الكلام ككل، ولكن نجد في نفس الوقت أن المترجم البشرى يمكن وبسهوله معرفة المقصود
من الكلمة وربطها بسياقها وسط الكلام وبالتالي تقديم ترجمة يفهمها الأخرون.
السبب الثالث : اللمسة البشرية لا يمكن الإستغناء عنها
من المعروف أن اللغات معقدة بشكل يصعب فهمه، ربما يعرف دراسى اللغات
الأجنبية هذا الأمر جيدًا، تأمل على سبيل المثال سائح أجنبى يحاول أن ينطق بضع
كلمات عربية، ستجد أن الأمر ليس بالهين، ولحل معضلة التعقيد هذه تستخدم ترجمة جوجل
الذكاء الإصطناعى لمحاولة فك بعض الرموز، ولكن ستبقى الترجمة ضاحلة ولا روح فيها
دون تدخل المترجم البشرى لإضفاء الروح والجمال عليها، ولكى تتيقن من كلامى قم
بإحضار قطعة أدبية لكاتب مشهور عندك وترجمه لدى جوجل ثم ترجمه لدى أحد المحترفين
ولاحظ الفرق وأخبرنى.
Comments